أرقام مفزعة تضاعف فاجعة المغرب

المتضررون تجاوزوا 4 ملايين شخص.. والإعمار يحتاج 11 مليار دولار أمريكي
المتضررون تجاوزوا 4 ملايين شخص.. والإعمار يحتاج 11 مليار دولار أمريكي

السبت - 23 سبتمبر 2023

Sat - 23 Sep 2023




دمار كبير خلفه الزلزال في مراكش المغربية                                                                             (مكة)
دمار كبير خلفه الزلزال في مراكش المغربية            (مكة)

كشفت الحكومة المغربية عن أرقام مفزعة خلفها الزلزال الذي ضرب مراكش وبعض المناطق في الأيام الماضية، تعكس حجم الدمار الذي لحق بالبلد العربي الذي يواجه معاناة حقيقية.

وبالتواكب أعلنت الدولة عن خطط لإعادة الإعمار في 6 أقاليم تشمل استخدام الحطام والأنفاض في إعادة الإعمار، بهدف الإسراع في إعادة الحياة للكثير من القرى التي تواجه صعوبات كبيرة في العيش بأمان؟
وقالت السلطات المغربية إن عدد الانهيارات التي تسبب فيها الزلزال الذي ضرب البلاد في وقت سابق هذا الشهر، وصلت إلى نحو 60 ألف انهيار في 6 أقاليم.

أرقام مفزعة
قال المسؤول بوزارة الاقتصاد والمالية فوزي لقجع، في عرض أمام لجنتي المالية والتنمية الاقتصادية بالبرلمان المغربي، «إن مجموع الانهيارات التي تسبب فيها الزلزال الذي ضرب 6 أقاليم مغربية، هو 59,647 انهيارا» وهو رقم مفزع لم يكن أحد يتوقعه.

وكشف أن 163 جماعة تضررت، تمثل 68% من مجموع الجماعات المتواجدة بالمناطق التي ضربها الزلزال، فيما بلغ عدد الدواوير المتضررة 2930، تمثل 5% من مجموع الدواوير (المجتمعات الريفية) المتضررة.

وأعلن القصر الملكي في المغرب أن الميزانية المتوقعة لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، يقدر بنحو 11.7 مليار دولار على مدار 5 سنوات.

50 ألف مسكن
من المقرر أن يستفيد من هذا المبلغ حوالي 4.2 ملايين شخص من ضحايا الزلزال، حيث أدى الزلزال إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص، وإصابة آلاف آخرين، عندما ضرب ولاية الحوز جنوب مدينة مراكش السياحية في 8 سبتمبر. وأعلن المغرب الأسبوع الماضي برنامجا لإعادة الإيواء، يشمل في مرحلة أولية نحو 50 ألف مسكن دمره الزلزال، إضافة إلى مبادرات لإعادة الإعمار، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي.

وتعيش المناطق المنكوبة من الزلزال معاناة كبيرة رغم وصول الكثير من المساعدات، لكن الكثيرين اشتكوا أنهم يعيشون بلا مياه أو كهرباء أو أماكن تأويهم.

مقترحات الإعمار
بعد فاجعة الزلزال الذي ضرب مناطق في المغرب، قدم خبراء مقترحاتهم في إعادة بناء المناطق المتضررة باستخدام الأنقاض من خلال إعادة استخدام مواد البناء المحلية الناتجة عن الردم. واتفق على هذا المقترح في لقاء جمع خبراء من مكاتب الهندسة والعمارة ومختبرات البناء والمراقبة والأشغال العمومية والمقاولات بحسب تقرير نشره موقع «هسبريس». وقال رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين بالمغرب شكيب بن عبدالله لـ»هسبريس» إن استخدام المواد الناتجة عن الردم خطوة مهمة باعتبارها مواد محلية تتناسب وطبيعة المجال المستخدمة، وتمنحنا بناء إيكولوجيا (صديقا للبيئة)، وأضاف أن للوصول لهذا الأمر في البداية يجب فرز المواد وتوظيف الصالحة منها فقط، ثم معالجتها لضمان متانتها.

