نجلاء الجعوري

"قبلة الدنيا" على مدى 22 عاما

الأحد - 14 يناير 2024

Sun - 14 Jan 2024

من مكة المكرمة؛ حيث مولد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ومهبط الوحي، موطن الرسالة السامية التي يقصدها الزوار من شتى بقاع الأرض، حيث ضمت المعالم الإسلامية، وتعددت فيها المشاهد، واختلفت فيها الأعراق، وتنوعَت الثقافات تحت راية الإسلام.
وقد أولَى الأستاذ الفاضل حسن مكاوي تاريخ مكة المكرمة جل اهتمامه منذ 22 عاما، من خلال "قبلة الدنيا" التي تعد أشهر من نار على علَم، وجهوده في هذا الصرح المكي لا تخفى على أحد، فقد تفرغ للكتابة عن كل ما يمت لمكة بصلة، فأعرب عن الآثار المكية، ونقل التراث الذي خلفه الأجداد، وقدم الشخصيات التي خدمت المجتمع المكي، وأسهمت في حفظ تاريخ مكة المكرمة بطرق مبتكرة؛ إحداها: إعداد لوحة فنية رقمية بإيجاز معبر؛ بحيث يصل محتواها لشريحة أكبر من المثقفين والمهتمين، فضلا عن كون "قبلة الدنيا" مرجعا للباحثين المؤرخين الذين يرغبون بالبحث عن دراسات لها صلة بتاريخ مكة المكرمة، فأعمال الأستاذ حسن لا تقتصر على الآثار، والتعريف بالشخصيات المكية فحسب، إنما حرص أيضا على توفير المراجع التي تعتني بتاريخ مكة المكرمة، كما أنه لا يتوانى مشكورا عن تقديم يد العون والمشورة لمن ينشد معرفةَ مآثر مكة، فقد قيل قديما: "أهل مكة أدرى بشعابها".
وعلى ضوء ذلك أصبحت "قبلة الدنيا" منظومة متكاملة تجسد التاريخ المكي بمعيار علمي رصين، ولمسات فنية جذابة، حتى أضحت تستقطب الزوار من داخل المملكة وخارجها؛ للتجول في مراتعها التي يعد كل شبر فيها ذا قيمة ودلالة، تعود بالزائر إلى العهود السالفة، ويستحضر فيها ما قد فات واندثر، ويحن إلى صباه الذي انقضى، ويستذكر أيامه التي خلت، ويشتاق إلى أحبابه الذين رحلوا.
أخيرا تعَد الكتابة عن قبلة الدنيا شكرا وعرفانا لها، لا تعريفا وإظهارا لمكانتها.

الأكثر قراءة