سوء فهم الفلسفة وفشل تطبيقها تسبب في تحريمها
السبت - 03 فبراير 2024
Sat - 03 Feb 2024
لطالما أشكل عليّ منذ الصغر فهم الفلسفة حين تتطرق لها قراءاتي المختلفة التي كنت ولا زلت مولعا بها فدفعتني هذه الإشكالية مؤخرا بعد أن أصبح تداولي لشأنها جرما يتهمني بارتكابه حتى المقربين إلى أن آخذ على عاتقي مهمة سبر أغوار الفلسفة كما تم التوصل لها وأجمع عليها العارفون بأحوالها لغرض الإحاطة بها وبدلالاتها ولمعرفة السبب وراء تحريمها من قبل عدد من الفقهاء والعلماء المسلمين.
وهذا الإقرار مني بالعجز عن فهم الفلسفة فهم دقيق في صغري لا يجب أن يصنف كمسوغ يمنعني من الخوض في شأنها بعد أن يعلم بأن هدفي من تناولها يتلخص في ضرورة أن نتخلص من سلبية متجذرة ومتغلغلة داخل نسيجنا الفكري والديني تندد دوما وترفض أي أمر مستجد أيا كان نوعه وطبيعته ما يدفع الكثير في أحيان كثيرة لليّ أعناق النصوص الدينية تحديدا حتى ترجح بها كفتهم عند التطرق لهذا الأمر المستجد.
المفارقة في هذا الصدد أننا نجد الرافضين لأي أمر يجهلون حقائقه ويشككون في دوافعه يتحولون إلى مؤيدين شرسين له حين يتم فرض تطبيقه وعدم الاعتراض عليه بسلطة القانون.
بعد هذا التقعيد نعود لموضوع الفلسفة التي يتطلب البحث فيها معرفة تعريفها أولا كما أجمع عليه الملمين بأمرها والمتخصصين فيها قبل اتخاذ أي قرار رافض لها أو محذر من خطورة تبنيها، غافلا صاحب هذه القناعة بأن هذا الإجراء لا يعبر إلا عن خوف واضح عنده من تبعات التعرف عليها والبحث في شأنها رغم أن تعريفها لا يقول إلا أن الفلسفة ليست سوى أداة بشرية يساعد وجودها على دراسة طبيعة الواقع ودراسة ما يمكن معرفته عن السلوك السوي والسلوك الخاطئ عند البشر.
وقادني هذا التعريف إلى الرغبة في البحث أكثر عن معنى مفردة فلسفة نفسها لغويا قبل التعمق أكثر في تفاصيلها، حيث وجدت بأنها تعني ‹›حب الحكمة›› في اللغة الإغريقية وهذا قصد نبيل تتشارك فيه الفلسفة مع مختلف توجيهات وتعاليم الإسلام الداعية لاحترام الحكمة ومنحها التقدير والمقام اللائق بها.
ومبدئيا نحن يكفينا كغير متخصصين في هذا العلم أن نعلم بأن الفلسفة في المجمل تهتم بدراسة القضايا المتعلقة بالإنسان ووجوده وعلمه وأخلاقه وقيمه وغيرها من الأمور ما يمنع إصدار حكما قاطعا ينال منها أو يحرض عليها قد يتسبب حدوثه في مفسدة لا تحقق أي مصلحة خاصة إذا كان الحكم بتداول معارفها ومنطلقاتها يرى فيه المناوئون لها خطر يهدد سلامة الدين ويسمح بتعرضه للعبث.
ومما توصلت له أيضا أن المؤيدين للتعامل الإيجابي مع الفلسفة يرون أنها مجرد منتج بشري لا حرج في التعامل معه والاقتناع بجدواه متى التزم صاحبه بعدم التعدي على ثوابت غيره ومعتقداته عند التبشير به رغم ثبوت أن الكثير منهم أساؤوا للفسلفة نفسها إساءة بالغة عند الاطلاع على كيفية تطبيقهم لها.
