السعودية و«إكسبو 2030 »: تصويت دولي بالثقة
الأربعاء - 06 ديسمبر 2023
Wed - 06 Dec 2023
جاء فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم مؤتمر «إكسبو 2030» كأحد أبرز الأحداث الإقليمية، التي يمكن أن تنتشل المرء من أجواء الإحباط التي تغمر الكثيرين في منطقتنا جراء الحرب الدائرة في غزة، حيث يمكن لمثل هذه الأخبار أن توفر بصيصا من الأمل في نهاية النفق لمستقبل منطقة الشرق الأوسط، التي لا يريد لها بعض المغامرين أن تحقق أحلامها التنموية، وتبني مستقبلا أفضل لأجيالها المقبلة.
الصراع في غزة ليس الصراع الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، بل هناك صراع مواز ربما لا يقل عنه أهمية، رغم اختلاف الأدوات والأدوار، وهو الصراع بين الماضي والمستقبل، أو بين التنمية والعنف، وبين دعاة السلام والاستقرار ومروجي العنف والفوضى. وبمعنى أدق بين أن تمضي منطقتنا على طريق البناء والتنمية والرخاء والازدهار، وبين أن تغرق في العنف والحروب والصراعات والتوترات، والخبر الجيد أن هناك في منطقتنا من يستطيع أن ينير لنا دائما شمعة في أحلك الأوقات والفترات التي تمر بها، وقد حدث ذلك في استضافة دولة الإمارات قمة «كوب 28» بتنظيم مبهر، وتتويج الجهود السعودية بالفوز بتنظيم «إكسبو 2030»، فضلا عن قدرة الدبلوماسية القطرية على تحقيق اختراقات نوعية في حرب غزة، خلال ترتيبات الهدنة التي لم تستمر، ولكنها وفرت فرصة لالتقاط الأنفاس، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمحتاجين في القطاع.
أهمية فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم «إكسبو 2030» أنه يتوج جهد سنوات من العمل الدؤوب ضمن رؤية المملكة «2030»، ويتوج هذا الجهد ويوفر للمملكة فرصة عالمية كبرى لإطلاع العالم على ما تحقق خلال هذه السنوات، من تطور وتغير تنموي نوعي هائل، يجري العمل عليه حاليا في كل ربوع المملكة العربية السعودية. ثمة نقطة أخرى مهمة برأيي، تتمثل في أن التصويت لمصلحة السعودية يعكس ثقة العالم في قدرة الرياض على تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير، فضلا عن دعمه القوي لخطط المملكة ورؤاها التنموية، إذ باتت السعودية قوة تنموية صاعدة، سواء خلال وجودها ضمن مجموعة العشرين، أو انضمامها إلى تكتل «بريكس»، أو دورها الفاعل في إطار منظمة «أوبك» و»أوبك+»، والتي تلعب فيها الرياض دورا مؤثرا في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية.
من يتابع خطط تطوير المدن السعودية، يدرك بوضوح أن هناك طفرة تنموية هائلة تنتظر المملكة العربية السعودية في غضون السنوات القلائل المقبلة، سواء على صعيد البنى التحتية أو الاستثمارات، ويكفي الإشارة إلى أن الرياض تنفذ وحدها 68 مبادرة باستثمارات تقدر بنحو 92 مليار دولار، لتصبح واحدة من أكثر مدن العالم استدامة، حيث يتوقع أن تكون استضافة «إكسبو 2030» قاطرة جديدة تضاف إلى محركات التنمية الاقتصادية السعودية القائمة، إذ تتحول مثل هذه الأحداث العالمية الكبرى إلى هدف استراتيجي تعمل عليه الدول المنظمة لتعظيم عوائده الاقتصادية والاستثمارية.
