الحضارة.. إنسان

لا يمكن لأمة ما أن تخطو بثبات نحو التفوق والتقدم الحضاري بشتى أشكاله ومستوياته باعتمادها الآني على المادة ومخرجاتها دون النظر إلى الإنسان كفاعل حقيقي وبنّاءٍ مبدع للحضارة، وتتجاوز الحضارة في عمقها الكوني المعنى الساذج الذي يحاول البعض توصيفها به، حين يحصرونها في البناء المادي والمظاهر الصلبة والتطاول العمراني القائم في الغالب على خواءٍ روحي إنساني معرفي

لا يمكن لأمة ما أن تخطو بثبات نحو التفوق والتقدم الحضاري بشتى أشكاله ومستوياته باعتمادها الآني على المادة ومخرجاتها دون النظر إلى الإنسان كفاعل حقيقي وبنّاءٍ مبدع للحضارة، وتتجاوز الحضارة في عمقها الكوني المعنى الساذج الذي يحاول البعض توصيفها به، حين يحصرونها في البناء المادي والمظاهر الصلبة والتطاول العمراني القائم في الغالب على خواءٍ روحي إنساني معرفي

الأربعاء - 05 مارس 2014

Wed - 05 Mar 2014



لا يمكن لأمة ما أن تخطو بثبات نحو التفوق والتقدم الحضاري بشتى أشكاله ومستوياته باعتمادها الآني على المادة ومخرجاتها دون النظر إلى الإنسان كفاعل حقيقي وبنّاءٍ مبدع للحضارة، وتتجاوز الحضارة في عمقها الكوني المعنى الساذج الذي يحاول البعض توصيفها به، حين يحصرونها في البناء المادي والمظاهر الصلبة والتطاول العمراني القائم في الغالب على خواءٍ روحي إنساني معرفي.

الحضارات الإنسانية الكبرى على مدى التاريخ البشري كانت قادرة على حماية نفسها بنفسها والوقوف بثبات أمام عوادي الزمن وسرعة ريح الحوادث والمتغيرات، بل استطاعت بعض هذه الحضارات أن تجدد نفسها بنفسها مع تطور الزمن وتقدمه لأنها حية من داخلها وقادرة على بثّ الحياة في غيرها.

وحين يقف مفهوم الحضارة عند البعض موقفاً ماديا غير قادر على التجاوب مع الشقِّ الأهم والمكوّن الرئيس للتفوق الإنساني وهو الحضارة الروحية، تكون هذه الحضارة الديكورية الشكلانية عرضة للانهيار التام مع أول صدمةٍ حقيقيةٍ يمكن أن تتعرض لها، والتاريخ حافل بنماذج مادية بحتة سقطت مع صدمات الزمنِ المتتالية وتبخّرت في غباره.

الحضارة هي فنّ بناء الإنسان وتقويم اعوجاجه وإمداده بما يسهل له الحياة على هذه الأرض مدة بقائه عليها، صادراً عن فكرة الروح الإنسانية المشتركة والكون الواحد.

وما عدا ذلك من الصور المشوهة والملتبسة للحضارة زيفٌ أوهَن من أن يصمد أمام الامتحان والتجربة.