وما زاد الطين بلة بالنسبة للفلسفة إحجام العلماء والمفكرين المشهود لهم بالصلاح والعلم الديني الراسخ عن عقد حوار يناقش مثل هذه القضايا للحيلولة دون تشويهها بناء على فهم مشوش لها أو السماح بها دون وجود أي ضابط يحكمها ويحكم اتهامها بما ليس فيها حتى نتمكن جميعا من الوصول لقناعة موحدة نستطيع من خلالها إما تأييد تحريم الفلسفة أو التراجع عنه إذا ثبت خطأه.
ahmedbanigais@
وهذا الإقرار مني بالعجز عن فهم الفلسفة فهم دقيق في صغري لا يجب أن يصنف كمسوغ يمنعني من الخوض في شأنها بعد أن يعلم بأن هدفي من تناولها يتلخص في ضرورة أن نتخلص من سلبية متجذرة ومتغلغلة داخل نسيجنا الفكري والديني تندد دوما وترفض أي أمر مستجد أيا كان نوعه وطبيعته ما يدفع الكثير في أحيان كثيرة لليّ أعناق النصوص الدينية تحديدا حتى ترجح بها كفتهم عند التطرق لهذا الأمر المستجد.
المفارقة في هذا الصدد أننا نجد الرافضين لأي أمر يجهلون حقائقه ويشككون في دوافعه يتحولون إلى مؤيدين شرسين له حين يتم فرض تطبيقه وعدم الاعتراض عليه بسلطة القانون.
بعد هذا التقعيد نعود لموضوع الفلسفة التي يتطلب البحث فيها معرفة تعريفها أولا كما أجمع عليه الملمين بأمرها والمتخصصين فيها قبل اتخاذ أي قرار رافض لها أو محذر من خطورة تبنيها، غافلا صاحب هذه القناعة بأن هذا الإجراء لا يعبر إلا عن خوف واضح عنده من تبعات التعرف عليها والبحث في شأنها رغم أن تعريفها لا يقول إلا أن الفلسفة ليست سوى أداة بشرية يساعد وجودها على دراسة طبيعة الواقع ودراسة ما يمكن معرفته عن السلوك السوي والسلوك الخاطئ عند البشر.
وقادني هذا التعريف إلى الرغبة في البحث أكثر عن معنى مفردة فلسفة نفسها لغويا قبل التعمق أكثر في تفاصيلها، حيث وجدت بأنها تعني ‹›حب الحكمة›› في اللغة الإغريقية وهذا قصد نبيل تتشارك فيه الفلسفة مع مختلف توجيهات وتعاليم الإسلام الداعية لاحترام الحكمة ومنحها التقدير والمقام اللائق بها.
ومبدئيا نحن يكفينا كغير متخصصين في هذا العلم أن نعلم بأن الفلسفة في المجمل تهتم بدراسة القضايا المتعلقة بالإنسان ووجوده وعلمه وأخلاقه وقيمه وغيرها من الأمور ما يمنع إصدار حكما قاطعا ينال منها أو يحرض عليها قد يتسبب حدوثه في مفسدة لا تحقق أي مصلحة خاصة إذا كان الحكم بتداول معارفها ومنطلقاتها يرى فيه المناوئون لها خطر يهدد سلامة الدين ويسمح بتعرضه للعبث.
ومما توصلت له أيضا أن المؤيدين للتعامل الإيجابي مع الفلسفة يرون أنها مجرد منتج بشري لا حرج في التعامل معه والاقتناع بجدواه متى التزم صاحبه بعدم التعدي على ثوابت غيره ومعتقداته عند التبشير به رغم ثبوت أن الكثير منهم أساؤوا للفسلفة نفسها إساءة بالغة عند الاطلاع على كيفية تطبيقهم لها.
وما زاد الطين بلة بالنسبة للفلسفة إحجام العلماء والمفكرين المشهود لهم بالصلاح والعلم الديني الراسخ عن عقد حوار يناقش مثل هذه القضايا للحيلولة دون تشويهها بناء على فهم مشوش لها أو السماح بها دون وجود أي ضابط يحكمها ويحكم اتهامها بما ليس فيها حتى نتمكن جميعا من الوصول لقناعة موحدة نستطيع من خلالها إما تأييد تحريم الفلسفة أو التراجع عنه إذا ثبت خطأه.
ahmedbanigais@