الأوروبيون: عودة ترمب كارثة

محلل أمريكي: حلفاء الناتو يرون في الرئيس الجمهوري تهديدا حقيقيا لأمنهم
محلل أمريكي: حلفاء الناتو يرون في الرئيس الجمهوري تهديدا حقيقيا لأمنهم

الأحد - 28 يوليو 2024

Sun - 28 Jul 2024




دونالد ترمب
دونالد ترمب

تساءل المحلل الأمريكي الدكتور جيمس هولمز «هل الأوروبيون يدعمون حلف شمال الأطلسي ناتو؟» ويرى أنه من المؤكد أنهم يشعرون بالقلق كثيرا بشأن مستقبل الحلف، وتسمعهم يقولون إن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل سوف تنذر بكارثة.

وقال هولمز، وهو رئيس قسم الاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية، وزميل غير مقيم في كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة جورجيا، «إن الأوروبيين يخشون من أن الولايات المتحدة، العضو المهيمن على الحلف، قد تقلص دعمها للأمن الأوروبي، والرجوع إلى الانعزالية وانتهاج سياسة التعامل بلطف مع روسيا وتحويل الموارد العسكرية والبوصلة السياسية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ للتصدي للصين الساعية للهيمنة أو خليط من هذه الأمور.

تهديد علني
وأضاف هولمز، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية، «إن من المؤكد تقريبا أن ترمب سوف يستأنف انتقاد الحلفاء للاستفادة من الدفاع الذي توفره الولايات المتحدة بدون المساهمة ماليا في ذلك، وسوف يهددهم علانية ومبكرا غالبا لحملهم على إنفاق المزيد مثلما فعل خلال ولايته الأخيرة كرئيس للبلاد».
ويرى أنه بدلا من التركيز على ما يقوله ترمب أو ما يقوله الأوروبيون عما قد يفعله الرئيس المحتمل، من الأفضل النظر إلى ما تفعله أوروبا في مجال الدفاع.
وأكدت البيانات والتصريحات العامة من القمة الأخيرة بمناسبة الذكرى الـ75 للناتو التي عقدت في واشنطن، على الجانب الإيجابي، وقال البيان الرسمي من عواصم الحلفاء «نرحب بأن أكثر من ثلثي الحلفاء قد أوفوا بالالتزام بإنفاق سنوي بما لا يقل عن 2%من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع ونشيد بأولئك الحلفاء الذين تجاوزوا هذه النسبة».

القوى الخبيثة
ويعنى هذا أن أقلية كبيرة من الحلفاء ما زالت لا تنفق 2% أو أكثر من إجمالي الناتج المحلي على قواتها المسلحة بعد مرور عقد على قرار قادة الحلف بضرورة أن تفي كل الدول الأعضاء بذلك المعيار في غضون عقد.
ويدعو هولمز إلى استخدام أمريكا إبان الحرب الباردة كدليل تقريبي على مدى قدرتها على إدارة شؤون الحلف لينافس ضد القوى الكبرى الخبيثة.
واستثمرت الولايات المتحدة نحو 6% من إجمالي الناتج المحلي في المتوسط في الدفاع سنويا على مدار أربعين عاما من المنافسة الاستراتيجية ضد الاتحاد السوفيتي، وزاد هذا الرقم خلال التوترات والصراعات الإقليمية في كوريا وفيتنام، وسوف يكلف الاستعداد للحرب على أمل الحفاظ على السلام كثيرا، ويحتاج كل الحلفاء بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى تبني هذه الحقيقة.

العدو الرئيس
ويرى أن الحجم الصافي من الأموال التي يتم إنفاقها على الدفاع ليست مقياسا موثوقا للقدرة على العمل، وهذا مقياس لمدخل يكشف قدرا ضئيلا عن قوة القوات التي تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها بذلك المبلغ.
وسوف يكشف تقدير حجم القوة العسكرية التي يحتاجها الحلفاء الأوروبيون للدفع بها ليكون أمامهم فرصة معقولة للنجاح ضد عدوهم الرئيس روسيا، عن التكلفة المالية التي سوف يتحملونها نظير الدفاع المشترك، ويشكل الجيش الروسي، وليس أرقام الإنفاق التقديرية، المقياس الحقيقي لكفاءة الناتو بالنسبة للتسلح.
وسوف يدفع قليلون بالقول «إن أوروبا مستعدة لتحمل المسؤولية الرئيسة للدفاع عن نفسها؛ ولذا فإن القوى الرئيسة الأوروبية على حق في شعورها بالقلق بشأن حجم الالتزام الأمريكي عبر الأطلسي والأعباء التي سوف يفرضها تقليص الالتزام الأمريكي على الوحدات العسكرية الأوروبية في الحلف، ولا يعد فوز أو هزيمة ترمب في الانتخابات الرئاسية هذا الخريف، بالضرورة عاملا حاسما.

خداع أوروبي
وعلى مدار العقد الماضي، تعهدت ثلاث إدارات رئاسية مختلفة تمثل أحزابا سياسية مختلفة بتحويل بوصلة اهتمامها إلى آسيا، للتصدي للتحديات من جانب الصين، ومما لا شك فيه أن أسلوب ترمب متضارب في الشؤون الدبلوماسية، ولكن لا يجب الخلط بين الأسلوب والجوهر، واعتبار أن منطقة المحيط الهادئ أصبحت الآن المحور الرئيس للتوجه الأمريكي هو قرار من جانب الحزبين.

الخوف الأوروبي من ترمب.. لماذا؟
  • اقترابه من روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين
  • عزمه وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا
  • علاقته الودية مع كوريا الشمالية ونظامها الحاكم
  • انتقاداته لحلف الناتو وبعض الأوروبيين

الأكثر قراءة