أطفال بلا رؤوس في مخيم رفح المنكوب

شهود عيان: رأينا جثثا مقطعة وأخرى متفحمة وشممنا رائحة اللحم البشري
شهود عيان: رأينا جثثا مقطعة وأخرى متفحمة وشممنا رائحة اللحم البشري

الأربعاء - 29 مايو 2024

Wed - 29 May 2024

قدم فلسطينيون في رفح، تفاصيل مأساوية لنتائج الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مخيما للنازحين في غرب المدينة، وقال أحدهم لقناة «الحرة» الأمريكية «إن الوجوه تآكلت واختفت الملامح تماما»، في إشارة إلى جثث الشهداء الذين وصل عددهم إلى 45 شخصا.

وأشارت السلطات الصحية في غزة إلى مقتل 45 شخصا، من بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، بجانب 249 جريحا، وأغلب تلك الإصابات حروق بالغة لأشخاص بعضهم قطعت أطرافهم، وفق الشهادات التي نقلتها وسائل إعلام غربية.

وادعى الجيش الإسرائيلي، أنه يحقق في «الملابسات التي أدت إلى مقتل مدنيين في منطقة الغارة»، مبديا أسفه عن مقتل أي مدني خلال القتال»، ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الضربة بأنها حادث مأسوي.

ألسنة اللهب
وقال الشاب محمد الحيلة (35 عاما) لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه كان في طريقه لشراء بعض السلع، قبل أن يشاهد وميضا ضخما تبعته انفجارات متتالية ثم تصاعدت ألسنة اللهب.

وتابع الرجل الذي نزح من وسط غزة إلى رفح، في اتصال هاتفي بالصحيفة «شعرت وكأن جسدي يتجمد من الخوف»، قبل أن يركض ليبحث عن أقاربه. ووصف الوضع قائلا «رأيت ألسنة اللهب تتصاعد، وجثثا متفحمة وأشخاصا يركضون في كل مكان وأصواتا تعلو طلبا للمساعدة.

كنا عاجزين عن إنقاذهم». وأوضح أيضا أنه فقد 7 من أقاربه في الهجوم، كان أكبرهم يبلغ من العمر 70 عاما، بجانب 4 أطفال.

وتابع «لم نتمكن من التعرف عليهم حتى صباح اليوم بسبب جثثهم المتفحمة.. تآكلت الوجوه، واختفت الملامح تماما».

رائحة اللحم
وفي حديثه لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أوضح الصحفي المستقل، عدلي أبو طه، أنه كان داخل مستشفى ميداني يديره الهلال الأحمر الإماراتي، وقال «إن الشهداء والجرحى بدؤوا في الوصول إلى المستشفى بعد وقت قصير من سماعه دوي انفجارين اثنين.

وشرح صاحب الـ 33 عاما «وصل العديد من الجرحى دون أطراف أو أكثر ومصابين بحروق بالغة.. وبات المستشفى مكتظا بشكل سريع».

وحينما ذهب إلى المخيم، قال «إن كل ما استطاع رؤيته هو الدمار المقرون برائحة الدخان واللحم البشري المحترق»، مضيفا أن بعض العائلات كانت تفكك خيامها وتستعد للبحث عن مكان آخر للاحتماء به.

اشتعال الوقود
وتلقت الولايات المتحدة معلومات من مسؤولين في إسرائيل حول الغارة الإسرائيلية على مدينة رفح، التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، بما في ذلك «السبب» وراء هذه الخسائر في أرواح المدنيين، وفق ما نقلته شبكة «إي بي سي» عن مسؤول أمريكي.

وأوضح المسؤول للشبكة الأمريكية، أن «شظية أو شيئا آخر» نتيجة الضربة، تسبب في إشعال خزان وقود، لافتا إلى أن «الخزان كان على مسافة 100 متر من موقع الضربة»، وأضاف أن خزان الوقود «اشتعل وتسبب في الحريق الهائل»، الذي دمر خيام النازحين.

واتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل، بارتكاب «مجزرة بشعة» باستهدافها مركز للنازحين، وقالت الرئاسة الفلسطينية، «إن ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحد لجميع قرارات الشرعية الدولية»، متهمة القوات الإسرائيلية باستهداف خيام النازحين في رفح بشكل متعمد.

تحرك أمريكي
وطالبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إسرائيل باتخاذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي «لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، وبلغنا أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار قادة حماس المسؤولين عن هجمات ضد المدنيين»، وتابع «لكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل أن تتخذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين»، وفق رويترز.

وتسبب الهجوم الإسرائيلي في إدانات دولية واسعة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، «إن الغارة قتلت عشرات المدنيين الأبرياء الذين كانوا يبحثون فقط عن مأوى يحميهم من هذا النزاع المميت»، وأضاف «لا يوجد مكان آمن في غزة. يجب وضع حد لهذه الفظائع».

الناس يحترقون
لا يزال أحمد الرحل (30 عاما) يسمع أصوات الصراخ في أذنيه، حيث قال لصحيفة «واشنطن بوست» إنه وأسرته كانوا يستعدون للنوم حينما سمعوا انفجارات كبيرة هزت خيمتهم.

وتابع «إنه كان يمتلك طفاية حريق وذهب للمساعدة»، وقال «لم أكن أعلم كيف أساعد الناس وهم يحترقون»، مضيفا أنه شاهد حوله جثثا مقطعة وأخرى متفحمة وأطفالا بلا رؤوس وجثثا وكأنها ذابت».

وأوضح أن أسطوانات الغاز المستخدمة في الطهي انفجرت بعدما التهمت النيران الخيام القماشية والبلاستيكية، موضحا: «رأيت بأم عيني شخصا يحترق ويطلب المساعدة ولم أتمكن من إنقاذ حياته».

انتظار الموت
من جانبه، قال الشاب بلال السبتي (30 عاما) «إنه شاهد جثثا متفحمة بين الأنقاض في منطقة تل السلطان برفح، ورأى أشخاصا يصرخون وسط محاولات رجال الإطفاء إخماد النيران».

وأوضح عامل البناء لصحيفة «نيويورك تايمز» «كانت النيران قوية للغاية وانتشرت في جميع أنحاء المخيم»، مشيرا إلى أن شظايا الغارة مزقت الخيمة التي كان يقيم فيها مع زوجته وطفليه، لكن لم يصابوا بأذى، وتساءل «ما نوع الخيمة التي يمكنها حمايتنا من الصواريخ والشظايا؟».

فيما تحدث محمد أبو غانم (26 عاما)، للصحيفة، وقال «إنه و13 شخصا آخرين كانوا يحتمون في خيمة، ويتساءلون إلى أين يذهبون؟»، وتابع «سمعت أن كل مكان يتعرض للقصف، وليس لدي نقود لدفع ثمن الشاحنات التي تقوم بإجلاء الناس»، مضيفا «ليس لدينا خيار آخر سوى البقاء هنا وانتظار الموت».

صراخ الأطفال
فيما نقلت وكالة «فرانس برس» عن سيدة فلسطينية، رفضت الكشف عن اسمها، قولها «كنا قد انتهينا للتو من أداء صلاة العشاء، وكان أطفالنا نائمين.. فجأة سمعنا دوي صوت قوي وشب حريق حولنا. صرخ الأطفال. كان الضجيج يثير الرعب، وبدا وكأن الشظايا تعبر الغرف»، نشر الهلال الأحمر الفلسطيني مقاطع فيديو ظهرت فيها سيارات إسعاف تهرع إلى المكان الذي تعرض للقصف وترتفع منه ألسنة اللهب، وتنقل مصابين بينهم أطفال.


مجزرة مخيمات اللاجئين في رفح:
+45 شهيدا
+400 مصاب
1.9 مليون فلسطيني أصيبوا بالرعب
120 إدانة حول العالم

الأكثر قراءة