زيارة بوتين لكيم تغضب الصين

رقص دبلوماسي بين 3 دول يساهم في تخفيف نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية
رقص دبلوماسي بين 3 دول يساهم في تخفيف نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية

الاثنين - 20 مايو 2024

Mon - 20 May 2024




الرئيس الروسي ونظيره الكوري الشمالي                               (مكة)
الرئيس الروسي ونظيره الكوري الشمالي (مكة)

يشعر الزعيم الصيني شي جين بينغ بعدم الارتياح المتزايد مع حميمية العلاقات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهما من أهم شركائه الدوليين والأكثر تقلبا، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

وتؤكد الصحيفة أن زيارة بوتين المشتركة للصين وكوريا الشمالية كان من الممكن أن تعزز المخاوف الغربية من وجود محور استبدادي ثلاثي، مما يترك بكين أكثر عزلة دبلوماسيا.

ومما يبعث على الارتياح في الصين أن بوتين لم يتوجه إلى بيونغ يانغ مباشرة من مدينة هاربين شمال الصين، على بعد حوالي 460 ميلا فقط من العاصمة الكورية الشمالية، تزامنا مع إشارة مصادر روسية رفيعة إلى أن الترتيبات لزيارة زعيم الكرملين لكوريا الشمالية تسير بشكل جيد، لكنها لم تحدد موعد الرحلة المقررة، ومتى وأين سيتم اللقاء.

ضغوط موسكو
تقول الصحيفة إنه لا يمكن تحديد ما إذا مارست بكين أي ضغوط على موسكو قبل اجتماعات بوتين في الصين، وهي أول رحلة خارجية له بعد بدء فترة ولايته الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر.
لكن الجانب الصيني أوضح للكرملين أن بكين تفضل تطوير العلاقات الثنائية، بدلا من المواءمة الثلاثية، التي طرحتها روسيا في السابق.
وبحسب تصريحات لمدير برنامج الصين (مركز أبحاث في واشنطن) بمركز ستيمسون يون سون، «إن الصين تتجنب التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث.. والهدف هو تجنب الوقوع في فخ شريكين لا يمكن التنبؤ بهما (روسيا وكوريا الشمالية)».
وقَبِلَ بوتين في سبتمبر دعوة من الزعيم الكوري الشمالي كيم، وكتب محلل من مركز أبحاث مجلس الشؤون الدولية الروسي في موسكو، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الكرملين، في تحليل حديث أنه بعد الاجتماع مع شي، فإن الزعيم الروسي سينظر في إمكانية زيارة عدد من الدول غير الغربية الأخرى، بما في ذلك بيونغ يانغ.

رقص دبلوماسي
قد أصبح الرقص الدبلوماسي بين الدول الثلاث، التي تشترك في مصلحة تخفيف نفوذ الولايات المتحدة في العالم، أكثر تعقيدا مع سعي كيم إلى تقليل اعتماد بلاده على الصين، والأكثر دراماتيكية من خلال استمالة بوتين بالدعم الشعبي والأسلحة لكسب تأييده.
منذ أن أعلنت بكين وموسكو عن «صداقة بلا حدود»، قبل أسابيع فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قامت الصين وروسيا ببناء علاقة تجارية أصبحت شريان الحياة لبوتين في مواجهة العقوبات الغربية.
وتقول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون إن الصين ساعدت روسيا على إحياء إنتاجها العسكري، من خلال تزويدها بمحركات الطائرات دون طيار وغيرها من المواد ذات الاستخدام المزدوج، وهي المنتجات التي تصنفها بكين كجزء من تجارتها الطبيعية.

صراع طويل
مع تحول الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى صراع طويل الأمد، لجأ بوتين بدلا من ذلك إلى كوريا الشمالية للمساعدة في إعادة تخزين ترسانته المستنفدة، وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للمشرعين في وقت سابق من هذا الشهر إن ذخائر وصواريخ كوريا الشمالية ساعدت الروس على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى، فيما نفى البلدان تبادل الأسلحة. وذكرت الصحيفة أن روسيا وكوريا الشمالية أبقتا بكين في جهل تام بشأن ما تمت مناقشته عندما التقى بوتين وكيم في قمة نادرة الخريف الماضي، مما دفع الدبلوماسيين الصينيين إلى سؤال نظرائهم الغربيين حول ما تم الاتفاق عليه بين الثنائي، وقالت المصادر إن بكين تشعر بالقلق من أن روسيا قد تساعد جارتها المتقلبة في بناء قدراتها النووية.

حدث تاريخي
قال محللون روس يتابعون علاقات موسكو مع بيونغ يانغ، إن زيارة كيم لروسيا العام الماضي كانت حدثا تاريخيا سمح لكوريا الشمالية بالتغلب على عزلتها في السياسة الخارجية ولروسيا بمواصلة محورها، وتحركها نحو الشرق، وتقول المصادر نفسها إن على كيم أن يتصرف بحذر لأنه يحتاج إلى الحفاظ على مخزون الذخيرة للدفاع عن بلاده في حالة نشوب حرب شاملة في شبه الجزيرة الكورية، لكن المحللين يقولون إن كيم حريص على وجود بوتين في صفه، كمورد محتمل لتحسين برامجه الصاروخية والنووية. وقال كبير محللي شؤون الدفاع في مركز أبحاث السياسة العالمية ومعهد راند ديريك غروسمان، عن بوتين وكيم «بشكل عام، لديهما رغبات فورية لبعضهما بعضا.. لذلك أعتقد أنها مقايضة، إذا كنت تريد أن تنظر إلى الأمر من خلال عدسة الحرب في أوكرانيا، وعدسة ما تريد كوريا الشمالية القيام به في مواجهة كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة».

ماذا يجمع روسيا والصين وكوريا الشمالية؟
  • الاصطفاف لوقف
  • الهيمنة الأمريكية
  • مواجهة التمدد الغربي
  • في قارات العالم
  • تعزيز القوة الاقتصادية الروسية الصينية

الأكثر قراءة