هل ينقلب صراع بايدن وترمب إلى حرب أهلية؟

ستوكس: مشاعر التمرد جعلت الولايات المتحدة أكثر انقساما من أي وقت
ستوكس: مشاعر التمرد جعلت الولايات المتحدة أكثر انقساما من أي وقت

الأربعاء - 21 فبراير 2024

Wed - 21 Feb 2024

أحداث الكابيتول دليل الانقسام الأمريكي (مكة)
أحداث الكابيتول دليل الانقسام الأمريكي (مكة)
بالرغم من عدم وجود توقعات أو مؤشرات قوية تفيد بأن الولايات المتحدة في طريقها نحو التفكك في وقت قريب، فإن طيفا من ذكرى الحرب الأهلية التي جرت في الفترة من 1861 إلى 1865 نتيجة لتوترات كبيرة بين الولايات الشمالية والجنوبية، يتردد صداه بالتزامن مع التحضير للانتخابات القادمة التي تشهد استقطابا لم تشهده البلاد منذ عقود.

ويقول الخبير السياسي الأمريكي بروس ستوكس في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) «إن الحرب الأهلية الأمريكية نشبت بسبب قضية العبودية وإلى حد أقل، بسبب حقوق الولايات ومستقبل الاقتصاد، وفي الفترة الزمنية التي تسبق انتخابات الولايات المتحدة لعام 2024، هناك حديث عن حرب أهلية أخرى تختمر حول مستقبل البلاد.

مشاعر التمرد
وفي حين لا يوجد تهديد وشيك بتصادم جيوش في ساحة المعركة، فإن تزايد مشاعر التمرد المبالغ فيها هو نتاج إدراك متزايد بأن الولايات المتحدة الآن أكثر انقساما على طول الخطوط الأيديولوجية والسياسية من أي وقت مضى منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

ومن المرجح أن تكون الولايات المتحدة «المفتتة» على نحو متزايد أكثر انغلاقا على نفسها، ومنشغلة بالانقسامات الداخلية بشأن الهجرة والعرق والتفاوت بين أفراد الشعب، وقضايا الهوية الجنسية والنوع.

ويتجلى هذا الاستيعاب الذاتي بالفعل في الانعزالية والحمائية على حساب التحالفات الأمنية والاقتصادية التي أفادت الولايات المتحدة والعالم إلى حد كبير لعقود مضت.

طلاق وطني
ويعتقد نصف من يصفون أنفسهم بالجمهوريين الأقوياء في أمريكا الآن (54%) أنه من المحتمل كثيرا أو إلى حد ما أن تكون هناك حرب أهلية أمريكية خلال العقد المقبل، وهناك أربعة من كل عشرة (40%) من الديمقراطيين الأقوياء يوافقون على ذلك.

ودعت النائبة مارجوري تايلور جرين، وهي عضوة يمينية في الحزب الجمهوري من ولاية جورجيا، إلى «طلاق وطني»، قائلة: «نحن بحاجة إلى الفصل بين الولايات الزرقاء والولايات الحمراء»، في إشارة إلى اللونين اللذين يرمزان للحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويدعم واحد من بين أربعة أمريكيين (23%) فكرة انفصال ولاياتهم عن الاتحاد.

ويقول ستوكس «إنه يمكن رؤية هذا الانقسام في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 بين الولايات الزرقاء التي صوتت لجو بايدن والولايات الحمراء التي صوتت لدونالد ترمب، وكانت العديد من ولايات ترمب من بين تلك التي انفصلت عن الاتحاد عام 1861».

انقسام عميق
ويمكن أيضا رؤية الأمريكتين الناشئتين عبر مجموعة من القضايا الاجتماعية المثيرة للانقسام التي تعكس انقسامات أعمق من تلك التي تتجلى فقط في صناديق الاقتراع، ومن بين 15 ولاية أمريكية لديها قوانين الإجهاض الأكثر تقييدا، صوتت جميعها لصالح ترمب في عام 2020 وكانت سبع ولايات في الأصل في الكونفدرالية.

ومن بين 21 ولاية لديها قوانين الأسلحة الأكثر تساهلا في عام 2023، صوتت 19 ولاية لصالح ترمب، وست ولايات كانت في عهد الكونفدرالية الأمريكية، ومن بين الـ 19 ولاية التي قررت في عام 2022 تشديد القوانين المتعلقة بالتصويت، صوتت 14 ولاية لصالح ترمب وسبع ولايات كانت في الكونفدرالية.

أسلاك شائكة
ظهرت هذه الانقسامات التي تعود إلى فترة الحرب الأهلية الآن في مواجهة دستورية بشأن قضية الهجرة، وفي يناير، أمرت المحكمة العليا الأمريكية ولاية تكساس بإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها على طول نهر ريو جراندي لمنع المهاجرين من عبوره.

ورفض حاكم تكساس، جريج أبوت، الامتثال، مدعيا أن الاتفاق بين الولايات والولايات المتحدة قد تم نقضه بفعل فشل الرئيس جو بايدن في وقف الهجرة غير الشرعية.

ويقول ستوكس «إن اقتراح أبوت بأن الدستور الأمريكي هو مجرد اتفاق يمكن للولايات تجاهله حسب تقديرها، يشبه بشكل مذهل الأساس المنطقي للكونفدرالية لقدرتها على مغادرة الاتحاد في عام 1861، وما يضاعف من هذه الانقسامات هو التباين المتزايد في آراء الجمهور وتفضيلات الاقتراع بين المناطق الريفية والحضرية».


تقرير كوك
وتتجلى الانقسامات العميقة بين الناخبين الأمريكيين في التوقعات المبكرة للنتيجة المحتملة للانتخابات الرئاسية لعام 2024 في هذه المرحلة، يحكم تقرير كوك السياسي الذي يحظى باحترام كبير على بايدن بحصوله على 226 صوتا من أصل 270 صوتا ضروريا في المجمع الانتخابي، مع أغلبية (116) من ولايات الاتحاد السابقة. وحصل ترمب على 235 صوتا، مع أغلبية (135) من الولايات السابقة في الكونفدرالية.

ولا يزال الإرث المستمر للحرب الأهلية قائما.

ومن غير المرجح أن تحل نتائج الانتخابات الأمريكية لعام 2024 هذه الخلافات، بل قد تعمقها في الواقع، أيا كان من يصبح رئيسا، ومثلما لم يقبل الجنوبيون أبدا نتيجة الحرب الأهلية بشكل كامل، فمن غير المرجح أن يقبل أنصار ترمب الذين يعتقدون أن انتخابات 2020 سرقت خسارته في عام 2024، مما ينذر بمزيد من الاستياء وتجدد العنف المحتمل.

مؤيدون للانقسام:
من الجمهوريين 54%
من الديمقراطيين. 40%
يدون فصل والياتهم 23%

الأكثر قراءة