ما الذي يخلق القابلية لتأييد المتطرفين؟
الثلاثاء - 13 أغسطس 2024
Tue - 13 Aug 2024
من أشد الألغاز إثارة للحيرة في التاريخ والواقع السياسي العالمي هو تأييد وانتخاب الشعوب أشخاصا متطرفين لدرجة أنهم يبدون غير متوازنين عقليا، ومؤخرا تم انتخاب عدد منهم على هذه الشاكلة، وحتى هتلر وصل إلى الحكم بالانتخاب، فما السبب عموما في تأييد الشعوب لمن يمثلون تيارات التطرف وتتسم شخصياتهم بالتطرف سواء أكانوا زعماء دول أو أحزابا أو جماعات؟ ما الذي يخلق القابلية لدى الشعوب لتأييد التطرف والتيارات اليمينية؟
الذي يخلق القابلية لدى الشعوب لتأييد التطرف هو شعورهم بالضيق من الأوضاع السائدة واليأس من الطبقة السياسية المعتدلة، فيصبحون مستعدين لتقبل وتأييد أي شخص من خارجها يقدم لهم وعودا وردية طوباوية عن أنه سيصلح كل شيء ويجعل كل شيء مثاليا دون حتى أن يقدم خطة عمل أو خارطة طريقة تتجاوز الوعود، والشعب يكون يائسا بما يكفي ليتمسك بأهداب الأمل، ولو كان في صورة وعود فارغة في الهواء وشخصية غير مألوفة، وكما يقول المثل الغريق يتمسك بقشة.
وأيضا ما يخلق القابلية لدى الشعوب لتأييد التطرف هو غياب المفكرين الذين يقدمون للجمهور البصيرة المعمقة في الأحداث التي تجعلهم ينتبهون لخطر تأييد الشخصيات الخطيرة المتطرفة وعواقبه، وعدم واقعية الوعود الطوباوية التي يقدمها المتطرفون، ولذا أهم علاج وقائي لظواهر التطرف وما ينتج عنها من عواقب هو أن لا تصل الشعوب إلى درجة الشعور باليأس من إمكانية الإصلاح والتغيير للأفضل من قبل الطبقة السياسية المعتدلة، وتقديم المفكرين عبر وسائل الإعلام والصحافة بدل المعلقين السطحيين الذين لا يقدمون منظورا فكريا معمقا يمنح الرشد والبصيرة للجمهور.
أثبت الواقع والتاريخ أن الشخصيات المتطرفة وتيارات التطرف أدت لكوارث وجعل الأحوال أسوأ بشكل كبير، واستجلبوا على بلادهم الحروب والعقوبات الدولية والسمعة السيئة التي تنفر المستثمرين والسياح والكفاءات.
المفارقة الكبرى أن المؤسسات الاقتصادية والنقدية الدولية نفسها، التي تندد بظواهر التطرف باعتبارها معطلة للنمو الاقتصادي، تفرض مقابل قروضها اشتراطات وخططا اقتصادية قاسية على الشعوب ولا تفيدهم، إنما تفيد رأس المال الأجنبي فقط، وهذا يخلق لدى الشعوب القابلية لتأييد تيارات وحركات وجماعات التطرف، بينما الشعوب التي تكون في حال رفاه سيتخوفون من زوال الطبقة الحاكمة خشية فقدان الرفاه الذي يعيشونه، مما يجعلهم يرفضون الشخصيات المتطرفة التي تنادي بتغيير الوضع القائم، ولذا الرفاه الاقتصادي الذي يشمل عموم الشعب هو أهم حصانة ووقاية ضد تأييد تيارات وأحزاب وجماعات التطرف.
السؤال المحير هو لماذا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية لا يترشح التكنوقراط / فئة الخبراء / المتخصصون للمناصب العامة بدل تلك الشخصيات المتطرفة المختلة؟ ربما لأن العملية السياسية باتت تشبه برامج اختيار النجوم التي يصوت لها الجمهور، أي تتطلب مهارات استعراضية أكثر من المؤهلات العلمية والعملية ليحظى المرشح بالشعبية، وعادة أصحاب المهارات الاستعراضية هم أسوأ نوعية يمكن اختيارها للمناصب العامة، وهنا يأتي دور المفكرين لإعداد الشعوب لكي تصبح منطلقاتهم في التأييد السياسي واعية وتفضل التكنوقراط بدل المتطرفين الذي يجيدون فنون الحصول على الشعبية عبر التلاعب بمشاعر وجهل وإحباطات وعصبيات الجمهور.
