ياسر عمر سندي

شاطئ الكوكيان.. تشويه بشري وتشوه بصري

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024

Wed - 18 Sep 2024

بعد افتتاح شاطي الكوكيان بأبحر الجنوبية "شاطئ الإسكندرية" سابقا؛ فرح أهالي محافظة جدة وزوارها واستبشر سكانها بمناطق شمال ميدان الجمل وما حوله خيرا بهذا الإنجاز والتحول الجذري من تطور وتطوير ملموسين أعادا إظهار شريط الساحل الجميل الذي استطعنا من خلاله استنشاق نسمات البحر العليل والتلذذ بالمناظر البحرية وممارسة رياضة السباحة بمنطقة أبحر الصافية والنقية، ناهيك عما يمتلكه الشاطئ من تشكيل لوحة أخاذة ومتنوعة تسر الناظرين.

هذه المشاريع ما هي إلا منتجات وطنية متميزة ترى النور مرحليا وتعمل عليها جهات متعددة على قدم وساق لخدمة المواطنين والمقيمين، للاستمتاع بجماليات عروس البحر الأحمر التي تعتبر بصمة إيجابية من البصمات الحكومية لتسجيل التميز والتقدم المضطرد الذي نرفع له عقال الفخر والتقدير؛ وكوني أحد سكان حي أبحر الشمالية وبحكم عملي بحي الخالدية وسط جدة جعلني ذلك التردد أشاهد سلوكيات يومية غير محمودة وأمرا مزعجا يعكر صفو تلك اللوحة الرائعة مشتتا لإبداعها وخادشا لرونقها.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو الوقوف على تصرفات عشوائية معيبة وخارجة عن الذوق العام والعرف والالتزام وما زالت تصدر وتتكرر من بعض مرتادي شاطئ الكوكيان للأسف سأذكرها تباعا:

أولا: تبديل ملابس السباحة للذكور البالغين الكبار والشباب والأطفال خارج منطقة الشاطئ وعلى الطريق العام أمام مرأى المارة الراجلين ومن هم بسياراتهم، والتي تعتبر من السلوكيات المتدنية الخادشة للحياء والخارجة عن الذوق المجتمعي.

ثانيا: الاستحمام وتعميم الماء على الجسد عقب السباحة بجانب مواقف السيارات المصطفة أجده سلوكا مؤذيا للعامة وتشوها بصريا لمنظر الطريق، مما يتسبب في تلويث المكان والرصيف الجانبي وكثرة تجمع المياه الراكدة المحيطة التي تعيق صعود الآخرين لسياراتهم.

ثالثا: الخروج زرافات وفرادى وجماعات عائلية متجاوزين الطريق للوصول إلى الطرف المقابل للشاطئ، ضاربين عرض الحائط الخطورة الكامنة من حصول الحوادث المرورية وحالات الدهس المحتملة.

رابعا: العرقلة المرورية من تكدس السيارات والازدحام المزعج جراء الخروج الجماعي فترة الذروة ما بين العصر وقبل المغرب.

يقول سيد الحياء وإمام الأخلاق عليه الصلاة والسلام "الحياء شعبة من الإيمان".

وكمواطن غيور على مقدرات الوطن أطالب بسرعة المراجعة العاجلة والمعالجة الفورية لذلك الانفلات السلوكي بالتأكيد على تخصيص أماكن داخل الشاطئ للتبديل والاستحمام؛ ومنع خروج أي شخص ليس مرتديا ملابسه الكاملة، وتعميم لوحات توعوية وتثقيفية بذلك، وتركيب كاميرات مراقبة وتوظيف رجال أمن مساعدين لتنبيه الزوار ومنع تلك التجاوزات، وسرعة التوجيه بعمل جسر مخصص للمشاة، وتطبيق مخالفات مالية رادعة تحددها توليفة إدارية حكومية مكونة من المحافظة والأمانة والمرور والأمن لتهذيب السلوك العام وضبطه للقضاء على هذه الظاهرة مجتمعيا، ووقف التصرفات البشرية السلبية والتشوهات البصرية للحفاظ على جهود التنمية الوطنية المبذولة وضمان التأكيد على برنامج جودة الحياة العامة للمواطن والمقيم.

Yos123Omar@