ثمة مؤشر حيوي يتعلق بأن التصويت لمصلحة استضافة المملكة العربية السعودية معرض «إكسبو 2030»، هو في حقيقة الأمر تصويت عالمي بالثقة ليس في قدرات المملكة التنظيمية فقط، بل كذلك في قدرتها على قيادة العالم نحو مزيد من التواصل والتقارب وبناء الجسور، في المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والاستثمارية، إذ يعد «إكسبو» الحدث العالمي الأبرز الذي يمتد تاريخه لأكثر من قرن ونصف القرن، وهنا تكمن قيمة العنوان الذي اختارته السعودية للمعرض، وهو: «معا نستشرف المستقبل»، حيث يمكن للمملكة أن تقدم للعالم كثيرا من الخبرات والدروس التنموية، بعد أن تكون قد توجت نحو عقد من التغيير، إذ يعد المعرض منصة عالمية كبرى لاستعراض مخرجات التفكير الإبداعي في مجالات كثيرة، منها: فنون العمارة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والسياحة والصناعات المبتكرة.
وهنا، يلاحظ أن المملكة خصصت أكثر من 350 مليون دولار، تقدم كدعم لأكثر من 100 دولة نامية لتحفيزها على المشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، في تجسيد لرغبة المملكة العربية السعودية وقيادتها في تقديم نسخة غير مسبوقة من هذا المعرض التاريخي، الذي ينظم للمرة الثانية في الشرق الأوسط.
«إكسبو الرياض 2030»، هو نقلة نوعية جديدة لن يقتصر مردودها الإيجابي على المملكة فقط، بل يطال منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويدفع باتجاه التنمية والاستقرار، ويحقق هدفا مهما في مرمى دعاة العنف والفوضى، ولمصلحة ثقافة التعايش والانفتاح وترسيخ السلام والأمن والاستقرار، إذ تتطلع شعوب المنطقة جميعها إلى مثل هذه المبادرات الرائدة، التي تمنح الشباب آمالا في مستقبل أفضل، وفي أن هناك من يعمل على تهيئة الأجواء كي تعيش الأجيال المقبلة بأمن وسلام، وتنعم بخيرات دولها ومواردها، فضلا عن أن المعرض يوفر للمملكة العربية السعودية فرصة ثمينة لترسيخ دورها المحوري ومكانتها الاستراتيجية الكبيرة، إقليميا ودوليا.
drsalemalketbi@
الصراع في غزة ليس الصراع الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، بل هناك صراع مواز ربما لا يقل عنه أهمية، رغم اختلاف الأدوات والأدوار، وهو الصراع بين الماضي والمستقبل، أو بين التنمية والعنف، وبين دعاة السلام والاستقرار ومروجي العنف والفوضى. وبمعنى أدق بين أن تمضي منطقتنا على طريق البناء والتنمية والرخاء والازدهار، وبين أن تغرق في العنف والحروب والصراعات والتوترات، والخبر الجيد أن هناك في منطقتنا من يستطيع أن ينير لنا دائما شمعة في أحلك الأوقات والفترات التي تمر بها، وقد حدث ذلك في استضافة دولة الإمارات قمة «كوب 28» بتنظيم مبهر، وتتويج الجهود السعودية بالفوز بتنظيم «إكسبو 2030»، فضلا عن قدرة الدبلوماسية القطرية على تحقيق اختراقات نوعية في حرب غزة، خلال ترتيبات الهدنة التي لم تستمر، ولكنها وفرت فرصة لالتقاط الأنفاس، وتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمحتاجين في القطاع.
