عام الإبل، إلهام وتتويج وتطوير!
الاثنين - 25 ديسمبر 2023
Mon - 25 Dec 2023
هذه الطائف عجيبة، تأبى إلا أن تكون متصلة بالجمال، والأصالة، والإبداع.
فمن المدينة الصحية إلى عاصمة الشعر العربي إلى المدينة المبدعة في الأدب في عام الشعر العربي، إلى عام الإبل.
فالطائف تشعر أنها معنية به أكثر من غيرها من مدن العالم، كيف لا تشعر بذلك وهي الأنيقة حاضنة مهرجان ولي العهد للهجن، المزمّن بما يقارب شهرا ونصف كل عام، وتشارك فيه جميع دول العالم المهتمة بالهجن، وبالإبل، ولعل جامعة الطائف، ممثلة في كلية الآداب، كانت أول مؤسسة أكاديمية تعقد ملتقى خاصا تستحضر فيه الإبل بصفة عامة، والهجن بصفة خاصة، في أوراق علمية منوعة بين الآداب والعلوم والإعلام، ومعرض فني مصاحب، بالشراكة مع الاتحاد السعودي للهجن على هامش المهرجان.
إن العناية الملكية الكريمة التي توليها الدولة لقطاع الإبل، جعلته من القطاعات المهمة الواعدة.
يأتي ذلك استلهاما للعلاقة الحميمة القديمة بين إنسان الجزيرة العربية وبين الإبل، فمنذ الأجداد الأوائل والإبل شريكته في السهل والجبل، وفي الغذاء والكساء، وفي السلم والحرب، وحين نتأمل إرثنا الثقافي، نجد المكانة العظيمة التي تحتلها الإبل في الشعر والأدب والمرويات التاريخية بكل أنواعها على المستويين الفصيح والشعبي، ناهيك عن حضورها في الآثار والنقوش الموغلة في القدم، وعن حضورها البهي في النص القرآني، والنصوص الحديثية والأقوال المأثورة.
وإن عدنا بالذاكرة إلى فكرة مهرجانات الإبل، نجدها ابتدأت منذ 2000م، بفكرة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ في مهرجان أم رقيبة (مزاين الإبل)، وظلت تلك الفكرة كعادة الأفكار الأولى بين دفع وجذب، ثم توقف المهرجان لعامين، لكن مجلس الوزراء أعاده إلى الواجهة في 2017م، بصيغة متطورة وفق قواعد وضوابط تراعي الجوانب الصحية والأمنية والثقافية.
وتولت دارة الملك عبدالعزيز الإشراف والتنظيم للمهرجان، فضمت إليه عددا من الفعاليات التفاعلية، يشارك فيها الكبار والصغار، والرجال والنساء، فضلا عن جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، وبلغت جوائزها 118 مليون ريال.
كما أضافت إدارة المهرجان في دورته التالية 2018م منافسة جديدة، هي سباقات الهجن، وبلغت جوائزها 95 مليون ريال.
ثم تعمقت النظرة إلى قطاع الإبل وما تمثله من إرث عريق، ورمز تاريخي ثقافي عميق، في سياق الرؤية المباركة 2030، فكان إنشاء الاتحاد السعودي للهجن في فبراير 2018، وله أنشطة متنوعة وبرامج رياضية مختلفة، ثم تلاه إنشاء نادي الإبل بإشراف مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يوليو 2018م، وحظي القطاعان بدعم كبير من سموه، فأصبح مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد، ومهرجان ولي العهد للهجن بالطائف، وجهتين مهمتين محليا وعربيا وعالميا، لأنهما يمثلان الأنموذج المثالي للعناية بقطاع الإبل بكل فئاتها، وهما مهرجانان متجددان، يزدادان اتساعا وتطورا كل عام.
ولا شك إن إطلاق وزارة الثقافة عام الإبل على 2024م، يهدف إلى تعميق هويتنا الثقافية، خلال استلهام هذا الرمز الأصيل، وتتويج الجهود الكبرى المبذولة في تنظيم القطاع وتطويره، ويفتح أعيننا على أفكار إبداعية جديدة. كما أني أقرأ في اتخاذ الإبل رمزا تاريخيا ثقافيا أن ذلك يعود بفائدتين على الأقل: الأولى، ثقافية تتمثل في استلهام حضور الإبل التاريخي والثقافي العميق، وهذا يعزز حضورها الاجتماعي والعالمي.
والثانية: دور القطاع في التنمية الاقتصادية المعتمدة اعتمادا كليا على الإبل، فالعناية بها تعني انتعاش قطاعات الأغذية والنقل والزراعة والرياضة والسياحة والثقافة والصناعات المتصلة بالإبل، وغيرها، ما يجعل هذا القطاع من القطاعات المنتجة، ومع تطوره سيكون رافدا اقتصاديا مهما، وهذا في رأيي سيجعل بلادنا وجهة عالمية أولى في هذا الشأن.
ahmad_helali@
فمن المدينة الصحية إلى عاصمة الشعر العربي إلى المدينة المبدعة في الأدب في عام الشعر العربي، إلى عام الإبل.
