مطار مكة المكرمة "الحلم"
الثلاثاء - 24 سبتمبر 2024
Tue - 24 Sep 2024
شعار اليوم الوطني لهذا العام "نحلم ونحقق"، نعم نحلم ونحقق بمشيئة الله وقدرته، نحلم ونحقق بالعمل والتوكل على الله، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - أقام دولة مترامية الأطراف تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، معتمدا على الله ثم أبناء هذا الوطن، جمع قلوبهم وقدراتهم وعقولهم لتبدأ قصة تحقيق حلم وعودة دولة ومجد لوطن ينعم بالأمن والأمان ويتمتع أبناؤه بالخيرات الوفيرة.
شهدت المدن والقرى تطورا على مختلف القطاعات، بالأمس كانت الطائرة حلما، واليوم هي حقيقة. وكان المطار حلما، فتحقق أكثر من ثلاثين مطارا، لكن الحلم ما زال مستمرا لم يتوقف، ومن تلك الأحلام مطار مكة المكرمة، لكن السؤال لماذا مطار مكة المكرمة هو الحلم؟
وعند التفكير في إجابة هذا السؤال يمكن تقسيمه إلى أجزاء تحمل مبررات كثيرة.
مطار مكة المكرمة هو تأكيد على مكانة أم القرى في قلب كل مسلم، وتأكيد على الجهود التي تبذلها الدولة في كل أنحاء مكة والوطن، وتأكيد على أهداف الرؤية المباركة والمرتبطة بالتنمية المستدامة والبنية التحتية لمرافق المطارات وزيادة إمكانية الوصول إلى خيارات النقل في المطارات، لأن الحاج والمعتمر ليس له إلا خيار واحد ومطار واحد هو مطار الملك عبدالعزيز في شمال جدة، وبعون الله التفكير بمطار جديد لمكة المكرمة يسهم في تحقيق هدف رفع الطاقة الاستيعابية للشحن إلى 4.5 ملايين طن من البضائع بحلول 2030م.
ومهما وضعت من استراتيجيات لمواجهة التحديات في أيام الحج، فإن قطاع الطيران له دور أساس لأنه يستهدف نقل 330 مليون راكب بحلول 2030، وتحقيق هذه الأرقام بحاجة إلى مطارات جديدة. ويلاحظ أن تعزيز الشراكات بين مشغلي القطاعين العام والخاص وزيادة عدد الخطوط الدولية التي تستخدم مطارات المملكة تتطلب مطارات جديدة. كما أن رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات واستقبال عدد أكبر من المعتمرين، (30) مليون معتمر سنويا مع فتح قطاع تنافسي لمشغلي الخطوط الجوية بحاجة إلى مطار بالقرب من مكة المكرمة.
حتى تصبح الأهداف العامة والخاصة للمشاريع التنموية واقعا ملموسا هي بحاجة إلى أحلام وتصورات وخطط جديدة تستفيد من تطبيقات وأفكار الذكاء الاصطناعي، والذي دخل قطاع الطيران وغيره من القطاعات التنموية، والتفكير بمطارات جديدة لا يعني إلغاء المطارات الحالية بل مع المحافظة على الموجود حاليا، والتي بذلت فيها جهود كبيرة لا تخفى على القريب والبعيد، ومشكلات النقل بين المدن هي بحاجة إلى مطار مكة ليخفف الضغط المروري على الطرق السريعة بين مكة المكرمة وشمال جدة.
مطار مكة المكرمة (الحلم) يكون قريبا من (مشعر عرفة) بمسافة لا تزيد على مئة كيلو، يساهم في إنشاء مدينة للحجاج جديدة وسكن جديد مع المحافظة على مستوى أسعار في متناول الحاج والمعتمر، ومدينة الحجاج الجديدة هي مدينة مطار جديد يفتح فرص عمل جديدة، والقارئ الخبير.. عندما ينظر إلى المدن العالمية يجد أن بعض تلك المدن يتجاوز عدد المطارات فيها 3 أو 4، وهذا تأكيد أن تعدد المطارات ليس ترفا بل مألوفا وله مبررات كثيرة لا يتسع المجال لها، ومما يؤكد ذلك وبفضل لله عز وجل وتوفيقه اتسعت المدن أفقيا ووصلت إلى أماكن لم تكن متوقعة وكأن كل مدينة مجموعة من المدن المتجاورة، والعاصمة الرياض، المطار القديم أصبح في وسط الرياض فهي بحاجة إلى مطار ثالث بالقرب من المزاحمية.. وأيضا مدينة جدة بحاجة إلى مطار آخر في الجنوب الشرقي يحمل اسم مطار مكة المكرمة وأيضا شمال حائل بحاجة إلى مطار ثان، وتبوك كذلك بحاجة إلى مطار جديد (بالقرب من بئر بن هرماس)، أما المدينة المنورة بحاجة إلى مطار حلم جديد آخر يكون في الجزء الجنوب الشرقي وعلى بعد مئة كيلو لتحقيق الأهداف وحل كثير من المشكلات.