الحطام لإعادة الإعمار
في حالة المغرب، فإن البيئة الجديدة التي ظهرت بعد الزلزال نتج عنها الكثير من الحطام، وهو ما يعني إمكانية إعادة استخدامه في البناء.

تدوير الأنقاض
قاد مستشار التنمية المستدامة جيرارد ستاين مشروعا في هولندا لإعادة تدوير الأنقاض الناجمة عن الكوارث الطبيعية والحروب في هولندا، حيث أنشأ مصنعا متنقلا يبتلع الركام من أحد طرفيه ويحوله إلى مكعبات بناء على شكل ليغو، بحسب تقرير نشره الموقع الالكتروني للمنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع تومسون رويترز، وسعى من خلال هذا المشروع لإنشاء مساكن آمنة بيئيا من خلال إنتاج قطع البناء من الركام بتكاليف قليلة.

وقال ستاين «في الكوارث يكون لديك أكوام وأكوام من الركام والنفايات، وإذا كنت غنيا فإنك تشتري المزيد من الطوب وتعيد بناء منزلك».

وأضاف متسائلا «ماذا يحدث إذا كنت فقيرا؟ في الكوارث أفقر الناس هم من يعيشون في أضعف المنازل ويفقدون منازلهم أولا»، مشيرا إلى أن البداية كانت هنا ماذا لو أعدت تدوير الأنقاض لإعادة بناء منازل أفضل للفقراء؟».

أرقام الدمار في المغرب:
  • 11,7 مليار دولار للإعمار
  • 4.2 ملايين متضرر
  • 2930 دائرة
  • 163 جماعة
  • 3000 قتيل
  • 59,647 انهيارا
تصاميم مبتكرة
وأطلقت فكرة ستاين العنان لمهندسين من جامعة دلفت في هولندا للقيام باختبارات لبناء أول مجتمع من الأنقاض بالكامل في هايتي التي تعرضت لكوارث طبيعية.

ودعا خبراء مغربيون إلى ضرورة اقتراح تصاميم هندسية مبتكرة وتقنيات جديدة تستجيب للخاصيات المعمارية المحلية؛ وإعداد مسح طبوغرافي.. للأماكن المتضررة قبل وبعد إزالة الردوم، ثم مواكبة السكان وإشراكهم في كل مراحل البناء عبر التكوين والتوعية، بحسب «هسبيريس».

وتضرر حوالي 32% من المنازل بانهيارات كاملة، بحسب ما قال الوزير المنتدب المكلف بالميزانية في المغرب، فوزي لقجع، أمام البرلمان.

المنفعة المتبادلة
يعتمد البناء الإيكولوجي على الترابط مع البيئة المحلية لمكان البناء نقسه، من خلال بناء ما يشبه المنفعة المتبادلة بإعادة استخدام ما هو متوفر في البيئة المحيطة، وبما يتلاءم مع الجيولوجيا والمناخ المحلي. وهو يختلف عما يعرف بـ»الأبنية الخضراء» أو «الأبنية المستدامة»، إذ إنه يعتمد على التفاعل الإيجابي بما توفره البيئة المحيطة.

طحن الركام
تقوم فكرة إعادة الإعمار على طحن الركام وتحويله إلى كتل خرسانية عالية الجودة، مثل قطع «الليغو»، مما يجعل استخدامه أمرا سهلا حتى للأشخاص غير المحترفين في بناء المنازل والمباني.

وتنصح وكالة حماية البيئة الأمريكية بضرورة التخطيط جيدا عند التعامل مع حطام المباني المتضررة، إذ قد تشكل عمليات التنظيف بعد وقوع الكوارث تحديات صحية وبيئة كبيرة يمكن أن تعرض الناس لمخاطر تهدد حياتهم.

وشددت أنه يجب التعامل بحذر خاصة مع المواد الكيميائية التي قد تكون في بعض المنازل، وقد يسبب تسربها أضرارا للمواطنين والبيئة، إضافة إلى تجنب ما قد ينشأ من مشاكل ترتبط بالعفن أو البكتيريا أو الحشرات داخل الركام.