ميثاق الملك سلمان العمراني.. تكامل، أصالة، تميز، إبداع

التكامل والأصالة في العمارة والعمران تعتبر من الاستراتيجيات الفاعلة عند تخطيط المدن وتشكيل البيئة المبنية، وهكذا تميزت المملكة العربية السعودية في ظل القيادة الرشيدة بإطلاق ميثاق الملك سلمان العمراني والذي يهدف إلى بلورت استراتيجية عمرانية مميزة ومنهج تصميمي مستدام يبرز تاريخ المملكة وثقافتها المحلية، ويضع دليل إرشادي متكامل لصناع القرار، والمختصين، والمهتمين بالعمارة والعمران، مما يسهم في خلق بيئة عمرانية ترتكز على الجوانب الثقافية المحلية العريقة والمحددات البيئية المتنوعة في وطننا الغالي، والتي تعتبر من أولويات القيادة الرشيدة لتحقيق التميز العمراني، المرونة، وتحسين جودة الحياة كأحد الركائز المهمة في الرؤية السعودية 2030.
هذا الميثاق يعتبر امتداد لما تميزت به المدن التقليدية في المملكة العربية السعودية من مراعاة للجوانب الثقافية والاقتصادية واعتبار المحددات البيئية المتنوعة في المدن عند تشكيل العمارة والعمران، ولكن بصورة معاصرة تراعي التطورات المستقبلية، الأصالة، الاستمرارية، الإنسان باعتباره محورا للتنمية، الملائمة والابتكار. اعتبار هذه القيم في صياغة ميثاق الملك سلمان العمراني يعكس الرغبة القوية والجادة للقيادة الرشيدة في تشكيل مدن مستدامة وفاعلة باستخدام نهج مميز يقدم حلول مبتكرة وإبداعية لإشكالات المدن المعاصرة.
الانطلاق من النماذج العمرانية المشرقة التي أنشئت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله–وتنظيم المعارض التعريفية بالميثاق في العديد من مدن المملكة العربية السعودية، وتشجيع المشاركة المجتمعية بإطلاق العديد من المبادرات والحوافز ورصد الجوائز للمشاركين، هي ركائز نجاح هذه المبادرة العمرانية والحضرية الفريدة من نوعها. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الموجهات التنموية تتوافق مع أحدث الأسس والمعايير التخطيطية العالمية الناجحة، والتي تتمحور حول المجتمع ومشاركته الفاعلة في تشكيل المدن والبيئة المبنية.
وفي هذا الصدد بذلت كافة القطاعات الحكومية المعنية جهود كبيرة في التعريف بالميثاق وبالأخص هيئة فنون العمارة والتصميم التي عملت بجد على تقديم هذا الميثاق بأبهى صورة بعقد المعارض واللقاءات التعريفية بالميثاق، تقديم الجوائز للمشاركين والباحثين، التعاون مع الجامعات المحلية، تنظيم الجولات الإرشادية للمعالم المعمارية للتعريف بالعمارة المحلية في مختلف مدن المملكة العربية السعودية.
ختاما.. مما لا يدع مجالا للشك أن ميثاق الملك سلمان سيقدم منهج تخطيطي متكامل ومستدام، سيسهم بشكل فاعل في تقديم نماذج عمرانية فريدة للمدن السعودية تعكس الهوية المحلية لهذا الوطن الشامخ، تراعي السياقات الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية كمقومات للتنمية الشاملة التي تتمحور حول المواطن السعودي، وتتوافق مع ركائز الرؤية السعودية 2030.