بدر بن عبدالمحسن إنسان وذاكرة

لا يموت العظماء رغم غياب أجسادهم. بدر عظيم من عظماء البلد، سطر بكلماته وإحساسه، ومشاعره أمجاد المملكة إلى أن باتت أيقونة سعودية تردد في قلوب أبنائها أينما كانوا.

سطع نور كلماته، وعلا قوله في كل بيت سعودي إلى أن بات يتفاخر به كل إنسان في وطننا، وسيبقى ذلك العشق في دماء السعوديين إلى الأبد لأن البدر إنسان وذاكرة في أذهان السعوديين، استطاع أن يترجم ما في نفوسهم نحو وطنهم، ويعبر عن عواطفهم.

تعتصرني غصة الخبر وهو حال كل إنسان وصله إحساس البدر وكلماته.

وتذرف من أعين أبناء المملكة دموعا على رحيلك أيها البدر.

رغم عدم معرفتي به الشخصية إلا أن المخلص لموهبته، والنزيه لوطنه، وصاحب القلب الرقيق، والإحساس الفائق، والقول الصادق لا يحتاج إلى جهد ليصل إلى قلوب الناس، فيأسر مشاعرهم، ويخلد في ذكرياتهم.

وذاكرة السعوديون ذاكرة وفية إيجابية لعظمائها.

بدر يجيد الدبيب إلى النفس فيجتذبها بقوله دون أذية، ويجتذب السامع بموسيقاه دون أن يجرحه، ويصور بأبياته صورا حية دون كاميرا، ويهندس ببيانه بيتا شعريا يصعب نسيانه، ويحلق بخيالك ليبقيك مندهشا في إضاءاته.

بدر منح للمشاعر لغة منطوقة، وطعم الكلمة بالفخر، وغلفها بالرقة، وصنعها لتبقى سهلة على السامع، معبرة عما فيه.

البدر ليس في الشعر، وإنما إذا تحدث لمست فيه ذات السمات. هدؤه، وعباراته الفريدة، ونبرته المتفاعلة مع إحساسه فطرية متناغمة مع حالته.

روح السلام والطيبة والتصالح تفوح من منطوقه وتصرفاته. أيقن يقينا جازما أن صاحب الموهبة الذي يسخرها بصدق وإخلاص لخدمة مجتمعه، وبيان قيمه، وتحقيق الغايات النبيلة، ويخلص لها، وينذر روحه لوصولها يقدره الناس، ويحترمون موهبته ولو بعد حين.

أكتب لأترجم احساس الناس بالوجع، وأعبر لأبين مشاعر المجتمع. تحاول عادة العربي إخفاء الألم، إلا إن تصارع المشاعر قاسي، وكتم العبرة مؤلم، وأنت المعبر بأن إعطاء الإحساس بأنك بخير وأنت لست بخير شيء قاسي.

رحم الله الأمير بدر بن عبدالمحسن رحمة تفوق وصفنا لها، فالله عظيم وما عنده أعظم، وعزائي لأسرته الكريمة ودعواتي لهم بالصبر.

رغم شدة هذا المصاب الجلل وقسوته، الذي كدر أبناء المملكة العربية السعودية في صبيحة يوم السبت إلا إنه يبين قوة التلاحم بين أبناء المجتمع وبين أسرة آل سعود، ويؤكد أننا في وطن كالجسد يتألم لمصاب الفرد فيه.

ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون.


alahmadim2010@