الإيمان بالقضية يهزم الجحافل العسكرية
المفكر الأمريكي تيلر كوين: المقاومة في غزة وأوكرانيا أسقطت نظرية التفوق الحربي
المفكر الأمريكي تيلر كوين: المقاومة في غزة وأوكرانيا أسقطت نظرية التفوق الحربي
الأحد - 31 ديسمبر 2023
Sun - 31 Dec 2023
قال مفكر أمريكي شهير «إن عام 2023 قدم للعالم 3 دروس رئيسة، أهمها أن الإيمان بالقضية والدفاع عن الوطن قادر على هزيمة الجحافل العسكرية مهما كانت قوتها».
وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء يقدم المفكر الأمريكي تيلر كوين أستاذ كرسي هولبرت إل.هاريس في قسم الاقتصاد بجامعة جورج ماسون الأمريكية ثلاثة دروس يرى أنها الأجدر بالتوقف عندها خلال العام الحالي، الذي كان مليئا بالأحداث التي تحتم إعادة النظر في الكثير من وجهات نظرنا الاجتماعية العلمية.
ويتوقف كوين المدير المشارك لمدونة «الثورة الهامشية» على الإنترنت عند الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة والحرب الروسية في أوكرانيا، ويقول إن الدرس الأوضح من هذه الحروب هو أن القدرة على الردع لم تعد بنفس القوة التي كنا نتصورها وأن الإصرار مع إيمان المرء بقضيته وتشبثه بالدفاع عنها يمكن أن يتفوق على القوة العسكرية الكاسحة للخصم».
الدرس الأول
ويؤكد أنه رغم الإمكانات الكبيرة التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي وخلفه الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن المقاومة الفلسطينية واصلت ضرباتها العميقة والمؤثرة في قلب إسرائيل، وفي الوقت نفسه فإن أوكرانيا ومع كل الدعم الاقتصادي والعسكري من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تتمكن من منع روسيا من مواصلة الحرب، رغم ما تتكبده من خسائر باهظة سواء على الصعيد العسكري أو السمعة الدولية، وذلك ببساطة لآن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد السيطرة على أوكرانيا ويؤمن بحق بلاده في السيطرة على مناطق عديدة فيها.
ويرى أنه لا يوجد في هذه التطورات ما يمثل نبأ سارا للولايات المتحدة التي تعتمد على الردع لدعم العديد من حلفائها. كما أنها نبأ سيئ للعالم ككل لآن الردع يدعم النتائج السلمية والحفاظ على الوضع القائم، وهذا ما جعل كوين يميل إلى رفض رؤية عالم النفس ستيفن بينكر بأن العالم الآن أصبح أكثر سلاما، إذ إنه للأسف الدليل المتاح يقول إن الصراعات الدولية تتزايد الآن بعد فترة طويلة من التراجع.
لذلك تحتاج نظريات دورية السلام والصراع العالميين، إلى تحديث، وبخاصة النظرية التي تقول إن السلام يخلق فيما بعد الظروف المواتية للحرب.
الدرس الثاني
أما الدرس الثاني الذي تناوله كوين في تحليله فيتعلق بالمكاسب الهائلة التي يمكن تحقيقها في التكنولوجيا بسرعة، فقبل عام أو حتى أشهر قليلة لم يكن أغلب الناس يدركون أن الذكاء الاصطناعي وبخاصة منصة المحادثة الآلية شات جي. بي. تي4 سيؤدي إلى تحولات كبيرة متعددة الأبعاد بهذا الشكل.
والآن يتوقع الخبراء أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان في أغلب مجالات التفكير خلال أقل من 10 سنوات، وهناك الكثير من الخبراء من يتوقع حدوث ذلك خلال أقل من 3 سنوات، لذلك، فقد تعلمنا أن أحد أهم التطورات في تاريخ البشرية يمكن أن يتسلل لحياة أغلب الناس ويؤثر عليها خلال أكثر قليلا من عام، وعلينا تحديث فكرنا بشأن ما إذا كانت الابتكارات الكبرى «يمكن أن تأتي من العدم» بعد سنوات من الركود.
ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في جائحة فيروس كورونا المستجد. ففي بداية الجائحة في أوائل 2020 كان الكثير من الخبراء يعتقدون أن تطوير لقاح فعال ضد الفيروس سيحتاج إلى سنوات، لكن ما حدث هو أنه تم تطوير اللقاحات التي تعتمد على تكنولوجيا «الحامض النووي الريبي المرسال» خلال أقل من عام، لذلك يجب أن ترتقي مكانة نظريات القفزات المفاجئة في العلوم، وتعتمد هذه الاختراقات التكنولوجية على التراكم البطيء للخبرة والممارسة، لكنها في لحظة تفرض نفسها على المشهد.
الدرس الثالث
وينتقل كوين كاتب عمود «المشهد الاقتصادي» في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والذي يحتل المركز 72 في قائمة مجلة فورين أفيرز (شؤون خارجية) لأهم 100 مفكر عالمي، إلى الدرس الثالث المستفاد من 2023 وهو أن: الحوكمة غير مهمة حتى يثبت العكس.
ويقول «إن دليله على ذلك هو الجامعات الأمريكية وبخاصة النزاعات الأخيرة حول معاداة السامية في الحرم الجامعي والحرية الأكاديمية وسلامة الطلاب وغير ذلك»، ويضيف «إنه لن يناقش كل هذه النقاط، لكنها كافية للقول إنها أصبحت تمثل كارثة لصورة التعليم الجامعي الأمريكي. فما يحدث في الجامعات الأمريكية حاليا يعني على الأقل أن أداءها سيئ.
ويعود هذا جزئيا إلى أن آليات حوكمتها لم تتطور لكي تتعامل مع أزمة أو تحل مشكلات كبيرة. على سبيل المثال يضم مجلس معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (إم.آي.تي) المرموق 74 عضوا، ويضم مجلس جامعة بنسلفانيا 48 عضوا لهم حق التصويت بالإضافة إلى 36 من أعضاء شرف آخرين يمكنهم حضور الاجتماعات والتحدث أمامها، هذه المجالس الكبيرة تشكلت جزئيا، لتكريم المتبرعين أو منحهم صوتا في صناعة القرار بالجامعة.
لكن عندما احتاجت الجامعات إلى اتخاذ قرارات مهمة وعاجلة اتضح أن نظامها يتصرف بطريقة متقطعة ومترددة.
وأخيرا يقول تيلر كوين «إنه إذا أراد تلخيص أهم ما ميز العام الحالي فسيقول إنه شهد مفاجآت أكثر مما يستطيع علماء الاجتماع توقعه.
وإحدى هذه المفاجآت هي أن الردع الفاشل - يعتبر أمرا سلبيا للغاية، في حين أن طفرة الذكاء الاصطناعي يمكن اعتبارها إيجابية للغاية.
خسائر إسرائيل في طوفان الأقصى:
- 1329 قتيلا
- 500 ضابط بين القتلى
- 25 مليار دولار خسائر اقتصادية
- 350 ألفا نزحوا من غلاف غزة