أسرار المفاجأة المدوية التي فضحت الموساد
ناشونال إنترست: تحركات حماس قد تكون جزءا من استراتيجية كبرى لاستباحة غزة بريا
ناشونال إنترست: تحركات حماس قد تكون جزءا من استراتيجية كبرى لاستباحة غزة بريا
الثلاثاء - 10 أكتوبر 2023
Tue - 10 Oct 2023
أجمع المراقبون على أن هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس والفصائل الفلسطينية على إسرائيل أحدث مفاجأة مدوية في العالم، وتسبب في فضيحة كبيرة لجهاز الموساد الإسرائيلي.
وأكد إخفاق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بالهجوم، وافتقر الجيش الإسرائيلي في البداية إلى استجابة سريعة فعالة، ونجاح الفصائل الفلسطينية في الساعات الأولى من الهجوم في تحقيق أهدافها، ورغم أنه ما زال من السابق لأوانه تحديد أسباب هذه الإخفاقات، فهناك تخمينات مستندة إلى أدلة يمكن استخلاصها، وفق مجلة «ناشونال إنترست» الأمريكية.
مواجهة إيران
وأشار المحاضر في مجال الدراسات الروسية والشؤون الدولية والباحث في معهد الأمن العالمي والقومي بجامعة جنوب فلوريدا عمران محمدين، أنه في السنوات الأخير، انصب تركيز مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي إلى حد كبير على إيران وحدودها مع سوريا ولبنان.
وقال «يستخدم الإسرائيليون في الأساس قدراتهم التجسسية لمواجهة تطوير برامج إيران النووية والباليستية، وكذلك لمنع نقل المعدات العسكرية المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان عبر سوريا».
وأضاف الكاتب في تحليله «إن حالة التأهب القصوى الأخيرة في تل أبيب التي جاءت استجابة لبناء إيران وحزب الله لمطار في جنوب لبنان، وأنشطة لواء الحسين المدعوم من إيران في سوريا، ونصب حزب الله مؤخرا لخيام في مدينة الغجر كلها مؤشرات على تحول انتباه مجتمع الاستخبارات.
تدريبات القسام
وأشار إلى أن حماس وداعميها، ولا سيما إيران وحزب الله، كانوا يعولون على انصراف الانتباه هذا ويحاولون تكثيفه، وقال «بعيدا عن سبب الهفوة الاستخباراتية الإسرائيلية، فإننا بحاجة إلى فهم تأثيرها، فقبل أسابيع، وتحديدا في 12 سبتمبر الماضي، أجرت غرفة العمليات المُشتركة في قطاع غزة، التي تضم ميليشيات فلسطينية مختلفة بقيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، تدريبات عسكرية مكثفة، فقد تدربوا على الهجمات الصاروخية الجماعية، واستخدموا قدرات الطائرات المسيرة الهجومية، وصقلوا تقنيات حرب العصابات في المناطق الحضرية، واستغلت كل هذه التكتيكات في الهجوم الحالي، ورغم ذلك فشل مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي في التنبؤ بالهجوم».
ولفت إلى أنه فضلا عن صرف انتباه أجهزة الاستخبارات «يبدو أن إسرائيل حُرِمَت من إحدى مزاياها الأساسية في الهجوم الأخير، ألا وهي عنصر المفاجأة».
شلل استراتيجي
وأشار الكابت إلى أنه فيما عدا حرب أكتوبر عام 1973، وفي غالبية الصراعات الأخرى، كانت إسرائيل تقوم بهجمات جوية جماعية لإصابة الطرف الآخر بـ «الشلل الاستراتيجي»، ومع ذلك، ففي هذا الصراع، لم تحرم إسرائيل من عنصر المفاجأة وحسب، وإنما استغل هذا العنصر ضد جيشها.
واستخدم الفلسطينيون استراتيجية شبيهة بالحرب الخاطفة لمضاعفة الشلل التكتيكي، إذ حشدت قواتها على نقاط دخول محددة، ثم تقدمت بسرعة، وانتشر عناصرها بشكل دوري خلف خطوط الدفاع الإسرائيلية.
فضلا عن ذلك، يبدو أن «حماس» حاولت خلق حالة من الفوضى، وتشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي باستخدام الزوارق والطائرات الشراعية التي تعمل بمحركات.
ابتكارات حماس
وشملت ابتكارات «حماس» التعبوية أيضا استخدام أسلحة جديدة واستعراض قوة نيران غير مسبوقة، وبالنظر إلى صراعها مع إسرائيل في عام 2021، أدركت أنه رغم أنها لا تستطيع التفوق على تقنية القبة الحديدة، فقد تتفوق على قدرات إعادة تحميلها، وبتركيز نيرانهم وإطلاق العديد من الصواريخ والقذائف وطائرات الكاميكازي المسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وعقدت «حماس» الآمال على تحميل القبة الحديدة أكثر من قدراتها، ويبدو نجاحهم في هذه المهمة متفاوتا، واستلهمت الصراع الروسي-الأوكراني الدائر حاليا، فقد استخدمت طائرات مسيرة بأربع مروحيات يصعب اكتشافها لاستهداف القوات الإسرائيلية ومراكز المراقبة.
وأوضح أنه في هذا الصراع، يبدو أن «حماس» تحاول تحييد إحدى المزايا الأساسية التي تتمتع بها إسرائيل، ألا وهي التفوق الجوي. وذلك باحتجاز مئات الإسرائيليين رهائن عندها.
وفي حين أن الهدف الأساسي من احتجاز الرهائن هو على الأرجح استخدامها للمساومة في المفاوضات المستقبلية – إذ ذكرت «حماس» أيضا أن لديها ما يكفي من الرهائن لتحرير جميع السجناء الفلسطينيين.
حرب استنزاف
ويرى الكاتب أن هذه الخطة ستقيد حرية حركة سلاح الطيران الإسرائيلي، وتزيد من احتمالات حدوث أضرار جانبيةـ فإذا هاجمت إسرائيل، فستخاطر بمواطنيها، وإن لم تهاجم، فستواجه تحديات رغم ذلك
وفي النهاية، ورغم هذه التكتيكات، لا تزال القدرة العسكرية غير المتكافئة بين إسرائيل و»حماس» واضحة، فالعدوان الإسرائيلي بتفوق مطلق على جميع الأصعدة.
ويثير ذلك السؤال التالي: لماذا شن الفلسطينيون هجومهم أصلا؟ بينما تتعاقب الأحداث، قد نقترب من إجابة عن هذا السؤال.
في الوقت الراهن، يبدو أن «حماس» تعقد الآمال على أنه بالاستفادة من الرهائن، يمكنها ممارسة ضغوط على إسرائيل من أجل تخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة أو إطلاق سراح السجناء، أو ربما أن كل تحركات «حماس» هذه ما هي سوى جزء من استراتيجية أكبر الغرض منها استدراج الجيش الإسرائيلي إلى غزو بري لقطاع غزة، وإغوائه بالمشاركة في حرب استنزاف.
ضربة حماس المفاجأة.. لماذا؟
- تكبيد الجانب الإسرائيلي أكبر عدد من الخسائر.
- ممارسة الضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين.
- تخفيف القيود المفروضة على القطاع.
- محاولة إطلاق سراح سجنائهم.
- استدراج الجيش الإسرائيلي لحزب استنزاف.