زلات بايدن تمهد طريق ترمب للبيت الأبيض

نيا ماليكا هندرسون: الديمقراطيون سيدفعون ثمن تجاهل مخاوف الأمريكيين حول تقدم عمر الرئيس
نيا ماليكا هندرسون: الديمقراطيون سيدفعون ثمن تجاهل مخاوف الأمريكيين حول تقدم عمر الرئيس

الاثنين - 12 فبراير 2024

Mon - 12 Feb 2024


مع اقتراب معركة انتخابات الرئاسة الأمريكية بدا واضحا أن زلات الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، تمهد الطريق للرئيس السابق دونالد ترمب للعودة إلى البيت الأبيض، والفوز بالسباق الذي يجري في نوفمبر المقبل.

تتزايد الانتقادات الموجهة إلى بايدن وحالته الصحية، وقدرته على القيام بعبء رئاسة أكبر اقتصاد وأقوى قوة عسكرية في العالم، وبات واضحا أن هذه المشكلة ستفرض نفسها بشدة على فريق الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، خاصة بعد تكرار هفواته وأخطائه الناجمة عن ضعف التركيز الذهني.

وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، قالت نيا ماليكا هندرسون كبيرة محرري الشؤون السياسية في شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية، إن السقطات الأخيرة لبايدن ستقضي نهائيا على فرص إعادة انتخابه.

خطأ مكسيكي
في ظل تواصل أخطائه وزلاته، توقف الأمريكان عند السقطة الأخيرة للرئيس جو بايدن، في مؤتمر صحفي خصصه للرد على الادعاء بأن ذاكرته ضعيفة نظرا لتقدمه في السن، وفي الوقت نفسه أخطأ عند الإشارة إلى الرئيس المصري، وقال الرئيس المكسيكي عبد الفتاح السيسي.
وترى هندرسون أن هذه السقطة من جانب بايدن رآها الأمريكيون العاديون كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، وهذه المشكلة يمكن أن تقضي على فرص إعادة انتخابه.
وفي استطلاع رأي أخير لشبكة إن.بي.سي نيوز التلفزيونية الأمريكية، قال 76% من الناخبين إن عدم تمتع بايدن «بالصحة العقلية ولا الجسدية اللازمة للاستمرار في الرئاسة لفترة ثانية» هاجس كبير أو متوسط بالنسبة لهم، وتبلغ نسبة أصحاب هذا الرأي 54% من الديمقراطيين و81% من المستقلين.
وهؤلاء الناخبون يحتاجهم بايدن وفريقه للبقاء في البيت الأبيض، وبدلا من مخاطبة الناخبين الأمريكيين بشأن مشكلات بايدن الواضحة، يلجأ فريق الرئيس الأمريكي إلى الإنكار واتخاذ مواقف دفاعية، والتركيز على عمر منافسهم ترمب.

اعتراف بايدن
في المقابل، لا يبدو أن الناخبين قلقون بشأن صحة ترمب وحالته الصحية، رغم أن عمره لا يقل عن بايدن بأكثر من 3 سنوات، ويقول 48% من الناخبين إنهم يشعرون بالقلق نفسه تجاه سن وصحة ترمب.
وتقول نيا ماليكا هندرسون، الحاصلة على شهادتي ماجستير في العلوم السياسية من جامعة ييل، وفي الصحافة من جامعة كولومبيا، إنه على بايدن الذي يحب ترديد أنه سياسي صارم، الاعتراف بأن الأمريكيين العاديين، الذين يتحدثون عن تقدمه في العمر ليسوا جزءا من قطيع اليمينيين المتطرفين، وأن كثيرين منهم شاهدوا تدهور القدرة الذهنية والجسدية مع التقدم في السن، سواء معهم شخصيا أو مع أفراد من عائلاتهم وأصدقائهم.
ولا يمكن للرئيس أن يطالب الأمريكيين بتصديق ما لا يرونه، وعليه الاعتراف بما يراه الجميع ويتحدثون عنه، ثم يتحول بسرعة للتركيز على نقاط قوته الحقيقية، فهو رجل محترم بشكل أساسي، واستطاع استعادة سمعة الولايات المتحدة كحليف يعتمد عليه.
كما نجح في إنعاش الاقتصاد الأمريكي، فارتفعت أجور الأمريكيين وتراجع معدل البطالة بينهم، وأضاف الاقتصاد الأمريكي 353 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، ولم يعد ملايين الدارسين الأمريكيين يعانون من أعباء أقساط القروض الدراسية.

