الاعتبارات التصميمية للمستشفيات الخاصة
السبت - 20 أبريل 2024
Sat - 20 Apr 2024
المستشفى الخاص ليس مجرد مبنى استثماري مصمت فعناصر تنسيق الموقع والمحيط العمراني وخصائص المدينة جزء رئيس يقود إلى تطوير الفكرة التصميمة للمشروع.
يتطلب تصميم المستشفيات تطوير برنامج مساحي لاستيعاب حجم الطلب المستقبلي بما في ذلك المواقف، والمناطق الخضراء، ومناطق السكن، وملاعب الأطفال، والخدمات المساندة.
في زيارة لأحد المستشفيات الخاصة حاولت البحث عن موقف للسيارة لأتجه لمواقف القبو وهي مواقف سيارات ضيقة، تشعرك بالفوبيا.
الدخول لهذه المواقف يحتاج إلى مرونة وحرفية عالية فعليك النزول تدريجيا.
مسارات العبور نحو هذه المواقف ضيقة، مليئة بدخان عوادم السيارات، ولا تسمح بمرور أكثر من مركبة واحدة.
خطوط المواقف ضيقة وتخرج معظم المركبات عن مسار هذه الخطوط وبالكاد وجدت موقفا استطعت أن أركن فيه سيارتي.
بعد رجوعي إلى المواقف للخروج أصبحت أمام تحد آخر يتمثل في كيفية الخروج من الموقف فهناك سيارة ملتصقة بسيارتي في الجانب الأيمن وكذلك في الجانب الأيسر وخلفي سيارات متوقفة ويفصلنا مسار متوسط بالكاد يكفي لمرور سيارة واحدة ولا يسمح بالمناورة. بمجرد رجوعي باستقامة يعني أني سوف أصطدم بالسيارات المتوقفة خلفي؛ وفي حال حاولت إدارة المقود يمينا أو يسارا فسوف أصطدم لامحالة بالسيارة التي بجانبي. حاولت التحرك عبثا لأجد صفا من السيارات ينتظرون خلفي ويطلبون مني التحرك سريعا.
رجعت إلى نفس الموقف وقررت أن أتحرك على استقامة واحدة ثم أعود لألتصق بالسيارة التي بجانبي بمسافة 20 سنتيميتر ثم بعد ذلك أعود للوراء مع تحريك المقود جهة اليسار والتوقف بمسافة 3 سنتيمتر عن السيارة الأخرى ثم الاتجاه إلى الأمام والتوقف بمسافة 3 سنتيمترات ثم إلى اليسار وهكذا لمدة 10 مرات حتى لاحت لي فجوة الخروج من عتمة الظلام.
خرجت وأنا أتمتم بعبارات ساخطة لأتساءل أليس هناك اعتبارات تصميمية للمستشفيات الخاصة تفرض وضع مساحات كافية للمواقف والخدمات المساندة والحدائق الخاصة بالمستشفيات؟ أليس هناك مواصفات مساحية للأراض التي يمكن استثمارها كمستشفيات؟ كل هذا الضيق من أجل استثمار كامل الأرض والبناء عليها لتحقيق ربحية اقتصادية دون عوائد اجتماعية أو بيئية تحقق تماما قيمة مضافة للمدينة.
إن تصميم المستشفى الخاص يبدأ بدراسة الأرض؛ فليس كل أرض تصلح لإقامة مستشفى.
يربط مشروع المستشفى بمداخل ومخارج واضحة تتدرج وصولا للطريق الرئيس ولا تفتح مباشرة على الشارع العام. يرتبط مشروع المستشفى الخاص بمحطة توقف للحافلات ومسارات مشاة بعيدة عن حركة الآليات، مدخل المستشفى يجب أن يتسم بالرحابة ليطل على حديقة ضخمة بها نوافير ومناطق جلوس تخدم المرضى ومرتادي المكان. تضفي منطقة الدخول للمستشفى نوع من السكينة والأمان لمرتادي المكان فهي بمثابة منطقة نقاهة هادئة ومعزولة كليا عن حركة الآليات ومصادر الإزعاج؛ تستمتع أثناء المرور خلالها بأصوات خرير الماء وتغريد العصافير في الصباح، هذه الحديقة خالية من الأسوار وترتبط في نسيج الحي السكني كحديقة عامة.
يخصص المستشفى منطقة سكنية للكادر التمريضي والفني ليوفر لهم وصولية عالية للموقع؛ أما مواقف السيارات فيتم تخطيطها وتصميمها بشكل يضمن كفاءة الاستخدام وانسجاما مع العدد المتوقع للعاملين والزوار والمرضى ولا يتم حشر عدد كبير من السيارات في مساحات ضيقة. كما يمكن توفير مبان متعددة الأدوار تستغل كمواقف وترتبط بشكل مباشر بجسور مشاة تمتد للمستشفى.
