سوق «المناخة» بالمدينة المنورة
الأربعاء - 03 يناير 2024
Wed - 03 Jan 2024
أين يقع أقدم سوق في الإسلام؟ سؤال محدد وقصير.. تطبيقا للقول المشهور (الأسئلة مفاتيح العلم).. للوصول للبعد التاريخي لسوق «المناخة» .. من أمر به؟ ومتى؟ وكيف؟ ولمعرفة الإجابة لابد من تصفح المصادر والمراجع المختلفة وكذلك محركات البحث في شبكة المعلومات، والتي تقدم معلومات قليلة في هذا المجال، حيث الاهتمام أكثر بجانب العبادات. وبالرغم من قلة المعلومات إلا أنها غير دقيقة؛ فهناك من يقول إن أقدم سوق في الإسلام هو سوق «خان الخليلي في القاهرة» والذي تجاوز البعد الزمني له 600 سنة، وغاب عنهم سوق «المناخة».. التي تصفه محركات الذكاء الاصطناعي بأنه «مصطلح يُستخدم لوصف السوق الاقتصادية والمالية المتعلقة بالتكنولوجيا والحلول المرتبطة بمكافحة تغير المناخ والتكيف معه. يهدف هذا السوق إلى تعزيز الابتكار والاستثمار في مشاريع وتقنيات تسهم في تقليل انبعاثات الكربون والتخفيف من تأثيرات تغير المناخ» وهذا خطأ كبير يحتاج إلى تدخل من المراكز العلمية المتخصصة لتعديل المعلومات الصحيحة من خلال كتابة أبحاث بلغات مختلفة بالمجال؛ لأن تقديم المعلومات الصحيحة وتثبيتها في شبكة المعلومات هو الطريق الوحيد والسريع؛ لتأكيد أن أول سوق في الإسلام هو سوق «المناخة».. فقد ورد في مصادر السنة والسيرة النبوية أن الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه عندما قدم المدينة قال: هل من سوق فيه تجارة؟ فقيل له: سوق» قينقاع».
وورد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى سوق « النبيط» فنظر إليه، فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثم ذهب إلى سوق فنظر إليه، فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثم رجع إلى هذا السوق، فطاف فيه، ثم قال: «هذا سوقكم، فلا ينتقصن ولا يضربن عليه خراج». وفي كتاب ابن شبه المتوفى عام 262 من الهجرة، ورد نص آخر عن سوق المناخة (حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا إسحاق بن جعفر ابن محمد قال، حدثنا عبدالله بن جعفر بن المسور، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: «هذا سوقكم، فلا يُضيق، ولا يؤخذ فيه خراج»).
والاختلاف بين نصوص الرواية لا ينفي بل يؤكد نشأة وتأسيس سوق المناخة، ويثبت أن الذي أمر ببناء ونقل السوق إلى المكان الجديد هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وتشير بعض المصادر المتخصصة أنه قبل الإسلام كان في المدينة المنورة عدة أسواق متناثرة يقع بعضها بعيدا عن المركز الحالي للمدينة المنورة. وارتبطت تلك الأسواق بالقبائل أو التجمعات السكانية المجاورة لها ومن تلك الأسواق سوق «بني قينقاع» وسوق «زبالة» وسوق «العصبة» وسوق «بني الخيل» وسوق «بقيع الزبير». وقد استخدم المسلمون هذه الأسواق وخاصة سوق «بني قينقاع» والاسم القديم لسوق المناخة هو سوق «البطحاء»ونسبة لنوع التربة التي عليها السوق، اما المناخة فهو اسم مكان الإبل أو ما يسمى حديثا بالمحطة.
وكما يدرك القارئ الكريم أنه لا توجد محطة بدون مكان سوق للبيع والشراء.. وكان سوق المناخة مكشوفا وليس فيه بنيان والعمل يبدأ بعد صلاة الفجر إلى قبل صلاة المغرب، وقد تم البناء في هذا السوق لأول مرة في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، وكان يمثل عصب الحياة الاقتصادية والمالية والاجتماعية بالمدينة فهو يمتد من مسجد الغمامة جنوبا إلى مسجد السبق شمالا، وتفرعت عنه أسواق تخصصية مثل :»الخان» لبيع اللحوم والخضار والفواكه، و»الحبابة» لبيع أنواع الحبوب مثل القمح والذرة، و«العياشة» لبيع الخبز والزيتون والجبن، و»التمارة» لبيع أنواع التمور، و»القماشة» لبيع أنواع القماش، و»القفاصة» لبيع الأقفاص وأدوات الخياطة، و»العباءة»، وسوق «الغنم»، وسوق «الحطب»، وسوق «البرسيم»، وسوق «السمك.