اقتباس ترمب
تضيف هندرسون في تحليلها، بأن بايدن بالفعل يخطأ في ذكر بعض الأسماء، لكنه يتخذ قرارات كبيرة صحيحة. كما أنه قد ينسى أنه التقى مع زعيم ما، ولكن ذلك يحدث لأنه التقى بالمئات منهم خلال مسيرته السياسية التي استمرت نحو 40 عاما، وربما ينسى تاريخا ما، لكن يتذكر الشعب والقيم التي يحارب من أجلها، فهناك امرأة من أصول أفريقية تجلس في المحكمة العليا، وأخرى في منصب نائب الرئيس الأمريكي، وفي الحقيقة تعد إدارة الرئيس بايدن الأكثر تنوعا بين الإدارات الأمريكية على مر تاريخ الولايات المتحدة.
وفي رأيها يحتاج بايدن إلى الاقتباس من استراتيجية منافسه ترمب، فالرئاسة لا تتعلق فقط بالإنجازات الشرعية، لكنها تحتاج أيضا إلى استعراض قوة المرشح وقيادته.
فالقول، إن بايدن يمارس مهامه بكل حيوية ونشاط لا يكفي لإقناع الأمريكيين بهذا، وإنما يجب أن يرونه قادرا على ذلك بالفعل.

زلات الرئيس
تؤكد هندرسون أن إخفاء الرئيس الذي يقع في زلات، لن يؤدي إلا إلى تفاقمها وتفاقم تأثيرها، لكن لو زاد ظهوره الإعلامي فسيتوقف الصحفيون فيما بعد عن تكرار سؤاله عن مدى لياقته الصحية للمنصب. كما أن ظهوره المستمر وانخراطه في التواصل مع الناس سيكون الإجابة العملية عن السؤال.
ومن المؤكد أنه سيرتكب أخطاء، لكن لا يوجد أحد لا يرتكب أخطاء، وهو ما يعني أن فوائد هذه الاستراتيجية تفوق كثيرا أضرارها، خاصة في ظل السمات الشخصية والإنسانية الجيدة لديه، حسب ماليكا هندرسون.
أخيرا، على الديمقراطيين قبول حقيقة أن بايدن لم يعد صغيرا، بل على العكس عليهم الاستفادة من حقيقة سنه الكبير، والتأكيد على نجاحاته وفريقه المتمتع بالخبرة، ولا يمكن لفريق حملة بايدن القول إنهم معنيون بهواجس الأمريكيين العاديين، في حين أنهم يتجاهلون اهتمام هؤلاء الأمريكيين بعمر الرئيس.
على العكس، الواجب أن يقول الفريق إنهم يدركون مخاوف الناخبين ويحاولون تهدئتها، ويتعين التركيز باستمرار على نجاحات بايدن وفشل ترمب أثناء وجوده في الرئاسة.
أما تجاهل قضية السن، فإنه سيسمح فقط بتزايد شكوك الناخبين، ويمهد الطريق أمام ترمب للفوز في انتخابات نوفمبر المقبل.

صحة بايدن في استطلاع
  • %76 يرون أن الرئيس لا يتمتع بصحة عقلية وجسدية كافية.
  • %81 من المستقلين لا يفضلون ترشحه للرئاسة ثانية.
  • %54 من الديمقراطيين لا يفضلون ترشحه للرئاسة.
  • %48 يشعرون بالقلق نفسه تجاه صحة ترمب.