رفقا بجيل قد ظلم!

صراع الأجيال، ظاهرة قد تكون مستمرة بين كل جيل وجيل، وهذا الصراع قد يكون أحيانا خيرا لا بد منه! فلولا صراع الأجيال لظلت المرأة مثلا بلا تعليم حتى اليوم! ولولا صراع الأجيال لكان كل خريجي الجامعات إما مهندس أو طبيب بناء على أحلام الآباء والأمهات.

حين أعود بذاكرتي للوراء أجد نفسي أحيانا في حالة تلبس مع (نفسي اللوامة) التي تلومني وتقول لي: لماذا سمعت كلام فلان حين وسوس لك بأن العمل في البنك حرام حرام حرام! كنت حينها شابا يافعا يحقق التارقت بتفوق ويكسر الأرقام القياسية طمعا في البونص، ولكنه في لحظة استقال وترك كل شيء بحجة أن العمل في البنك لهو عين الربا، صحيح إن الضحية مثلي سيقتنص فرصة وجود أول إخلال بالوعود والترقية من العمل ليتحجج بالاستقالة؛ لكن الحقيقة الخفية أن السبب الحقيقي هو ذلك الشخص الذي زرع في داخلي أن مال البنك وراتبي سحت!

هذا الجيل هو نفسه من ينبذ الفن والفنون بل وقد يصل الأمر بأن يتم رميك بتهمة الفسق والفجور فقط ؛لأنك تسمع الأغاني في سيارتك! هذا الجيل هو نفسه الذي كان يضع خطا فاصلا تحت رقبة الرسومات خوفا من أن يقع في المحظور، ولك أن تتخيل أن هذا التصرف كان بقناعة أن الخط يعفيك من مجاراة خلق الله والعياذ بالله!

أصدمكم أكثر؟ أبحث في قوقل وأكتب جملة (لا مكة لا محمد)! وكيف أن أبناء جيلي كانوا يصدقون أن شركة مشروبات غازية تستهدف عقيدتنا في رسومات اسمها التجاري!
والمصيبة أننا نصدق هذا العبث ويا ويلك
ويا سواد ليلك لو استخدمت عقلك واعترضت! أنا وغيري أبناء هذه المرحلة وقد انقسمنا لقسمين، قسم مسالم يقاد مطأطأ الرأس معطلا عقله لكنه في نظر غيره أنه مطيع مؤدب، وقسم متمرد مثلي كان يرمى بأبشع الأوصاف! كنت حين أكتب مقالا يناقش عمل المرأة أو الدعوة للسماح لها بقيادة السيارة لا يمر ذلك اليوم إلا وامتلأ إيميلي بأبشع الشتائم والأوصاف، وأحيانا تصل شتائمهم لإيميل الصحيفة! وأذكر أن مقالا كتبته أناقش فيه أهمية الفنون والسينما والمسرح وأنها سلاح معطل ومن أدوات القوى الناعمة، وحين نشر تم صرف أوصاف علماني وتغريبي وليبرالي لي وبالجملة!

لذلك أكتب ما أكتب اليوم حتى أقول لأجيال بعدنا، صدقوني ما أنتم عليه اليوم هو نتاج الكثير من التغيير فاحمدوا الله على نعمة هذا الوطن العظيم وحافظوا عليه بتعاضدكم لنصل جميعا إلى ميناء 2030 ونحمد الله كثيرا على تحقق كل الأمنيات الجميلة.

bassam_fatiny@