جيل الشباب قد لا يعرف تجربة المملكة الفريدة مع الطائرة، فهي عرفت الطائرة قبل أن يظهر فيها مطار، فقد ورد في العدد (580) من جريدة أم القرى عام (1936م) - خبر لم يكن متوقعا - يقول: وصلت أول طائرة إلى المدينة المنورة في رحلة خارجية تقل القنصل المصري ومعه وفد مصري، وقد جاءت الطائرة إلى المدينة، في الناحية الجنوبية الشرقية وحلقت فوق المدينة من مسافة ليست بالبعيدة، ثم قصدت المطار المعد لها في وادي العقيق، وكانت تلك الطائرة أول طائرة في التاريخ تصل إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية قادمة من الديار المصرية، قد يتبادر إلى الذهن: أين كان هبوط الطائرة؟ المكان هو المقر الحالي لشرطة الفيصلية المجاور للسور الجنوبي للجامعة الاسلامية، وحتى تتضح الصورة أكثر لاحظ الفارق الزمني بين وصول تلك الطائرة في أول عام (1936م) وبين تاريخ أول مطار في المملكة كان في عام (1945م).
وجود أكثر من مطار في المدينة المنورة أو في غيرها من المدن يحقق الاستراتيجية الوطنية للطيران، والتي تسعى لتحقيق زيادة في عدد المطارات، وهناك ميزة تنافسية للمملكة في مجال الطيران لا تتوفر عند أي دولة في المنطقة، وهي وقوعها بين مياه الخليج العربي شرقا ومياه البحر الأحمر غربا، مكن من اتساع المجال الجوي بينهما وهذا يساعد على فتح مطارات جديدة، والحد من التحديات التي يعاني منها قطاع الطيران في العالم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهذا يساعد - بعون الله تعالى - على تحقيق حلم مطارات جديدة في أنحاء الوطن الغالي.
ealfai@
شهدت المدن والقرى تطورا على مختلف القطاعات، بالأمس كانت الطائرة حلما، واليوم هي حقيقة. وكان المطار حلما، فتحقق أكثر من ثلاثين مطارا، لكن الحلم ما زال مستمرا لم يتوقف، ومن تلك الأحلام مطار مكة المكرمة، لكن السؤال لماذا مطار مكة المكرمة هو الحلم؟
وعند التفكير في إجابة هذا السؤال يمكن تقسيمه إلى أجزاء تحمل مبررات كثيرة.
مطار مكة المكرمة هو تأكيد على مكانة أم القرى في قلب كل مسلم، وتأكيد على الجهود التي تبذلها الدولة في كل أنحاء مكة والوطن، وتأكيد على أهداف الرؤية المباركة والمرتبطة بالتنمية المستدامة والبنية التحتية لمرافق المطارات وزيادة إمكانية الوصول إلى خيارات النقل في المطارات، لأن الحاج والمعتمر ليس له إلا خيار واحد ومطار واحد هو مطار الملك عبدالعزيز في شمال جدة، وبعون الله التفكير بمطار جديد لمكة المكرمة يسهم في تحقيق هدف رفع الطاقة الاستيعابية للشحن إلى 4.5 ملايين طن من البضائع بحلول 2030م.
ومهما وضعت من استراتيجيات لمواجهة التحديات في أيام الحج، فإن قطاع الطيران له دور أساس لأنه يستهدف نقل 330 مليون راكب بحلول 2030، وتحقيق هذه الأرقام بحاجة إلى مطارات جديدة. ويلاحظ أن تعزيز الشراكات بين مشغلي القطاعين العام والخاص وزيادة عدد الخطوط الدولية التي تستخدم مطارات المملكة تتطلب مطارات جديدة. كما أن رفع الطاقة الاستيعابية للمطارات واستقبال عدد أكبر من المعتمرين، (30) مليون معتمر سنويا مع فتح قطاع تنافسي لمشغلي الخطوط الجوية بحاجة إلى مطار بالقرب من مكة المكرمة.