فالطائف تشعر أنها معنية به أكثر من غيرها من مدن العالم، كيف لا تشعر بذلك وهي الأنيقة حاضنة مهرجان ولي العهد للهجن، المزمّن بما يقارب شهرا ونصف كل عام، وتشارك فيه جميع دول العالم المهتمة بالهجن، وبالإبل، ولعل جامعة الطائف، ممثلة في كلية الآداب، كانت أول مؤسسة أكاديمية تعقد ملتقى خاصا تستحضر فيه الإبل بصفة عامة، والهجن بصفة خاصة، في أوراق علمية منوعة بين الآداب والعلوم والإعلام، ومعرض فني مصاحب، بالشراكة مع الاتحاد السعودي للهجن على هامش المهرجان.
إن العناية الملكية الكريمة التي توليها الدولة لقطاع الإبل، جعلته من القطاعات المهمة الواعدة.
يأتي ذلك استلهاما للعلاقة الحميمة القديمة بين إنسان الجزيرة العربية وبين الإبل، فمنذ الأجداد الأوائل والإبل شريكته في السهل والجبل، وفي الغذاء والكساء، وفي السلم والحرب، وحين نتأمل إرثنا الثقافي، نجد المكانة العظيمة التي تحتلها الإبل في الشعر والأدب والمرويات التاريخية بكل أنواعها على المستويين الفصيح والشعبي، ناهيك عن حضورها في الآثار والنقوش الموغلة في القدم، وعن حضورها البهي في النص القرآني، والنصوص الحديثية والأقوال المأثورة.
وإن عدنا بالذاكرة إلى فكرة مهرجانات الإبل، نجدها ابتدأت منذ 2000م، بفكرة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ في مهرجان أم رقيبة (مزاين الإبل)، وظلت تلك الفكرة كعادة الأفكار الأولى بين دفع وجذب، ثم توقف المهرجان لعامين، لكن مجلس الوزراء أعاده إلى الواجهة في 2017م، بصيغة متطورة وفق قواعد وضوابط تراعي الجوانب الصحية والأمنية والثقافية.
وتولت دارة الملك عبدالعزيز الإشراف والتنظيم للمهرجان، فضمت إليه عددا من الفعاليات التفاعلية، يشارك فيها الكبار والصغار، والرجال والنساء، فضلا عن جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل، وبلغت جوائزها 118 مليون ريال.
كما أضافت إدارة المهرجان في دورته التالية 2018م منافسة جديدة، هي سباقات الهجن، وبلغت جوائزها 95 مليون ريال.
ثم تعمقت النظرة إلى قطاع الإبل وما تمثله من إرث عريق، ورمز تاريخي ثقافي عميق، في سياق الرؤية المباركة 2030، فكان إنشاء الاتحاد السعودي للهجن في فبراير 2018، وله أنشطة متنوعة وبرامج رياضية مختلفة، ثم تلاه إنشاء نادي الإبل بإشراف مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يوليو 2018م، وحظي القطاعان بدعم كبير من سموه، فأصبح مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بالصياهد، ومهرجان ولي العهد للهجن بالطائف، وجهتين مهمتين محليا وعربيا وعالميا، لأنهما يمثلان الأنموذج المثالي للعناية بقطاع الإبل بكل فئاتها، وهما مهرجانان متجددان، يزدادان اتساعا وتطورا كل عام.
ولا شك إن إطلاق وزارة الثقافة عام الإبل على 2024م، يهدف إلى تعميق هويتنا الثقافية، خلال استلهام هذا الرمز الأصيل، وتتويج الجهود الكبرى المبذولة في تنظيم القطاع وتطويره، ويفتح أعيننا على أفكار إبداعية جديدة. كما أني أقرأ في اتخاذ الإبل رمزا تاريخيا ثقافيا أن ذلك يعود بفائدتين على الأقل: الأولى، ثقافية تتمثل في استلهام حضور الإبل التاريخي والثقافي العميق، وهذا يعزز حضورها الاجتماعي والعالمي.
والثانية: دور القطاع في التنمية الاقتصادية المعتمدة اعتمادا كليا على الإبل، فالعناية بها تعني انتعاش قطاعات الأغذية والنقل والزراعة والرياضة والسياحة والثقافة والصناعات المتصلة بالإبل، وغيرها، ما يجعل هذا القطاع من القطاعات المنتجة، ومع تطوره سيكون رافدا اقتصاديا مهما، وهذا في رأيي سيجعل بلادنا وجهة عالمية أولى في هذا الشأن.
ahmad_helali@