أحمد بني قيس

محمد بن سلمان.. أسطورة ثلاثينية

الاثنين - 02 سبتمبر 2024

Mon - 02 Sep 2024

شاب في ريعان شبابه أذهل القريب والبعيد والكاره قبل المحب عندما ظهر سلطانه وتعرف العالم على قدراته وإمكاناته وقوة شخصيته وثباته، لا يخشى ولا يهاب أحدا والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى، فمنذ ظهوره في المشهد الإقليمي والدولي تعرض للكثير من الدسائس والمؤامرات في محاولة بائسة ويائسة لإحباط مساعيه وإفشال تطلعاته وأهدافه.

وهذه الإشادة المستحقة ليست من باب التزلف أو التطبيل كما دأب على اتهامنا بها أعداؤنا وأعداؤه، وإنما ترجمة لما يعترف به كل منصف ويكفي للتثبت من ذلك مراقبة مدى انشغال شعوب المنطقة والعالم بهذا القائد ومدى رواج صوره وتسليط الضوء على تصريحاته وأفعاله، حتى في وسائلهم الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، بل وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت العنوان التقني للتعبير عن الرأي في هذا الزمن.

أما التوجه للشارع السعودي فهذا رواية أخرى يقرؤها السعوديون بكل فخر، ومعلقة شعر يتغنى بها غالبيتهم خاصة شريحة الشباب، بكل طرب، والذين ليس فقط يظهرون ولاءهم له وإنما أيضا حبهم لهذا القائد، وهذا شعور يفتقده ويتمناه الكثير من الساسة والزعماء.

وما عزز هذا الشعور عند الشعب السعودي أن جميع إرهاصات قرارات الأمير محمد تؤكد لهم أنه إذا قال فعل وإذا وعد أنجز، وأنه أبعد ما يكون عن تجارة الشعارات والمزايدات التي تعج بها أروقة وساحات البلدان المجاورة وغير المجاورة.

فخلق هذا النهج حالة فريدة وغير مسبوقة لنموذج الزعيم العربي المسلم الذي يتمنى الكثير وجوده، خاصة في هذه المرحلة التي يعيشها الجوار والإقليم والعالم، والتي تعصف رياحها بالكثير من عوامل الاستقرار والشعور بالأمن والأمان التي جعلت عودتها حلما يتمناه الكثير بعد أن كانت واقعا يعيشونه ويتمتعون به.

إن مما لا يخفى على كل ذي لب أن الكثير من الجهات التي سعت لكبح جماح هذا الأمير والسعي لتحجيم مكامن نفوذه وسيطرته كان الهدف منها الحيلولة دون تغيير السياسة السعودية (المالية تحديدا)، التي يهدد تغييرها حرمانهم من امتيازات كانوا سابقا يحظون بها لضرورات مرحلية تطلبت ذلك، حيث إن هذا التغيير يطرح الأمير محمد بن سلمان من خلاله مقاربة مختلفة عنوانها الأبرز ضبط تلك الامتيازات وتقنين شروطها وآلية صرفها.

ولعل أبرز ما حققه الأمير محمد محليا يتلخص في خلق مصادر دخل متعددة بعيدة عن الاعتماد الكلي على النفط وعوائده، جسدتها رؤيته ذائعة الصيت "رؤية 2030" التي تحقق الكثير من أهدافها قبل تاريخها المستهدف الذي حددته لها الرؤية، ما أكسبها شرعية وشعبية قل نظيرها، وأصبح كل ما يصدر عنها محل إعجاب المحبين وذهول الآخرين.

ختاما، إن هذا الزعيم الذي أثبت وجوده وطبيعة إدارته لمختلف التحديات التي تعرض ويتعرض لها أن بإمكان الكثير حولنا الاعتماد عليه في حلحلة أزماتهم والعمل على تخفيف حدتها، بدلا من تضييع وقتهم في محاربته، وخاصة أن جميع التجارب السابقة التي حاولت ذلك فشلت فشلا ذريعا وأكسبته المزيد مما أرادت تجريده منه.