سيناريو مفضوح للقتل وطمس الهوية الفلسطينية

الاثنين - 10 يونيو 2024

Mon - 10 Jun 2024


فيما قصف الاحتلال الاسرائيلي مجددا مدرسة تابعة للأمم المتحدة بقطاع غزة وقتل 3 مدنيين، اعتبر مراقبون أن الحرب على غزة لا تتوقف عند القتل والتجويع والتشريد، بل تصل إلى تعمد طمس هوية الشعب الفلسطيني واغتيال كفاءاته الوطنية والقضاء على مستقبله.

ويرى مراقبون أن غزة تتعرض إلى حرب إبادة شاملة، وأنه ظهر جليا أن الاحتلال يستهدف عن سابق قصد وترصد الأكاديميين والمنشآت التعليمية في القطاع، ضمن سياسة ممنهجة هدفها تدمير الإرث التعليمي.

ففي آخر قائمة محدثة لأسماء العلماء والأكاديميين الذين استشهدوا خلال الحرب، بلغت 60 اسما ممن يحملون شهادات الأستاذ الدكتور «بروفيسور» أو الدكتوراه في مجالات علمية عديدة.

اغتيال الأساتذة
لا يتعمد الاحتلال قتل العلماء والمفكرين في غزة فحسب بل يختارهم بعناية خاصة إذا يستغل تقنية الذكاء الاصطناعي وتحديد الهدف بدقة من خلال الهواتف، وهذه سياسة باتت واضحة لدى الاحتلال، وقد انتهجها في أماكن عدة.
ويتعمد الصهاينة قتل الأساتذة الجامعيين ضمن سياسة ينتهجها الاحتلال بحظر التقدم على الدول العربية بما فيها فلسطين فلم يستثن الاحتلال الجامعات ومرافقها ورؤساءها والعلماء والأكاديميين من القصف والقتل والتدمير.
وتعد المساهمات العلمية والبحثية المحلية التي قدمتها جامعة غزة كبيرة جدا سواء على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي بالإضافة للعديد من المشاريع العلمية والبحثية مع المؤسسات الأوروبية، لذلك يستهدفها الاحتلال بكل شراسة.

تدمير كامل
ولم يكتف الاحتلال باغتيال العلماء، بل دمر البنية التحتية والفوقية لغالبية المراكز التعليمية في قطاع غزة في محاولة منه للانتقام من البشر والحجر معا، فقد قصف المدارس والجامعات التي تخرّج منها غالبية هؤلاء العلماء للحيلولة دون أن يرث هذا العلم أجيال أخرى.
وأكد جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني أن قصف الاحتلال أدى إلى تدمير أكثر من 100 مبنى لمدرسة أو جامعة بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة تضررت جزئيا، و130 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أصيبت بشكل مباشر في قصف الاحتلال، بما فيها مدارس.
وفي هذا السياق كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، عن إحصائية صادمة للمدارس التي استهدفها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

قصف مباشر
وأوضح دوغاريك أن 30 بالمئة من مدارس غزة جرى قصفها بشكل مباشر، أي ما يعادل 162 مبنى مدرسيا، فيما دمر القصف الإسرائيلي 26 مدرسة بشكل كامل.
وأكد المتحدث الأممي أن عمال الإغاثة الإنسانية في المنطقة يقومون بفحص صور الأقمار الصناعية، لقياس تأثير الهجمات الإسرائيلية على التعليم، لافتا إلى أن المدارس التي تعرضت للقصف المباشر، يدرس فيها قرابة الـ175 ألف طالب، ويعمل فيها أكثر من 6 آلاف و500 معلم، وأفاد بأن “ما لا يقل عن 55 بالمئة من المدارس في غزة، ستتطلب إما إعادة إعمار كاملة، أو إعادة تأهيل كبيرة”،
قتل الطلاب
وذكرت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية من قبل أن 286 مدرسة حكومية و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، مبينة أن 83 مدرسة تعرضت لأضرار بالغة، و7 للتدمير بالكامل، إلى جانب تعرض 49 مدرسة في الضفة الغربية للاقتحام والتخريب.
وبحسب تقرير الوزارة فإن أكثر من 6 آلاف طالب استشهدوا، وأصيب ما يزيد عن 15 ألفا بجروح، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشار التقرير إلى أن استهداف الاحتلال للمدارس طال 90 بالمئة من الأبنية المدرسية والتربوية الحكومية، التي تعرضت لأضرار مباشرة وغير مباشرة، وتابع “29 بالمئة من الأبنية المدرسية لا يمكن تشغيلها لتعرضها لهدم كلي أو أضرار بالغة، و133 مدرسة حكومية تم استخدامها كمراكز للإيواء في قطاع غزة”.

ملاجئ للنازحين
وتم تحويل العديد من المدارس ومباني الأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة إلى ملاجئ للنازحين المدنيين الفلسطينيين وذلك بسبب المساحة التي توفرها هذه المدارس والاعتقاد أنها أكثر أمانا، وقالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما لوكالة «فرانس برس»، «إن أكثر من 180 منشأة تابعة للأونروا، منها الكثير من ملاجئ النازحين، تعرضت للقصف منذ بدء الحرب».
وأضافت «نتيجة لذلك، قتل أكثر من 440 شخصا أثناء احتمائهم تحت علم الأمم المتحدة»، وأكدت أن الأونروا «تتقاسم إحداثيات جميع منشآتها في غزة مع جميع أطراف النزاع، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي».
وطالبت حماس في بيان «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحرك جاد لإنهاء هذه البلطجة والإجرام الصهيوني الذي يطال المدنيين العزل في كل مكان من قطاع غزة، ويلاحقهم القصف والقتل في كل زاوية يلجؤون إليها»، وحملت الحركة «الولايات المتحدة المسؤولية التشاركية مع الاحتلال عن هذه الجرائم».

شهداء جدد
ومع استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم، استشهد خمسة فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح مختلفة أمس، في قصف إسرائيلي استهدف مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية في المستشفى الأوروبي، بوصول خمسة شهداء و30 جريحا، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح، التي تتعرض لقصف متواصل من طائرات ومدفعية الاحتلال، يترافق ذلك مع احتلال دبابات الاحتلال للحي السعودي الذي يعد أكبر الأحياء السكنية الواقعة غرب المدينة، كما فجرت قوات الاحتلال مربعات سكنية كاملة في منطقة البرازيل ومخيم كندا والشابورة والجنينة الواقعة في الجهة الجنوبية من مدينة رفح.

ضحايا غزة حتى أمس:
  • 37 12,4 شهيدا
  • 84,712 جريحا
  • 13,200 مفقود
  • 5 مجازر آخر 24 ساعة
  • 40 شهيدا آخر 24 ساعة
  • 218 إصابة آخر 24 ساعة
  • 248 يوما من العدوان

الأكثر قراءة