هل تمنع مفاوضات حبس الأنفاس اجتياح رفح؟

مباحثات القاهرة وفيديو القسام وضغوط دولية تزيد الآمال بإنقاذ 1.4 مليون فلسطيني من الموت
مباحثات القاهرة وفيديو القسام وضغوط دولية تزيد الآمال بإنقاذ 1.4 مليون فلسطيني من الموت

الاحد - 28 أبريل 2024

Sun - 28 Apr 2024

يحبس الكثيرون أنفاسهم انتظارا لما ستتمخض عنه جولة المفاوضات الأحدث في عمر الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو سبعة أشهر، والتي وصفت بـ»الفرصة الأخيرة».

يعيش أكثر من 1.4 مليون شخص في مدينة رفح الحدودية حالة من الخوف والرعب، خشية عملية اجتياح واسعة في أي لحظة من جيش الاحتلال الاسرائيلي، ويحدوهم أمل في أن تنجح المفاوضات في إحداث انفراجة ـ ولو مؤقتة ـ في الأزمة، ومنع وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء.

أكثر من 125 ألف شهيد ومفقود ومصاب في غزة، تسببوا في وجع كبير داخل القطاع المحاصر، مما يدفع نحو تكثيف الجهود لمنع مجزرة جديدة قد تشهدها رفح في أي وقت.

تحول إيجابي
نقلت صحيفة هارتس الإسرائيلية عن مصدر قالت «إنه منخرط في محادثات غزة صباح أمس، أن حركة حماس ستعرض أعدادا «معقولة» للرهائن الإسرائيليين الذين يمكن أن تطلق سراحهم، مما يشير إلى تحول إيجابي، ووفقا للمصدر ذاته، «تضخم حماس عدد الرهائن الذين يمكنها تسليمهم كتكتيك للتفاوض، وهو ما نأمل أن يشير إلى الرغبة في إحراز تقدم في الصفقة».
وبينما تحدثت تقارير عن تقديم تل أبيب «تنازلات»، نقلت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي، لم تكشف عن هويته، أن «إسرائيل لم توافق على وقف القتال أو الانسحاب من غزة».
وتصر حماس على أنها تريد وقفا دائما للحرب، وقد سعى الوسطاء إلى دفع القضية إلى الأمام دون معالجة هذه النقطة على الفور، وفقا لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.

اختبار صعب
ويعزو العديد من المحللين خطورة ما ستسفر عنه الساعات القادمة إلى ربط إسرائيل اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع بقبول حماس إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، فوزير الخارجية في الكيان الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلنها صراحة «إذا تم التوصل إلى اتفاق فسيتم تعليق العملية العسكرية (المزمعة) في رفح»، إلا أنه أضاف أن «قبول الصفقة لن يؤثر على الهدف العام للحرب، وهو تدمير حماس».
ويرى محللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربما يجد نفسه هذه المرة في اختبار هو الأصعب منذ بداية الحرب التي أعلنها على حركة حماس بعد هجوم 7 أكتوبر، في ظل تزايد الضغوط الداخلية عليه للتجاوب مع جهود الوساطة الرامية إلى إبرام صفقة التبادل من جهة، ودعوات المعسكر المتطرف في ائتلافه الحاكم إلى عدم الالتفات إلى هذه الجهود والمضي قدما في خطة اقتحام رفح من جهة أخرى.

نقطة تحول
وفي السياق نفسه، هاجم يائير لابيد زعيم المعارضة الإسرائيلية نتنياهو، ورأى أنه لا يريد الصفقة «لأنه يخشى تفكك ائتلافه الحاكم... هذه الحكومة لا تفعل شيئا سوى التسبب في إلحاق الضرر بصورة إسرائيل في العالم»، حسبما نقلت عنه القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، وعلى الجانب الآخر، يضغط أعضاء في الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل على نتنياهو، ولا يريدون وقف الحرب.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير تخييرهما نتنياهو بين «شن عملية عسكرية في رفح أو حل الحكومة»، ورأى سموتريتش أن «أي صفقة تؤدي إلى وقف الحرب ستعني نهاية عمر الحكومة».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن مصر تسعى إلى إحداث نقطة تحول في قضية المحتجزين ومنع قيام الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية في رفح، لاسيما وأن القاهرة لطالما حذرت من تداعيات تنفيذ مثل هذه العملية.

مباحثات الرياض
ويقول خبراء إنه على الرغم من تغير الكثير من المفاهيم وتبدل المواقف كثيرا على مدار الأشهر الماضية، فإن فشل جهود الوساطة هذه المرة سيفتح الباب أمام «احتمالات صعبة»، فخلال هذه الفترة بذلت العديد من جهود الوساطة الإقليمية والدولية لوقف الحرب، لكن دون جدوى، وينظر حاليا إلى المسعى التفاوضي باعتباره طوق نجاة ربما يحول دون انتقال الصراع إلى نقطة خطيرة تختلف عن الأشهر السابقة جملة وتفصيلا، ومن هنا، فرضت التطورات في غزة نفسها على الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية ست دول عربية على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية الرياض.
وشهد الاجتماع ، الذي ضم وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر وفلسطين، مباحثات مطولة حول الجهود المبذولة لوقف الحرب الإسرائيلية، وجهود الوساطة المصرية القطرية بالتعاون مع الولايات المتحدة وتنسيق المواقف العربية، فضلا عن سبل تنفيذ الرؤية العربية الخاصة بإنهاء الحرب، وفقا لبيان صدر عن وزارة الخارجية المصرية.


رفض قاطع
جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري التحذير من «مخاطر إقدام إسرائيل على القيام بعملية عسكرية برية في مدينة رفح الفلسطينية، لتداعياتها الإنسانية الكارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني وتأثيراتها الأمنية على استقرار المنطقة»، وأكد الوزراء الستة رفضهم القاطع لأية «محاولات لدفع الفلسطينيين للتهجير خارج أرضهم أو تصفية القضية الفلسطينية».
وفي ظل هذه المواقف الرسمية والشعبية والتي تجلت في انتشار المظاهرات الطلابية في العديد من الجامعات الأمريكية والغربية، تثار العديد من التساؤلات بشأن من بيده حسم الأمر والتحرك نحو حل يجنب المنطقة تصعيدا خطيرا، ومن لا يرغب في ذلك ويدفع باتجاه تأجيج الوضع.

رفح أو الصفقة؟
وعلى وقع التطورات الأخيرة، تواصل عائلات الأسرى الذين تحتجزهم حماس التظاهر في مدن إسرائيلية عدة، للضغط على حكومة نتنياهو من أجل إبرام الصفقة.
وتفاعلت هذه العائلات مع مقطع فيديو نشرته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لاثنين من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها
يتحدثان فيه عن ظروف احتجازهما في غزة، وعقبت عليه بالقول «إن الضغط العسكري الإسرائيلي أدى إلى مقتل عشرات الأسرى الذين بأيدينا وحرم البقية من الاحتفال بعيد الفصح مع أعزائهم».
وبعد نشر الفيديو، قالت عائلات المحتجزين إنه «يتعين على إسرائيل الاختيار ما بين رفح والصفقة». وأضافت أنه «يجب إنهاء الحرب ودفع الثمن لإعادة المحتجزين».


ضحايا غزة حتى أمس:
  • 34,454 شهيدا
  • 77,575 مصابا
  • 1,2700 مفقود
  • 66 شهيدا آخر 24 ساعة
  • 138 مصابا آخر 24 ساعة
  • 205 أيام من العدوان
  • 07 مجازر آخر 24 ساعة