دع ابنك وشأنه
الخميس - 02 مايو 2024
Thu - 02 May 2024
يذهب العمر وتشيب الرؤوس وتخور القوى، ونحن نناضل لنربي أبناءنا ونوجههم ونسدد خطاهم، ونكافح لبناء مستقبلهم، ونجاهد لتلبية مطالبهم.
بل ونعيد تربية أنفسنا ونصبغها بالحلم والصبر، وندربها على التعقل والحكمة، لنصنع عالما لأبنائنا جديرا بهم.
ونحرم أنفسنا من الكثير لنعطيهم، وتتلاشى أحلامنا لنحقق أحلامهم، ونحارب أهواءنا لنلبي أهواءهم.
فهل كل هذا واجب منطقي وتشريع تربوي، وهل هكذا خلق الله الوالدين للشقاء والكفاح والكدح التضحية والحرمان الدائم؟!
توجد حلقات مفقودة، أو حلقات مغلوطة بيننا وبين أبنائنا، تنغص عيشنا وعيشهم، بسبب مفاهيم تربوية حديثة، على المختصين بالتربية والمهتمين بالتنمية البشرية تصحيحها.
فالتربية كلمة حديثة لم توجد في العصور القديمة، ولا حتى في التاريخ الإسلامي القديم، بل كان المرادف لها هي كلمة التنشئة، وهناك فرق بين أن تربي وأن تنشئ.
فمفهوم التربية الدارج يعني تحمل كامل المسؤولية لتفكير وسلوك وتصرفات الأبناء. وكأن الله خلقهم ناقصي الوعي والفهم والإدراك والاستجابة، وعلينا أن نزرع فيهم كل ذلك.
لقد خلق الله الإنسان بنفس سوية، تحتاج إلى توجيه وتعليم، لا إلى تشكيل وتحجيم. إن الاعتقاد أن التربية تحمل كامل المسؤولية عن كل خطأ أو نقص أو جهل أو سلوك في أبنائنا، جعلهم عبئا علينا.
إن الطفل الصغير لديه قدرة هائلة على التعلم وصنع ذاته وتصحيح أخطائه، وإدراك العالم من حوله، ولديه إمكانات جبارة لصنع مستقبله.
والأكبر سنا لديه إدراك بالصواب والخطأ، والسيئ والحسن، وإعادة صنع شخصيته واتخاذ قرارات مصيره، فدورنا هو المتابعة المستمرة، والتوجيه من وقت لآخر.
إن حرصنا على القيام بدورنا على أكمل وجه، قزم شخصياتهم، وأهدر طاقاتهم، وبرمج عقولهم على سماع النصح والتوجيه الدائم، فخلق ذواتا ضعيفة متكلة معتمدة، دون همم أو طاقات أو عزيمة.
وصنع منا شخصيات منهكة متظالمة متشاكية متذمرة، يصدر عنا اللوم الدائم والتوجيه الممل، والعتاب المستمر، فخارت عزائم أبنائنا، وهانت طموحاتهم وسقط كبريائهم، مما زاد الأمر سوءا.
إن أشعة الشمس المليئة بالدفء والضوء، تقتلك إذا لم تغرب، وتحرق النبات إذا لم تَغِب، وتهلك الحيوان إذا لم تَزُل.
وكذلك نحن، نحرق مشاعر أبنائنا ونقتل طموحاتهم، ونهلك مستقبلهم ونعري شخصياتهم، إذا لم نغب عنهم كل يوم، لنصنع لهم مساحة لبناء ذواتهم، ونصنع لأنفسنا مساحة لاستجماع طاقاتنا، والترفيه عن أنفسنا. إذا لم نفعل ذلك، فنحن نصنع كثيرا ولن نجد في المقابل إلا القليل.
بل ونعيد تربية أنفسنا ونصبغها بالحلم والصبر، وندربها على التعقل والحكمة، لنصنع عالما لأبنائنا جديرا بهم.
ونحرم أنفسنا من الكثير لنعطيهم، وتتلاشى أحلامنا لنحقق أحلامهم، ونحارب أهواءنا لنلبي أهواءهم.
فهل كل هذا واجب منطقي وتشريع تربوي، وهل هكذا خلق الله الوالدين للشقاء والكفاح والكدح التضحية والحرمان الدائم؟!
توجد حلقات مفقودة، أو حلقات مغلوطة بيننا وبين أبنائنا، تنغص عيشنا وعيشهم، بسبب مفاهيم تربوية حديثة، على المختصين بالتربية والمهتمين بالتنمية البشرية تصحيحها.
فالتربية كلمة حديثة لم توجد في العصور القديمة، ولا حتى في التاريخ الإسلامي القديم، بل كان المرادف لها هي كلمة التنشئة، وهناك فرق بين أن تربي وأن تنشئ.
فمفهوم التربية الدارج يعني تحمل كامل المسؤولية لتفكير وسلوك وتصرفات الأبناء. وكأن الله خلقهم ناقصي الوعي والفهم والإدراك والاستجابة، وعلينا أن نزرع فيهم كل ذلك.
لقد خلق الله الإنسان بنفس سوية، تحتاج إلى توجيه وتعليم، لا إلى تشكيل وتحجيم. إن الاعتقاد أن التربية تحمل كامل المسؤولية عن كل خطأ أو نقص أو جهل أو سلوك في أبنائنا، جعلهم عبئا علينا.
إن الطفل الصغير لديه قدرة هائلة على التعلم وصنع ذاته وتصحيح أخطائه، وإدراك العالم من حوله، ولديه إمكانات جبارة لصنع مستقبله.
والأكبر سنا لديه إدراك بالصواب والخطأ، والسيئ والحسن، وإعادة صنع شخصيته واتخاذ قرارات مصيره، فدورنا هو المتابعة المستمرة، والتوجيه من وقت لآخر.
إن حرصنا على القيام بدورنا على أكمل وجه، قزم شخصياتهم، وأهدر طاقاتهم، وبرمج عقولهم على سماع النصح والتوجيه الدائم، فخلق ذواتا ضعيفة متكلة معتمدة، دون همم أو طاقات أو عزيمة.
وصنع منا شخصيات منهكة متظالمة متشاكية متذمرة، يصدر عنا اللوم الدائم والتوجيه الممل، والعتاب المستمر، فخارت عزائم أبنائنا، وهانت طموحاتهم وسقط كبريائهم، مما زاد الأمر سوءا.
إن أشعة الشمس المليئة بالدفء والضوء، تقتلك إذا لم تغرب، وتحرق النبات إذا لم تَغِب، وتهلك الحيوان إذا لم تَزُل.
وكذلك نحن، نحرق مشاعر أبنائنا ونقتل طموحاتهم، ونهلك مستقبلهم ونعري شخصياتهم، إذا لم نغب عنهم كل يوم، لنصنع لهم مساحة لبناء ذواتهم، ونصنع لأنفسنا مساحة لاستجماع طاقاتنا، والترفيه عن أنفسنا. إذا لم نفعل ذلك، فنحن نصنع كثيرا ولن نجد في المقابل إلا القليل.