أطفال غزة الخدج يوقظون ضمير العالم

فريق أممي: مدخل مستشفى الشفاء تحول إلى مقبرة جماعية لأكثر من 80 شهيدا
فريق أممي: مدخل مستشفى الشفاء تحول إلى مقبرة جماعية لأكثر من 80 شهيدا

الأحد - 19 نوفمبر 2023

Sun - 19 Nov 2023

أيقظ أطفال غزة الخدج ضمير العالم، ونجحوا في أن يفعلوا ما فشل فيه الكبار، إذ تسببت صرخاتهم البريئة بمجمع الشفاء الطبي في إسراع منظمة الصحة العالمية بإرسال فريق مشترك لتقييم الشؤون الإنسانية تابع للأمم المتحدة، لإجراء تحليل سريع للموقف على الأرض، وتقييم الأولويات الطبية، وتحديد الخيارات اللوجستية لتنفيذ مزيد من المهام.

وقالت الصحة العالمية إن الأطفال الخدج في وضع حرج للغاية، ومعهم أيضا مرضى الكلى والمصابون بإصابات بالغة، ووصفت الوضع بالمأسوي، لافتة إلى أن المجمع الطبي الأكبر في غزة، أصبح خارج الخدمة، وفي حالة انهيار بلا أدوية ولا مواد غذائية ولا خدمات أساسية.

منظمة الموت
ضم الفريق الأممي خبراء في الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، وإدارة الأمم المتحدة لشؤون السلامة والأمن، ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، ومنظمة الصحة العالمية.

وكشف بيان الفريق الأممي أنه بسبب الحدود الزمنية المرتبطة بالوضع الأمني، لم يتمكن الفريق من قضاء سوى ساعة واحدة داخل المستشفى، الذي وصفوه بمنطقة الموت، والوضع باليائس.

وكانت آثار القصف وإطلاق النار واضحة، وشاهد الفريق مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى، إذ أبلغ أن أكثر من 80 شخصا دفنوا فيها.

وأدى نقص المياه النظيفة والوقود والأدوية والغذاء وغيرها من المساعدات الأساسية، على مدى الأسابيع الـ6 الماضية، إلى توقف مستشفى الشفاء، الذي كان في السابق المستشفى الأكبر والأكثر تقدما والأفضل تجهيزا في قطاع غزة، عن العمل بشكل أساس كمرفق طبي.

عدوى وخوف
أشار البيان إلى أن الفريق الأممي لاحظ أنه ـ وبسبب الوضع الأمني ـ كان من المستحيل على الموظفين التخلص من النفايات بشكل فعال في المستشفى.

وامتلأت الممرات وأراضي المستشفى بالنفايات الطبية والصلبة، مما زاد من خطر العدوى.

وكان المرضى والعاملون الصحيون الذين تحدثوا معهم يشعرون بالخوف على سلامتهم وصحتهم، وطلبوا الإخلاء، ولم يعد مستشفى الشفاء قادرا على استقبال المرضى، إذ يتم الآن تحويل الجرحى والمرضى إلى المستشفى الإندونيسي الذي يعاني ضغوطا شديدة، ويكاد لا يعمل.

وأفاد البيان بأنه لا يزال بالمستشفى 25 عاملا صحيا و291 مريضا، وقد حدثت حالات وفاة عدة للمرضى خلال اليومين أو الثلاثة الماضية، بسبب توقف الخدمات الطبية، ومن بين المرضى 32 طفلا في حالة حرجة للغاية، وشخصان في العناية المركزة دون تهوية، و22 مريضا يخضعون لغسيل الكلى، والذين تعرض وصولهم للعلاج المنقذ للحياة إلى الخطر الشديد.

كسور معقدة
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الغالبية العظمى من المرضى هم ضحايا إصابات بسبب الحرب، بمن في ذلك كثير منهم يعانون كسورا معقدة وبترا للأطراف، وإصابات في الرأس، وحروقا، وصدمات في الصدر والبطن، و29 مريضا يعانون إصابات خطرة في العمود الفقري، ولا يستطيعون الحركة دون مساعدة طبية، ويعاني كثير منهم جروحا شديدة بسبب نقص تدابير مكافحة العدوى في المستشفى، وعدم توافر المضادات الحيوية.

وأوضح البيان أنه بالنظر إلى الوضع الحالي للمستشفى، الذي لم يعد يعمل أو يستقبل مرضى جددا، فقد طلب من الفريق إجلاء العاملين الصحيين والمرضى إلى مرافق أخرى. وتقوم منظمة الصحة العالمية وشركاؤها بوضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وأسرهم.

وتابع «إنه على مدار الـ24 إلى 72 ساعة المقبلة، وفي انتظار ضمانات المرور الآمن من أطراف النزاع، يتم ترتيب بعثات إضافية لنقل المرضى بشكل عاجل من الشفاء إلى مجمع ناصر الطبي، ومستشفى غزة الأوروبي، جنوب غزة».

جهود فورية
أعربت منظمة الصحة العالمية عن القلق البالغ بشأن سلامة واحتياجات المرضى والعاملين الصحيين والنازحين داخليا، الذين يقيمون في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئيا في الشمال، والتي تواجه خطر الإغلاق بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية والغذاء، والأعمال العدائية الشديدة.

ودعت إلى ضرورة بذل جهود فورية لاستعادة العمل في مستشفى الشفاء وجميع المستشفيات الأخرى، لتقديم الخدمات الصحية التي تشتد الحاجة إليها في غزة.

وكررت منظمة الصحة العالمية نداءها لبذل جهود جماعية، لوضع حد للأعمال العدائية والكارثة الإنسانية في غزة.

أوقفوا الحرب
طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في الوقت الذي تعمل فيه المنظمة على وضع خطة لإنقاذ المرضى المتبقين من مستشفى الشفاء بقطاع غزة، في أسرع وقت ممكن.

وجاء في منشور لأدهانوم جيبريسوس، عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، أن الموظفين زاروا المستشفى ووجدوا أن الوضع يرثى له، وقال «رأى الفريق أن المستشفى لم يعد قادرا على أداء وظيفته.. لا يوجد ماء ولا طعام ولا كهرباء ولا وقود، كما استنفدت الإمدادات الطبية».

وكتب مدير منظمة الصحة العالمية «بالنظر إلى هذا الوضع المزري وحالة كثير من المرضى، بمن في ذلك الأطفال الرضع، طلب العاملون الصحيون الدعم لإجلاء المرضى الذين لا يستطيعون تلقي الرعاية المنقذة للحياة هناك بعد الآن».

تقرير الصحة العالمية عن مستشفى الشفاء:
  • 80 شخصا في مقبرة جماعية.
  • 32 طفلا خديجا في حالة حرجة.
  • 291 مريضا بين الحياة والموت.
  • 22 مريضا يخضعون للغسيل الكلوي.
  • 29 مريضا مصابون في العمود الفقري.
  • 25 عاملا صحيا فقط.

الأكثر قراءة