وبعد مشاريع التوسعة للحرم النبوي وهي التوسعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، والتي دخلت فيها كل الأحياء وتغيرت ملامح «سوق المناخة» وانتقلت كثير من الأسواق إلى مناطق أخرى في أطراف المدينة، ومع ذلك تمت محاولات من أجل إحياء سوق «المناخة» إلا أن تلك المحاولات تعثرت وتم تهيئة مكان «سوق المناخة» كساحة خارجية غربية للحرم النبوي يستفاد منها للصلاة وخلال شهر رمضان وأيام الحج، ومع ذلك يمكن إعادة أحياء سوق «المناخة» إلى العمل بدون أي تكاليف مادية، وإعادته مكشوفا كما كان بعد السماح للباعة في الساحة التي تقع فوق نفق المناخة في ساعات محددة وهي ساعة بعد صلاة الفجر وساعتين بعد صلاة العصر وتظهر عليه السمات التي وردت في الحديث المشار إليه.
حاليا الأسواق المؤقته والمكشوفة منتشرة في كثير من دول العالم، ومع هذه وتلك لعل وعسى يفتح سوق «المناخة» من جديد.. فهو أول سوق في تاريخ الإسلام أمر به الرسول صلي الله عليه وسلم.
@ealfaide
وورد أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى سوق « النبيط» فنظر إليه، فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثم ذهب إلى سوق فنظر إليه، فقال: «ليس هذا لكم بسوق»، ثم رجع إلى هذا السوق، فطاف فيه، ثم قال: «هذا سوقكم، فلا ينتقصن ولا يضربن عليه خراج». وفي كتاب ابن شبه المتوفى عام 262 من الهجرة، ورد نص آخر عن سوق المناخة (حدثنا إبراهيم بن المنذر قال، حدثنا إسحاق بن جعفر ابن محمد قال، حدثنا عبدالله بن جعفر بن المسور، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال: «هذا سوقكم، فلا يُضيق، ولا يؤخذ فيه خراج»).
والاختلاف بين نصوص الرواية لا ينفي بل يؤكد نشأة وتأسيس سوق المناخة، ويثبت أن الذي أمر ببناء ونقل السوق إلى المكان الجديد هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وتشير بعض المصادر المتخصصة أنه قبل الإسلام كان في المدينة المنورة عدة أسواق متناثرة يقع بعضها بعيدا عن المركز الحالي للمدينة المنورة. وارتبطت تلك الأسواق بالقبائل أو التجمعات السكانية المجاورة لها ومن تلك الأسواق سوق «بني قينقاع» وسوق «زبالة» وسوق «العصبة» وسوق «بني الخيل» وسوق «بقيع الزبير». وقد استخدم المسلمون هذه الأسواق وخاصة سوق «بني قينقاع» والاسم القديم لسوق المناخة هو سوق «البطحاء»ونسبة لنوع التربة التي عليها السوق، اما المناخة فهو اسم مكان الإبل أو ما يسمى حديثا بالمحطة.
وكما يدرك القارئ الكريم أنه لا توجد محطة بدون مكان سوق للبيع والشراء.. وكان سوق المناخة مكشوفا وليس فيه بنيان والعمل يبدأ بعد صلاة الفجر إلى قبل صلاة المغرب، وقد تم البناء في هذا السوق لأول مرة في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، وكان يمثل عصب الحياة الاقتصادية والمالية والاجتماعية بالمدينة فهو يمتد من مسجد الغمامة جنوبا إلى مسجد السبق شمالا، وتفرعت عنه أسواق تخصصية مثل :»الخان» لبيع اللحوم والخضار والفواكه، و»الحبابة» لبيع أنواع الحبوب مثل القمح والذرة، و«العياشة» لبيع الخبز والزيتون والجبن، و»التمارة» لبيع أنواع التمور، و»القماشة» لبيع أنواع القماش، و»القفاصة» لبيع الأقفاص وأدوات الخياطة، و»العباءة»، وسوق «الغنم»، وسوق «الحطب»، وسوق «البرسيم»، وسوق «السمك.
وبعد مشاريع التوسعة للحرم النبوي وهي التوسعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة، والتي دخلت فيها كل الأحياء وتغيرت ملامح «سوق المناخة» وانتقلت كثير من الأسواق إلى مناطق أخرى في أطراف المدينة، ومع ذلك تمت محاولات من أجل إحياء سوق «المناخة» إلا أن تلك المحاولات تعثرت وتم تهيئة مكان «سوق المناخة» كساحة خارجية غربية للحرم النبوي يستفاد منها للصلاة وخلال شهر رمضان وأيام الحج، ومع ذلك يمكن إعادة أحياء سوق «المناخة» إلى العمل بدون أي تكاليف مادية، وإعادته مكشوفا كما كان بعد السماح للباعة في الساحة التي تقع فوق نفق المناخة في ساعات محددة وهي ساعة بعد صلاة الفجر وساعتين بعد صلاة العصر وتظهر عليه السمات التي وردت في الحديث المشار إليه.
حاليا الأسواق المؤقته والمكشوفة منتشرة في كثير من دول العالم، ومع هذه وتلك لعل وعسى يفتح سوق «المناخة» من جديد.. فهو أول سوق في تاريخ الإسلام أمر به الرسول صلي الله عليه وسلم.
@ealfaide