‎معرفة المخاطر الصحية سبيل للوقاية من "الجائحة المعاصرة"

الثلاثاء - 14 نوفمبر 2023

Tue - 14 Nov 2023

يعد "السكري" واحدًا من أسرع الأمراض المزمنة نموًا في العالم، إذ بلغ نسب وبائية في عدد من الدول. وبحسب الإتحاد الدولي لمرضالسكري (International Diabetes Federation)، فإن 537 مليون شخص حول العالم مصاب بالسكري، وفي منطقة الشرقالأوسط يبلغ هذا العدد حوالي 73 مليون، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 135.7 مليون بحلول العام 2045.

وتؤكد الدكتورة أرشانا سادهو، طبيبة الغدد الصماء ومديرة برنامج مرض السكري في مستشفى هيوستن ميثوديست، التي أشرفت علىعلاج مئات المرضى من السعودية والمنطقة، "إن المفتاح الرئيسي للوقاية من مرض السكري تكمن في معرفة المخاطر الصحية التي قد تزيدمن خطر الإصابة بالسكري". ومن أبرز التحديات التي يواجهها مرضى السكري في المنطقة العربية، الحمية المتبعة التي تتألف بشكل كبيرمن النشويات واللحوم، فضلاً عن نمط الحياة اليومي وتناول الطعام في مواعيد غير منتظمة، غالبا ما تكون متأخرة وفي الليل، مما يؤدي إلىتفاوت مستويات السكر في الدم وعدم انتظامها ضمن المعدلات الطبيعية.

وبحسب د. سادهو، هناك أنواع مختلفة من مرض السكري ويمكن أن يؤدي كل منها إلى مضاعفات خطيرة وزيادة خطر الوفاة إذا لم تتمإدارتها بشكل مناسب. وتقول د. سادهو "حوالي 90٪ من مرضى السكري هم من النوع الثاني، و5-10٪ هم من النوع الأول، وكلاهما ذومخاطر عالية. والفرق الأهم بين النوعين، هو أن السكري النوع الأول يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى حالة تهدد الحياة بشكلمباشر تسمى "الحماض الكيتوني السكري" التي تحصل بسبب الارتفاع الشديد في نسبة السكر وتراكم الأحماض في الدم، وغالبًا ماتكون "الأكثر خطورة" وفي معظم الأحيان قاتلة".

وللوقاية من مخاطر وأثر السكري، تصر د. سادهو على أهمية اتباع حمية غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 150 دقيقة أسبوعياً كحد أدنى، والعمل على إنقاص 10٪ من الوزن للحد من المضاعفات الصحية المحتملة. وتنصح د.سادهو تجنب الأطعمةالمقلية بالزيت والابتعاد عن المأكولات السريعة والمصنعة، وبتناول الوجبات المنزلية التي تحتوي على العدد المحدد من السعرات الحراريةالمناسبة للجسم، والإكثار من الفاكهة والخضروات الطازجة، واللحوم الخالية من الدهون والأسماك، على شرط أن يتم إعدادها وطهيهاباستخدام تقنيات طهي بسيطة مثل الشوي والطهي على البخار أو في الفرن، دون إضافات.

وأشارت د.سادهو إلى أهمية البرامج التوعوية حول مرض السكري والتنسيق المستمر مع الأخصائيين الصحيين للوقاية من السكري وأثارهعلى الأشخاص والمحيطين بهم. ونوهت بالبرامج التعليمية التي تنسقها هيوستن ميثوديست في اليوم العالمي للسكري الذي يصادف في 14 نوفمبر من كل عام، لنشر الوعي وتوفير الوسائل والمعلومات اللازمة لمواجهة "الجائحة المعاصرة".