علي عبدالله المالكي

درة ثمينة في يد أمينة

السبت - 24 فبراير 2024

Sat - 24 Feb 2024

ثلاثة قرون على تأسيس كيان عظيم، وحّد فيه الآباء والأجداد شواطئ لؤلؤية وصحراء قاحلة، وجبالا شاهقة وسهولا واسعة، لتكّون درةً ثمينة في يد أمينة، تقلدها اليوم أبناء الوطن، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، محافظين عليها تحت راية سيدي سمعا وطاعة.
هو يوم فخر واعتزاز، يوم نصر الله فيه راية التوحيد والدعوة الخالصة لله، بنبذ الفرقة والالتزام بشريعة الإسلام، انطلق شعاعه من الدرعية عام 1727م وعمّ الجزيرة العربية، توحدت فيه الصفوف والسيوف، وتوشحت ببيرق التوحيد، وعندما أرادت حملات الظلام كسره عجزت عن ذلك، حملة عقب حملة، ولكنها لم تستطع كسر عزيمة الرجال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم، فداء لوطنهم، ودفاعا عن دينهم ومنهجهم القويم.
حق لنا جميعا أن نفخر ونفاخر، وحق لنا أن نباهي كل الأمم بمنجزات عجزت عن تحقيقها إمبراطوريات كانت أكبر عدة وعتادا. هو يوم وحدة وهمة، هو يوم عظيم يعجز قلمي المتواضع عن وصفه، هو الأمس واليوم وغدا، الواعد بإذن الله، ومن هذا المنبر أقول: إنه يوم أمانة وصى به الأجداد للأحفاد بأن نمضي على ما ساروا عليه، من وحدة وبناء وقوة، حفاظاً على أمننا ومقدساتنا ومكتسباتنا الوطنية.
فخور بأن أرى التكاتف والترابط المتين بين أبناء هذا الوطن الغالي حتى تغنى اليوم، الطفل والكهل، في السهل والجبل. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، والشعب السعودي العربي الأبي.
كما نسأل المولى ـ عز وجل ـ أن يديم علينا نعمته، وأن يحفظ بلادنا شامخة تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).