أهمية فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم «إكسبو 2030» أنه يتوج جهد سنوات من العمل الدؤوب ضمن رؤية المملكة «2030»، ويتوج هذا الجهد ويوفر للمملكة فرصة عالمية كبرى لإطلاع العالم على ما تحقق خلال هذه السنوات، من تطور وتغير تنموي نوعي هائل، يجري العمل عليه حاليا في كل ربوع المملكة العربية السعودية. ثمة نقطة أخرى مهمة برأيي، تتمثل في أن التصويت لمصلحة السعودية يعكس ثقة العالم في قدرة الرياض على تنظيم هذا الحدث العالمي الكبير، فضلا عن دعمه القوي لخطط المملكة ورؤاها التنموية، إذ باتت السعودية قوة تنموية صاعدة، سواء خلال وجودها ضمن مجموعة العشرين، أو انضمامها إلى تكتل «بريكس»، أو دورها الفاعل في إطار منظمة «أوبك» و»أوبك+»، والتي تلعب فيها الرياض دورا مؤثرا في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية.
من يتابع خطط تطوير المدن السعودية، يدرك بوضوح أن هناك طفرة تنموية هائلة تنتظر المملكة العربية السعودية في غضون السنوات القلائل المقبلة، سواء على صعيد البنى التحتية أو الاستثمارات، ويكفي الإشارة إلى أن الرياض تنفذ وحدها 68 مبادرة باستثمارات تقدر بنحو 92 مليار دولار، لتصبح واحدة من أكثر مدن العالم استدامة، حيث يتوقع أن تكون استضافة «إكسبو 2030» قاطرة جديدة تضاف إلى محركات التنمية الاقتصادية السعودية القائمة، إذ تتحول مثل هذه الأحداث العالمية الكبرى إلى هدف استراتيجي تعمل عليه الدول المنظمة لتعظيم عوائده الاقتصادية والاستثمارية.
ثمة مؤشر حيوي يتعلق بأن التصويت لمصلحة استضافة المملكة العربية السعودية معرض «إكسبو 2030»، هو في حقيقة الأمر تصويت عالمي بالثقة ليس في قدرات المملكة التنظيمية فقط، بل كذلك في قدرتها على قيادة العالم نحو مزيد من التواصل والتقارب وبناء الجسور، في المجالات الاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والاستثمارية، إذ يعد «إكسبو» الحدث العالمي الأبرز الذي يمتد تاريخه لأكثر من قرن ونصف القرن، وهنا تكمن قيمة العنوان الذي اختارته السعودية للمعرض، وهو: «معا نستشرف المستقبل»، حيث يمكن للمملكة أن تقدم للعالم كثيرا من الخبرات والدروس التنموية، بعد أن تكون قد توجت نحو عقد من التغيير، إذ يعد المعرض منصة عالمية كبرى لاستعراض مخرجات التفكير الإبداعي في مجالات كثيرة، منها: فنون العمارة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة والسياحة والصناعات المبتكرة.
وهنا، يلاحظ أن المملكة خصصت أكثر من 350 مليون دولار، تقدم كدعم لأكثر من 100 دولة نامية لتحفيزها على المشاركة في معرض الرياض إكسبو 2030، في تجسيد لرغبة المملكة العربية السعودية وقيادتها في تقديم نسخة غير مسبوقة من هذا المعرض التاريخي، الذي ينظم للمرة الثانية في الشرق الأوسط.
«إكسبو الرياض 2030»، هو نقلة نوعية جديدة لن يقتصر مردودها الإيجابي على المملكة فقط، بل يطال منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، ويدفع باتجاه التنمية والاستقرار، ويحقق هدفا مهما في مرمى دعاة العنف والفوضى، ولمصلحة ثقافة التعايش والانفتاح وترسيخ السلام والأمن والاستقرار، إذ تتطلع شعوب المنطقة جميعها إلى مثل هذه المبادرات الرائدة، التي تمنح الشباب آمالا في مستقبل أفضل، وفي أن هناك من يعمل على تهيئة الأجواء كي تعيش الأجيال المقبلة بأمن وسلام، وتنعم بخيرات دولها ومواردها، فضلا عن أن المعرض يوفر للمملكة العربية السعودية فرصة ثمينة لترسيخ دورها المحوري ومكانتها الاستراتيجية الكبيرة، إقليميا ودوليا.
drsalemalketbi@