سماح.. في بيت أهلها
الثلاثاء - 06 فبراير 2024
Tue - 06 Feb 2024
دخل المعلم للفصل وقد ارتفعت أصواتنا، فأراد معاقبتنا، وكنت آنذاك في الصف الثاني المتوسط، عندها ناشد الطلاب المعلم قائلين: أرجوك يا أستاذ.. سماح سماح، فأجابهم المعلم: سماح في بيت أهلها!
لا أعلم من هي سماح، ولم أجرؤ أن أسأل المعلم عنها أو عن مراده من الجملة، لكن ما أذكره جيدا أن كلمات المعلمين كان لها بالغ التأثير علينا بصفتهم المصدر الموثوق للأخبار والقصص والمعلومات وحتى الفتاوى الدينية، قبل أن يتبين لنا لاحقا أن كثيرا من تلك المعلومات كانت مضروبة ومن «الكيس»؛ ولأن الموضوع عن التسامح فقد سامحتهم جميعا لوجه الله امتنانا لفضلهم علي إلا معلما ما زال في نفسي شيء منه؛ إذ نسيت مرة كراسة الرسم، فغضب مني وتنمر علي أمام الطلاب وقال: لماذا لم تنس أن تأكل وتشرب؟ لماذا لم تنس أن تنام؟ لماذا لم تنس أن ترتدي «سروالك»!! دون أن يوضح لي ما علاقة ما ذكر بنسياني للكراسة، ومنذ ذلك الموقف بدأت عقدي النفسية الطفولية في الرسم وغيرها، حيث ساءت علاقتي فيه فإذا حاولت رسم حصان فإنه يكون حمارا، وإذا رسمت فتاة فإنها تصبح أشبه بالمهرج.
أما التسامح -يا سادة- فهو خلق كريم لكننا فهمناه خطأ وطبقناه «خطأين». هو أكبر مما نظن وأوسع مما نعتقد؛ إذ إنه مرتبط بالمسح الشامل الكامل عمن سامحته، فلا يمكن أن تسامح أحدا وفي داخلك بغض أو حقد تجاهه أو أن تسامح ولا يخلو مجلس إلا وتذكر فيه قصتك.. كيف يدعي التسامح ويزعم طيب النفس ونقاء السريرة من لا يقدر أن يسامح شخصا رآه ولم يسلم عليه أو دعا أصحابه وتجاهله أو تجاوز سيارته أو عامل توصيل تأخر عليه؟
وأما أولئك الذين يطلبون السماح ثم ينامون قريري العين، فأنصحهم أن يصحو قليلا من غفلتهم؛ فطلب السماح الحقيقي يكون ممن لا تحتاجه ولا تخافه.. من أحد لست مضطرا إلى مجاملته ومسايرته.. من مظلوم يعجز حتى عن الرد عليك بلسانه.. من إنسان آذيته في عرضه وعمله وماله وسمعته ولربما تغير مسار حياته بسببك.
قيل لحكيم: ما بلغ من تسامحك؟
قال: أرسلت رسالة جماعية لكل من في قائمتي أطلب منهم أن يسامحوني.
قيل: ثم ماذا؟
قال: تعثرت بحجر في أرض فلاة فالتفت إليه قائلا «معليش».
رحم الله أياما كانت أقصى أمنياتنا أن يرضى عنا المعلمون، ولا أعلم هل المعلم الفاضل ما زال على قيد الحياة أم لا، ولست أدري هل ما زالت سماح في بيت أهلها أم كتب الله لها النصيب.
فإن كانت لكم من دعوات، فادعوا الله أن تلقوا وجهه الكريم وقد سلمتم من حقوق العباد، وأن يحفظ «سماح» فوق كل أرض وتحت كل سماء.
لا أعلم من هي سماح، ولم أجرؤ أن أسأل المعلم عنها أو عن مراده من الجملة، لكن ما أذكره جيدا أن كلمات المعلمين كان لها بالغ التأثير علينا بصفتهم المصدر الموثوق للأخبار والقصص والمعلومات وحتى الفتاوى الدينية، قبل أن يتبين لنا لاحقا أن كثيرا من تلك المعلومات كانت مضروبة ومن «الكيس»؛ ولأن الموضوع عن التسامح فقد سامحتهم جميعا لوجه الله امتنانا لفضلهم علي إلا معلما ما زال في نفسي شيء منه؛ إذ نسيت مرة كراسة الرسم، فغضب مني وتنمر علي أمام الطلاب وقال: لماذا لم تنس أن تأكل وتشرب؟ لماذا لم تنس أن تنام؟ لماذا لم تنس أن ترتدي «سروالك»!! دون أن يوضح لي ما علاقة ما ذكر بنسياني للكراسة، ومنذ ذلك الموقف بدأت عقدي النفسية الطفولية في الرسم وغيرها، حيث ساءت علاقتي فيه فإذا حاولت رسم حصان فإنه يكون حمارا، وإذا رسمت فتاة فإنها تصبح أشبه بالمهرج.
أما التسامح -يا سادة- فهو خلق كريم لكننا فهمناه خطأ وطبقناه «خطأين». هو أكبر مما نظن وأوسع مما نعتقد؛ إذ إنه مرتبط بالمسح الشامل الكامل عمن سامحته، فلا يمكن أن تسامح أحدا وفي داخلك بغض أو حقد تجاهه أو أن تسامح ولا يخلو مجلس إلا وتذكر فيه قصتك.. كيف يدعي التسامح ويزعم طيب النفس ونقاء السريرة من لا يقدر أن يسامح شخصا رآه ولم يسلم عليه أو دعا أصحابه وتجاهله أو تجاوز سيارته أو عامل توصيل تأخر عليه؟
وأما أولئك الذين يطلبون السماح ثم ينامون قريري العين، فأنصحهم أن يصحو قليلا من غفلتهم؛ فطلب السماح الحقيقي يكون ممن لا تحتاجه ولا تخافه.. من أحد لست مضطرا إلى مجاملته ومسايرته.. من مظلوم يعجز حتى عن الرد عليك بلسانه.. من إنسان آذيته في عرضه وعمله وماله وسمعته ولربما تغير مسار حياته بسببك.
قيل لحكيم: ما بلغ من تسامحك؟
قال: أرسلت رسالة جماعية لكل من في قائمتي أطلب منهم أن يسامحوني.
قيل: ثم ماذا؟
قال: تعثرت بحجر في أرض فلاة فالتفت إليه قائلا «معليش».
رحم الله أياما كانت أقصى أمنياتنا أن يرضى عنا المعلمون، ولا أعلم هل المعلم الفاضل ما زال على قيد الحياة أم لا، ولست أدري هل ما زالت سماح في بيت أهلها أم كتب الله لها النصيب.
فإن كانت لكم من دعوات، فادعوا الله أن تلقوا وجهه الكريم وقد سلمتم من حقوق العباد، وأن يحفظ «سماح» فوق كل أرض وتحت كل سماء.