هل سحبت تركيا البساط من تحت أقدام روسيا؟
إنجفال يدعو الغرب لدعم أنقرة خشية خضوعها للتلاعب والابتزاز من محور الرجعية
إنجفال يدعو الغرب لدعم أنقرة خشية خضوعها للتلاعب والابتزاز من محور الرجعية
الأربعاء - 29 مايو 2024
Wed - 29 May 2024
منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير 2022 والعقوبات الغربية على موسكو، تحولت العلاقات التركية الروسية إلى عملة ذات وجهين، الأول يظهر عليه تقارب غير مسبوق على الصعيد الاقتصادي بعد أن أصبحت تركيا مستوردا رئيسا للمنتجات الروسية، والثاني يظهر تمدد النفوذ التركي في دول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز استغلالا لانكماش النفوذ الروسي.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول الدكتور يوهان إنجفال المحلل في مركز ستوكهولم للدراسات الشرق أوروبية، «إن التمدد التركي الحالي الذي يستهدف دول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز الناطقة باللغة التركية يركز على منطقتين تعتبرهما روسيا منطقتي نفوذ حصري لها، وجزءا مهما من صورتها كقوة عظمى».
تصاعد النفوذ
ويشمل التعاون التركي مع دول المنطقة عبر أذربيجان مجالات متنوعة تتراوح ما بين الأمن والتجارة والثقافة، ويمكن القول «إن تصاعد النفوذ الجيوسياسي التركي في منطقة بحر قزوين ككل يعود إلى جولة 2020 من حرب ناجورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان. ففي تلك الحرب وبفضل الدعم العسكري التركي الكثيف نجحت أذربيجان في استعادة أجزاء كبيرة من إقليم ناجورنو كاراباخ الذي كانت تسيطر عليه أرمينيا وأنشات فيه جمهورية غير معترف بها منذ أوائل التسعينيات».
وفي حين نجحت وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين ونشر قوة حفظ سلام روسية في منطقة النزاع، فإنها لم تغير من الأمر شيئا وهو أن أذربيجان حليفة حققت نصرا عسكريا ساحقا على أرمينيا حليفة روسيا، ولذلك أوجدت تركيا لنفسها حضورا عسكريا في جنوب القوقاز، لتكسر الاحتكار الروسي للنفوذ العسكري في المنطقة.
تحالف استراتيجي
وبفضل نجاح معركة ناجورنو كاراباخ عام 2020، قررت تركيا وأذربيجان الدخول في تحالف استراتيجي عام 2021 يتضمن التزامات دفاعية متبادلة ويتيح لأذربيجان بديلا أمنيا حقيقيا لموسكو.
وفي سبتمبر 2023 استكملت أذربيجان السيطرة على إقليم ناجورنو كاراباخ بعملية عسكرية خاطفة تحت أعين قوة حفظ السلام الروسية. وتحت ضغط الحرب في أوكرانيا أعلنت روسيا انسحابها الفوري والكامل من إقليم ناجورنو كاراباخ في أبريل 2024.
ويرى إنجفال أن النصر الأذربيجاني بدعم تركيا في معركة ناجورنو كاراباخ جعل دول آسيا الوسطى ترى أن التعاون مع تركيا يمكن أن يحقق فوائد أمنية كبيرة لها، ورفعت كازاخستان وأزوباكستان مستوى علاقاتهما مع تركيا إلى «شراكة استراتيجية شاملة» ووقعتا اتفاقيات مع أنقرة لتطوير التعاون العسكري في مجالات مثل التعليم العسكري والتعاون الاستخباراتي.
كسر الاحتكار
وحققت الصناعات العسكرية التركية سيطرة واضحة على سوق الطائرات المسيرة في هذه المنطقة لتكسر احتكار روسيا لتوريد الأسلحة في هذه المنطقة.