باختصار، لا بد من وضع مخطط نموذجي متكامل للمستشفيات الخاصة مقترن بعناصر تنسيق الموقع ويلتزم بمعايير استدامة تحقق التوازن بين العوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
waleed_zm@
يتطلب تصميم المستشفيات تطوير برنامج مساحي لاستيعاب حجم الطلب المستقبلي بما في ذلك المواقف، والمناطق الخضراء، ومناطق السكن، وملاعب الأطفال، والخدمات المساندة.
في زيارة لأحد المستشفيات الخاصة حاولت البحث عن موقف للسيارة لأتجه لمواقف القبو وهي مواقف سيارات ضيقة، تشعرك بالفوبيا.
الدخول لهذه المواقف يحتاج إلى مرونة وحرفية عالية فعليك النزول تدريجيا.
مسارات العبور نحو هذه المواقف ضيقة، مليئة بدخان عوادم السيارات، ولا تسمح بمرور أكثر من مركبة واحدة.
خطوط المواقف ضيقة وتخرج معظم المركبات عن مسار هذه الخطوط وبالكاد وجدت موقفا استطعت أن أركن فيه سيارتي.
بعد رجوعي إلى المواقف للخروج أصبحت أمام تحد آخر يتمثل في كيفية الخروج من الموقف فهناك سيارة ملتصقة بسيارتي في الجانب الأيمن وكذلك في الجانب الأيسر وخلفي سيارات متوقفة ويفصلنا مسار متوسط بالكاد يكفي لمرور سيارة واحدة ولا يسمح بالمناورة. بمجرد رجوعي باستقامة يعني أني سوف أصطدم بالسيارات المتوقفة خلفي؛ وفي حال حاولت إدارة المقود يمينا أو يسارا فسوف أصطدم لامحالة بالسيارة التي بجانبي. حاولت التحرك عبثا لأجد صفا من السيارات ينتظرون خلفي ويطلبون مني التحرك سريعا.
رجعت إلى نفس الموقف وقررت أن أتحرك على استقامة واحدة ثم أعود لألتصق بالسيارة التي بجانبي بمسافة 20 سنتيميتر ثم بعد ذلك أعود للوراء مع تحريك المقود جهة اليسار والتوقف بمسافة 3 سنتيمتر عن السيارة الأخرى ثم الاتجاه إلى الأمام والتوقف بمسافة 3 سنتيمترات ثم إلى اليسار وهكذا لمدة 10 مرات حتى لاحت لي فجوة الخروج من عتمة الظلام.
خرجت وأنا أتمتم بعبارات ساخطة لأتساءل أليس هناك اعتبارات تصميمية للمستشفيات الخاصة تفرض وضع مساحات كافية للمواقف والخدمات المساندة والحدائق الخاصة بالمستشفيات؟ أليس هناك مواصفات مساحية للأراض التي يمكن استثمارها كمستشفيات؟ كل هذا الضيق من أجل استثمار كامل الأرض والبناء عليها لتحقيق ربحية اقتصادية دون عوائد اجتماعية أو بيئية تحقق تماما قيمة مضافة للمدينة.
إن تصميم المستشفى الخاص يبدأ بدراسة الأرض؛ فليس كل أرض تصلح لإقامة مستشفى.
يربط مشروع المستشفى بمداخل ومخارج واضحة تتدرج وصولا للطريق الرئيس ولا تفتح مباشرة على الشارع العام. يرتبط مشروع المستشفى الخاص بمحطة توقف للحافلات ومسارات مشاة بعيدة عن حركة الآليات، مدخل المستشفى يجب أن يتسم بالرحابة ليطل على حديقة ضخمة بها نوافير ومناطق جلوس تخدم المرضى ومرتادي المكان. تضفي منطقة الدخول للمستشفى نوع من السكينة والأمان لمرتادي المكان فهي بمثابة منطقة نقاهة هادئة ومعزولة كليا عن حركة الآليات ومصادر الإزعاج؛ تستمتع أثناء المرور خلالها بأصوات خرير الماء وتغريد العصافير في الصباح، هذه الحديقة خالية من الأسوار وترتبط في نسيج الحي السكني كحديقة عامة.
يخصص المستشفى منطقة سكنية للكادر التمريضي والفني ليوفر لهم وصولية عالية للموقع؛ أما مواقف السيارات فيتم تخطيطها وتصميمها بشكل يضمن كفاءة الاستخدام وانسجاما مع العدد المتوقع للعاملين والزوار والمرضى ولا يتم حشر عدد كبير من السيارات في مساحات ضيقة. كما يمكن توفير مبان متعددة الأدوار تستغل كمواقف وترتبط بشكل مباشر بجسور مشاة تمتد للمستشفى.
باختصار، لا بد من وضع مخطط نموذجي متكامل للمستشفيات الخاصة مقترن بعناصر تنسيق الموقع ويلتزم بمعايير استدامة تحقق التوازن بين العوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
waleed_zm@
