كل شيء يحتاج وقتا حتى ينضج

الجنين يحتاج تسعة أشهر حتى يكتمل ويصير طفلا مكتمل الأعضاء، والطفل يحتاج سنوات حتى يكبر ويصير شابا مكتمل الرجولة، والبذرة تحتاج سنوات حتى تكبر ويشتد عودها وتصير شجرة وافرة الظلال، والطبخة لا تستوي إلا بعد مدة على النار وساعات من التحضير والتجهيز قبلها.. وبعضنا يريد أن يصل إلى أهدافه وتكبر مشاريعه في لحظة من الزمن!

وما تراه اليوم من شركات ضخمة عابرة للقارات، ومؤسسات تقدم خدماتها للملايين، ومحلات صار عندها فروع حول العالم، لم يأت وليد اليوم والأمس.
بل خلفه سنوات من الكفاح والصبر، والبدء بشكل بسيط ومصغر وبالإمكانات المتاحة حينها، ومع الوقت والاستمرار وحل المشكلات التي تظهر هنا وهناك، حتى وصلت هذه المشاريع إلى ما نراه اليوم.

بل تعجب أحيانا أن هنالك مؤسسات صبر أصحابها أكثر من 20 سنة، وواصلوا الكفاح حتى صار لها اسم وحضور ومكانة دولية، والبعض يريد أن يحقق ذلك في سنة واحدة أو أقل!.
لا ننكر أن هنالك بعض المشاريع التي ظهرت وصارت كبيرة في زمن يسير، ولكن أجزم أن لأصحابها خبرات سابقة وتجارب في مشروعات أخرى لم تر النور، أو أنهم بذلوا جهود استثنائية وكبيرة جدا في زمن يسير حتى يصلوا إلى هذا المستوى.

فنصيحتي لنفسي أولا ولكم ثانيا، أن نعطي كل شيء حقه من الوقت والصبر والجهد، إذا كنت تريد أن تصل إلى الأهداف التي ترجو والمستوى الذي تتمنى، سواء كان النجاح التجاري أو التوسع أو الثراء، وإلا فقد نقع ضحايا لدعوات الربح السريع والثراء الخاطف، أو يتم النصب علينا والاحتيال من جهات تدّعي أنها ستستثمر في أموالنا مقابل نسب عالية وأرباح مضمونة، فنكتشف حينها أننا خسرنا كل ما وضعنا فيه من أموال.

@muhamedishaq