وفي المقابل، لم تعد الضمانات الأمنية التي تقدمها روسيا لدول آسيا الوسطى مقنعة في ضوء انشغال الأولى بحربها في أوكرانيا وتراجع وجودها في جنوب القوقاز، فعندما وقعت اشتباكات حدودية بين جيشي قيرغيزستان وطاجيكستان عامي 2021 و2022 وكلتا الدولتان من أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا التي تحتفظ بقواعد عسكرية في الدولتين، جاء رد الفعل الروسي فاترا للغاية.
وكثفت تحركاتها لدعم جهود تحقيق السلام بين قيرغيزستان وطاجيكستان مما أسفر عن تحقيق تقدم مؤخرا نحو توقيع اتفاق حدودي بين الدولتين.
تعاون شامل
وكما فعلت روسيا مع دول آسيا الوسطى والقوقاز عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، تروج تركيا لمنظمة الدول التركية التي تضم الدول الناطقة باللغة التركية والتي تحولت من منصة للحوار بين تلك الدول إلى منظمة للتعاون الشامل المتقدم في كل مجالات الحياة.
وتتبنى دول المنظمة وهي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزباكستان تصورا طموحا شعاره «رؤية العالم التركي 2024».
وتحول الهدف إلى جعل هذه المنظمة معادلا للاتحاد الأوروبي يضمن حرية حركة السلع ورؤوس الأموال والخدمات والتكنولوجيا والأشخاص بين الدول الأعضاء في المنظمة، ويجري تأسيس بنك استثمار تركي كمؤسسة تمويل إقليمية متعددة الأطراف لخدمة دول المنظمة، وقررت تركمانستان التي تتجنب عادة التحالفات متعددة الأطراف الانضمام إلى المنظمة بصفة مراقب.
محور رجعي
وأدت العواقب غير المتوقعة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا إلى أن تضطر دول جنوب القوقاز وآسيا الوسطى لمحاولة تنويع علاقاتها الدبلوماسية والبحث عن طرق بديلة للوصول إلى الأسواق الدولية، وتجاوبت تركيا مع الطلب المتنامي لهذه الدول على الشراكات البديلة.
وبدخول تركيا في اتفاقيات تعاون في مجالات الدفاع والطاقة والثقافة مع تلك الدول، تكون قد كسرت الاحتكار الروسي التقليدي لهذه المجالات مع تلك الدول وهو ما يجعل تركيا تظهر كقوة كبيرة في مواجهة روسيا بمنطقة بحر قزوين.
منظمة الدول التركية:
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية يقول الدكتور يوهان إنجفال المحلل في مركز ستوكهولم للدراسات الشرق أوروبية، «إن التمدد التركي الحالي الذي يستهدف دول آسيا الوسطى وجنوب القوقاز الناطقة باللغة التركية يركز على منطقتين تعتبرهما روسيا منطقتي نفوذ حصري لها، وجزءا مهما من صورتها كقوة عظمى».
تصاعد النفوذ
ويشمل التعاون التركي مع دول المنطقة عبر أذربيجان مجالات متنوعة تتراوح ما بين الأمن والتجارة والثقافة، ويمكن القول «إن تصاعد النفوذ الجيوسياسي التركي في منطقة بحر قزوين ككل يعود إلى جولة 2020 من حرب ناجورنو كاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان. ففي تلك الحرب وبفضل الدعم العسكري التركي الكثيف نجحت أذربيجان في استعادة أجزاء كبيرة من إقليم ناجورنو كاراباخ الذي كانت تسيطر عليه أرمينيا وأنشات فيه جمهورية غير معترف بها منذ أوائل التسعينيات».
وفي حين نجحت وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين ونشر قوة حفظ سلام روسية في منطقة النزاع، فإنها لم تغير من الأمر شيئا وهو أن أذربيجان حليفة حققت نصرا عسكريا ساحقا على أرمينيا حليفة روسيا، ولذلك أوجدت تركيا لنفسها حضورا عسكريا في جنوب القوقاز، لتكسر الاحتكار الروسي للنفوذ العسكري في المنطقة.
