ثلاثيني غامض يدير إمبراطورية الشر في أفريقيا

وول ستريت: زعيم فاغنر الجديد يعيش في قصر رئاسي ويشبه الثائر جيفارا
وول ستريت: زعيم فاغنر الجديد يعيش في قصر رئاسي ويشبه الثائر جيفارا

السبت - 23 سبتمبر 2023

Sat - 23 Sep 2023

ديميتري سيتي
ديميتري سيتي

تناثرت في شوارع عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى قمصان تحمل صورة رجل ملتح ذي شعر منسدل ومظهر غير مألوف في البلاد، تؤكد الروايات أنه القائد الجديد لمرتزقة فاغنر التي تلقب بـ»أمبراطورية الشر» في أفريقيا.

وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تحقيق لها أن الصورة، التي تذكر بالثوري تشي جيفارا، هي لـ ديميتري سيتي، البالغ من العمر 34 عاما، القائد الجديد لمجموعة فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا، والذي يقود المرتزقة منذ مقتل يفغيني بريغوجين، في عملية اغتيال حدثت في الشهر الماضي.

قصر الرئيس
وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه تم الدفع بسيتي إلى قلب معركة ناشئة حول مصير إمبراطورية فاغننر الأفريقية المترامية الأطراف، والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات من المرتزقة والذهب والخشب والماس، بسبب معرفته الوثيقة بشركاتها وشبكات التهريب، متوقعة أن يلعب الشاب الذي يجيد لغات عديدة دورا رئيسا في الفترة المقبلة.

وكانت جمهورية أفريقيا الوسطى، التي مزقتها الحرب، هي مركز أساسي لفاغنر في أفريقيا ومركز عملياتها التجارية.

وسيتي قريب جدا من السياسيين في البلاد لدرجة أنه يعيش ويعمل في فيلا فاخرة في العاصمة بانغي، كانت في السابق المقر الرسمي للرئيس، ويحيط بها معسكر للجيش يؤوي حاليا مقاتلي فاغنر.

أكثر صرامة
ويتنقل سيتي في شوارع المدينة المزدحمة في سيارة دفع رباعي من طراز تويوتا، بدون لوحات ترخيص، ويزور المطاعم الراقية وكبار المسؤولين الحكوميين، ويسافر بانتظام إلى البلدان المجاورة مثل الكاميرون وتشاد، ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت مملكة فاغنر الأفريقية ستبقى سليمة، وإلى متى سيحتفظ سيتي بسلطته.

وكان مسؤولون روس أخبروا حلفاء فاغنر الأفارقة، وهم مجموعة من الرجال الأقوياء وقادة المجلس العسكري وأمراء الحرب، أنهم سيفرضون سيطرة أكثر صرامة.

وتتصارع شركات المرتزقة الأخرى التي يديرها أفراد تربطهم علاقات وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الغنائم، حيث ينضم ممثلوها إلى الجولة الأخيرة التي قامت بها وزارة الدفاع الروسية في المعاقل الأفريقية لفاغنر.

ولاءات سيتي
وتلفت الصحيفة إلى أن سيتي يفتقر إلى علاقات بريغوجين بالكرملين، التي فتحت الأبواب أمام فاغنر مع القادة الأفارقة، كما تثير علاقاته بالرئيس الراحل تساؤلات لرؤساء المجموعة الجدد حول ولاءاته.

يستند هذا الوصف لدور سيتي في عمليات فاغنر الأفريقية إلى مقابلات مع أكثر من 10 أشخاص مطلعين، بما في ذلك عملاء المجموعة وشركاء الأعمال، والسياسيون في البلدان التي تتواجد فيها المجموعة، ومسؤولون أمنيون دوليون حاليون وسابقون.

ولم يستجب سيتي لطلبات التعليق، ولا شركة كونكورد القابضة المملوكة لبريغوجين، وهي شركة تقديم الطعام التي توسعت في العقارات والإعلام والتعدين وتمتلك أصولا في روسيا وخارجها، وقال متحدث باسم الكرملين إنه لا يستطيع التعليق على أنشطة الشركات الخاصة في أفريقيا، وإن الحكومة الروسية لديها برامج تعاون مع العديد من دول القارة.

رسالة الرئيس
في الأسابيع التي تلت وفاة بريغوجين، أبلغ رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين آركانج تواديرا موسكو أنه يريد بقاء سيتي وغيره من عملاء فاغنر القدامى في البلاد، بحجة أن إزاحتهم قد تعطل جهود حكومته لمحاربة الجماعات المتمردة، وفقا لما ذكره مسؤول سابق.

ووزع المركز الثقافي الروسي الذي يديره سيتي قمصانا عليها صورته لأول مرة في بانغي، أواخر العام الماضي، بعد إصابته بقنبلة أُرسلت إليه بالبريد هناك، وفقا لأشخاص مطلعين على عمليات فاغنر.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح الصحفيون الأصدقاء لفاغنر والشباب المؤيدون للحكومة في بانغي يرتدون هذه الملابس.

مشاريع سيتي
ويدير سيتي مشاريع فاغنر التجارية والدعائية في أفريقيا منذ منتصف العقد الماضي.

ويبرز شعره الأشعث وبنيته النحيلة بين مقاتلي فاغنر الأقوياء والمميزين بوشومهم في كثير من الأحيان.

وتنسب الصحيفة إلى أشخاص مطلعين على العمليات التجارية لفاغنر أنه يشرف على شبكة من الشركات الواجهة التي استخدمتها المجموعة لتصدير الذهب والماس والخشب والمواد الخام الأخرى من قاعدته في جمهورية أفريقيا الوسطى، وأدرجت السلطات الأمريكية والأوروبية سيتي على القائمة السوداء، بسبب عمله مع فاغنر في أفريقيا.

وساعدت العمليات التجارية لشركة فاغنر في دعم حوالي 5000 من المرتزقة في 4 دول أفريقية على الأقل، والذين اتهمتهم الحكومة الأمريكية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان باغتصاب واختطاف وقتل مدنيين.
ديميتري سيتي.. من يكون؟
  • شاب يافع يبلغ 34 عاما.
  • اشتهر بشعره الأشعث وبنيته النحيلة بين المقاتلين.
  • التحق بكلية إدارة الأعمال في باريس.
  • يتقن اللغات الروسية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية.
  • يدير وسائل الإعلام التي تمولها فاغنر وحملات وسائل التواصل الاجتماعي.
  • يشارك في الدعاية المناهضة للغرب والمصممة لدعم القادة الأصدقاء لموسكو.
  • موجود ضمن القائمة السوداء لأمريكا وأوروبا.