ومعضلة الشعوب هي أنهم لا يتعظون من خبرات الآخرين ولا من خبرات التاريخ، لذا يبقى التاريخ يكرر نفسه حتى تتعلم الشعوب الدرس، ودائما يكون ذلك بعد فوات الأوان ودفع الشعوب ثمنا غاليا لتأييدهم تيارات التطرف.
الذي يخلق القابلية لدى الشعوب لتأييد التطرف هو شعورهم بالضيق من الأوضاع السائدة واليأس من الطبقة السياسية المعتدلة، فيصبحون مستعدين لتقبل وتأييد أي شخص من خارجها يقدم لهم وعودا وردية طوباوية عن أنه سيصلح كل شيء ويجعل كل شيء مثاليا دون حتى أن يقدم خطة عمل أو خارطة طريقة تتجاوز الوعود، والشعب يكون يائسا بما يكفي ليتمسك بأهداب الأمل، ولو كان في صورة وعود فارغة في الهواء وشخصية غير مألوفة، وكما يقول المثل الغريق يتمسك بقشة.
وأيضا ما يخلق القابلية لدى الشعوب لتأييد التطرف هو غياب المفكرين الذين يقدمون للجمهور البصيرة المعمقة في الأحداث التي تجعلهم ينتبهون لخطر تأييد الشخصيات الخطيرة المتطرفة وعواقبه، وعدم واقعية الوعود الطوباوية التي يقدمها المتطرفون، ولذا أهم علاج وقائي لظواهر التطرف وما ينتج عنها من عواقب هو أن لا تصل الشعوب إلى درجة الشعور باليأس من إمكانية الإصلاح والتغيير للأفضل من قبل الطبقة السياسية المعتدلة، وتقديم المفكرين عبر وسائل الإعلام والصحافة بدل المعلقين السطحيين الذين لا يقدمون منظورا فكريا معمقا يمنح الرشد والبصيرة للجمهور.
أثبت الواقع والتاريخ أن الشخصيات المتطرفة وتيارات التطرف أدت لكوارث وجعل الأحوال أسوأ بشكل كبير، واستجلبوا على بلادهم الحروب والعقوبات الدولية والسمعة السيئة التي تنفر المستثمرين والسياح والكفاءات.
المفارقة الكبرى أن المؤسسات الاقتصادية والنقدية الدولية نفسها، التي تندد بظواهر التطرف باعتبارها معطلة للنمو الاقتصادي، تفرض مقابل قروضها اشتراطات وخططا اقتصادية قاسية على الشعوب ولا تفيدهم، إنما تفيد رأس المال الأجنبي فقط، وهذا يخلق لدى الشعوب القابلية لتأييد تيارات وحركات وجماعات التطرف، بينما الشعوب التي تكون في حال رفاه سيتخوفون من زوال الطبقة الحاكمة خشية فقدان الرفاه الذي يعيشونه، مما يجعلهم يرفضون الشخصيات المتطرفة التي تنادي بتغيير الوضع القائم، ولذا الرفاه الاقتصادي الذي يشمل عموم الشعب هو أهم حصانة ووقاية ضد تأييد تيارات وأحزاب وجماعات التطرف.
السؤال المحير هو لماذا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية لا يترشح التكنوقراط / فئة الخبراء / المتخصصون للمناصب العامة بدل تلك الشخصيات المتطرفة المختلة؟ ربما لأن العملية السياسية باتت تشبه برامج اختيار النجوم التي يصوت لها الجمهور، أي تتطلب مهارات استعراضية أكثر من المؤهلات العلمية والعملية ليحظى المرشح بالشعبية، وعادة أصحاب المهارات الاستعراضية هم أسوأ نوعية يمكن اختيارها للمناصب العامة، وهنا يأتي دور المفكرين لإعداد الشعوب لكي تصبح منطلقاتهم في التأييد السياسي واعية وتفضل التكنوقراط بدل المتطرفين الذي يجيدون فنون الحصول على الشعبية عبر التلاعب بمشاعر وجهل وإحباطات وعصبيات الجمهور.
ومعضلة الشعوب هي أنهم لا يتعظون من خبرات الآخرين ولا من خبرات التاريخ، لذا يبقى التاريخ يكرر نفسه حتى تتعلم الشعوب الدرس، ودائما يكون ذلك بعد فوات الأوان ودفع الشعوب ثمنا غاليا لتأييدهم تيارات التطرف.