تحالف استراتيجي
وبفضل نجاح معركة ناجورنو كاراباخ عام 2020، قررت تركيا وأذربيجان الدخول في تحالف استراتيجي عام 2021 يتضمن التزامات دفاعية متبادلة ويتيح لأذربيجان بديلا أمنيا حقيقيا لموسكو.
وفي سبتمبر 2023 استكملت أذربيجان السيطرة على إقليم ناجورنو كاراباخ بعملية عسكرية خاطفة تحت أعين قوة حفظ السلام الروسية. وتحت ضغط الحرب في أوكرانيا أعلنت روسيا انسحابها الفوري والكامل من إقليم ناجورنو كاراباخ في أبريل 2024.
ويرى إنجفال أن النصر الأذربيجاني بدعم تركيا في معركة ناجورنو كاراباخ جعل دول آسيا الوسطى ترى أن التعاون مع تركيا يمكن أن يحقق فوائد أمنية كبيرة لها، ورفعت كازاخستان وأزوباكستان مستوى علاقاتهما مع تركيا إلى «شراكة استراتيجية شاملة» ووقعتا اتفاقيات مع أنقرة لتطوير التعاون العسكري في مجالات مثل التعليم العسكري والتعاون الاستخباراتي.
كسر الاحتكار
وحققت الصناعات العسكرية التركية سيطرة واضحة على سوق الطائرات المسيرة في هذه المنطقة لتكسر احتكار روسيا لتوريد الأسلحة في هذه المنطقة.
وفي المقابل، لم تعد الضمانات الأمنية التي تقدمها روسيا لدول آسيا الوسطى مقنعة في ضوء انشغال الأولى بحربها في أوكرانيا وتراجع وجودها في جنوب القوقاز، فعندما وقعت اشتباكات حدودية بين جيشي قيرغيزستان وطاجيكستان عامي 2021 و2022 وكلتا الدولتان من أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا التي تحتفظ بقواعد عسكرية في الدولتين، جاء رد الفعل الروسي فاترا للغاية.
وكثفت تحركاتها لدعم جهود تحقيق السلام بين قيرغيزستان وطاجيكستان مما أسفر عن تحقيق تقدم مؤخرا نحو توقيع اتفاق حدودي بين الدولتين.
تعاون شامل
وكما فعلت روسيا مع دول آسيا الوسطى والقوقاز عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، تروج تركيا لمنظمة الدول التركية التي تضم الدول الناطقة باللغة التركية والتي تحولت من منصة للحوار بين تلك الدول إلى منظمة للتعاون الشامل المتقدم في كل مجالات الحياة.
وتتبنى دول المنظمة وهي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزباكستان تصورا طموحا شعاره «رؤية العالم التركي 2024».
وتحول الهدف إلى جعل هذه المنظمة معادلا للاتحاد الأوروبي يضمن حرية حركة السلع ورؤوس الأموال والخدمات والتكنولوجيا والأشخاص بين الدول الأعضاء في المنظمة، ويجري تأسيس بنك استثمار تركي كمؤسسة تمويل إقليمية متعددة الأطراف لخدمة دول المنظمة، وقررت تركمانستان التي تتجنب عادة التحالفات متعددة الأطراف الانضمام إلى المنظمة بصفة مراقب.
محور رجعي
وأدت العواقب غير المتوقعة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا إلى أن تضطر دول جنوب القوقاز وآسيا الوسطى لمحاولة تنويع علاقاتها الدبلوماسية والبحث عن طرق بديلة للوصول إلى الأسواق الدولية، وتجاوبت تركيا مع الطلب المتنامي لهذه الدول على الشراكات البديلة.
وبدخول تركيا في اتفاقيات تعاون في مجالات الدفاع والطاقة والثقافة مع تلك الدول، تكون قد كسرت الاحتكار الروسي التقليدي لهذه المجالات مع تلك الدول وهو ما يجعل تركيا تظهر كقوة كبيرة في مواجهة روسيا بمنطقة بحر قزوين.
منظمة الدول التركية:
- أذربيجان
- كازاخستان
- تركيا
- أوزبكستان
- قرغيزستان