حتى تصبح الأهداف العامة والخاصة للمشاريع التنموية واقعا ملموسا هي بحاجة إلى أحلام وتصورات وخطط جديدة تستفيد من تطبيقات وأفكار الذكاء الاصطناعي، والذي دخل قطاع الطيران وغيره من القطاعات التنموية، والتفكير بمطارات جديدة لا يعني إلغاء المطارات الحالية بل مع المحافظة على الموجود حاليا، والتي بذلت فيها جهود كبيرة لا تخفى على القريب والبعيد، ومشكلات النقل بين المدن هي بحاجة إلى مطار مكة ليخفف الضغط المروري على الطرق السريعة بين مكة المكرمة وشمال جدة.
مطار مكة المكرمة (الحلم) يكون قريبا من (مشعر عرفة) بمسافة لا تزيد على مئة كيلو، يساهم في إنشاء مدينة للحجاج جديدة وسكن جديد مع المحافظة على مستوى أسعار في متناول الحاج والمعتمر، ومدينة الحجاج الجديدة هي مدينة مطار جديد يفتح فرص عمل جديدة، والقارئ الخبير.. عندما ينظر إلى المدن العالمية يجد أن بعض تلك المدن يتجاوز عدد المطارات فيها 3 أو 4، وهذا تأكيد أن تعدد المطارات ليس ترفا بل مألوفا وله مبررات كثيرة لا يتسع المجال لها، ومما يؤكد ذلك وبفضل لله عز وجل وتوفيقه اتسعت المدن أفقيا ووصلت إلى أماكن لم تكن متوقعة وكأن كل مدينة مجموعة من المدن المتجاورة، والعاصمة الرياض، المطار القديم أصبح في وسط الرياض فهي بحاجة إلى مطار ثالث بالقرب من المزاحمية.. وأيضا مدينة جدة بحاجة إلى مطار آخر في الجنوب الشرقي يحمل اسم مطار مكة المكرمة وأيضا شمال حائل بحاجة إلى مطار ثان، وتبوك كذلك بحاجة إلى مطار جديد (بالقرب من بئر بن هرماس)، أما المدينة المنورة بحاجة إلى مطار حلم جديد آخر يكون في الجزء الجنوب الشرقي وعلى بعد مئة كيلو لتحقيق الأهداف وحل كثير من المشكلات.
جيل الشباب قد لا يعرف تجربة المملكة الفريدة مع الطائرة، فهي عرفت الطائرة قبل أن يظهر فيها مطار، فقد ورد في العدد (580) من جريدة أم القرى عام (1936م) - خبر لم يكن متوقعا - يقول: وصلت أول طائرة إلى المدينة المنورة في رحلة خارجية تقل القنصل المصري ومعه وفد مصري، وقد جاءت الطائرة إلى المدينة، في الناحية الجنوبية الشرقية وحلقت فوق المدينة من مسافة ليست بالبعيدة، ثم قصدت المطار المعد لها في وادي العقيق، وكانت تلك الطائرة أول طائرة في التاريخ تصل إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية قادمة من الديار المصرية، قد يتبادر إلى الذهن: أين كان هبوط الطائرة؟ المكان هو المقر الحالي لشرطة الفيصلية المجاور للسور الجنوبي للجامعة الاسلامية، وحتى تتضح الصورة أكثر لاحظ الفارق الزمني بين وصول تلك الطائرة في أول عام (1936م) وبين تاريخ أول مطار في المملكة كان في عام (1945م).
وجود أكثر من مطار في المدينة المنورة أو في غيرها من المدن يحقق الاستراتيجية الوطنية للطيران، والتي تسعى لتحقيق زيادة في عدد المطارات، وهناك ميزة تنافسية للمملكة في مجال الطيران لا تتوفر عند أي دولة في المنطقة، وهي وقوعها بين مياه الخليج العربي شرقا ومياه البحر الأحمر غربا، مكن من اتساع المجال الجوي بينهما وهذا يساعد على فتح مطارات جديدة، والحد من التحديات التي يعاني منها قطاع الطيران في العالم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقليل من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهذا يساعد - بعون الله تعالى - على تحقيق حلم مطارات جديدة في أنحاء الوطن الغالي.
ealfai@