انكشاف حقيقة الأوطان بالكوارث
الاثنين - 18 سبتمبر 2023
Mon - 18 Sep 2023
لكل بلد يوم امتحان قادم، فيه يكرم الوطن أو يضام، وحسب ما يقدمه على أوراق الامتحان، الفجائي.
الكوارث الطبيعية هي أسئلة تلك الامتحانات المستكشفة، التي تثبت مدى استعداد وعي وتحصيل الوطن التراكمي، قدراته، بنيته الأساسية، وتقديمه لسلامة وحماية المواطن والمقيم، وممتلكاتهم على كل الأهميات.
اختبارات كوارث طبيعية فجائية يفرضها زلازل، أو فيضان، أو توسونامي، أو أمطار وعواصف تجتاح أجزاء من الدولة، كما حصل في المغرب وليبيا مؤخرا.
امتحانات تفضح المكنون، وتشرح جودة ومتانة الموجود، من بنى تحتية، وتخطيط واستعدادات، وجودة تكوين وعصرانية للطرق والجسور والأنفاق والسدود، وجاهزية عمليات البحث، وسرعة التدخل والإنقاذ بفرق متخصصة، وأليات رفع الأنقاض، وشفط وتصريف المياه وإصلاح الكهرباء والاتصالات، وبناء المعسكرات المؤقتة والتدخل الطبي والإعاشي.
قضاء وقدر! نعم، ولكن بعض الأوطان تعمل جاهدة لمواجهة أي امتحان قادم، فتبني وتدعم كياناتها بإخلاص وقوة، وبعضها تترك الأمر للظروف، والموجود، وحصول التجربة!
نفس الكارثة تحدث لدولة مؤسسة بالعلم والتخطيط وإخلاص العمل لمواجهة الظروف الطارئة، فتكون حالات الموت والكسور والجروح والتشرد أقل، وتكون التلفيات وفترة المعالجة أقوم عن دول غافلة عن سلامة المواطن لا تعير الامتحان القادم أي اهتمام.
قيادة وطن يهتم، وسياسة تعمل وتكترث، تفترق كثيرا عن قيادة تدعي الكمال وتغفو، منشغلة بالقشور، واللمعة، والاستفادة من تأخر أو غياب الامتحانات.
تفوز الدول التي تحترم أولوية إنشاء وتقوية وتدريب فرق الإنقاذ على مدى الساعة، فتكون توصياتها وتدخلاتها مقدرة نافذة، بمعرفة وقياس واستنباط، وعلم وإمكانيات متجددة، وسيناريوهات يتم تجريبها وتمكينها تحسبا للحظات عسر الامتحان، فلا تكون التهيئة هشة عمياء، باستجابة ضعيفة عشوائية عديمة فائدة.
وتخفق دولا تخلط أولوياتها بلمعة صورتها الخارجية، مكابرة تدعي الكمال، كون رؤيتها المستقبلية تبحث عن النجاحات السريعة، التي يفشلها مجرد توزيع أسئلة الاختبار.
الحوادث والكوارث طبيعة حياة تتكرر، وتنتقل من بلد لآخر، لا بترتيب أبجدي، ولا جغرافي، ولا حدسي، ما يجعل نجابة وعي حكومات الأوطان ضرورة، وقدرة وتمكن يعطي الفوائد، ويقلل من الأخطار والخسائر.
قيام الدولة عند الكارثة باستنفار العمل العشوائي وإشراك الجيوش والطائرات العمودية، وأيادي المتطوعين لا يعني أنها درست واستعدت.
التخفيف عن المصابين وتعيين أيام حداد وطنية، لا يمكن أن يمسح صور التقصير.
السماح للإعلام الداخلي والخارجي وسيلة الدول المنكوبة المقصرة، لتغطية أخطائها، وتكاسل تحصيلها، والقفز على محاسبة المقصرين الجاثمين فوق كراسيهم لا يفيدون إلا أنفسهم، وهم آخر من يتعلمون.
فتح المداخل والموانئ والمطارات، وطلب العون من القريب والبعيد، ضعف حيلة وخيبة وسيلة مهما ساعدت ومهما قللت من أضرار الكوارث، فحياة الأموات لا تعود، والبناء المغشوش والشارع القشري ينذر بتكرار الكوارث.
تكوين اللجان لحصر الخسائر، والبدء في إعطاء التعويضات، وإعادة البناء، ليست إلا سبوبة لتجار الكوارث، وفساد جديد يقفز على محاسبة المقصرين، ولا يعتبر من تجارب الماضي.
الكوارث أنماط حياة، وبلد يحير ويصاب ساعة الكارثة بالصدمة، ويمعن بالأعمال غير المدروسة يؤكد فشله الذريع، فأساس ذلك بناء وطني قويم، ونية مسبقة لتلافي سوء نتائج الامتحان، ودون مواربة وادعاء استبصار حلول مستقبلية، بوعود ومخططات كاذبة، تفترض بقاء المسؤولين المستفيدين، فوق براشيم غش كتبت بحبر سري.
shaheralnahari@
الكوارث الطبيعية هي أسئلة تلك الامتحانات المستكشفة، التي تثبت مدى استعداد وعي وتحصيل الوطن التراكمي، قدراته، بنيته الأساسية، وتقديمه لسلامة وحماية المواطن والمقيم، وممتلكاتهم على كل الأهميات.
اختبارات كوارث طبيعية فجائية يفرضها زلازل، أو فيضان، أو توسونامي، أو أمطار وعواصف تجتاح أجزاء من الدولة، كما حصل في المغرب وليبيا مؤخرا.
امتحانات تفضح المكنون، وتشرح جودة ومتانة الموجود، من بنى تحتية، وتخطيط واستعدادات، وجودة تكوين وعصرانية للطرق والجسور والأنفاق والسدود، وجاهزية عمليات البحث، وسرعة التدخل والإنقاذ بفرق متخصصة، وأليات رفع الأنقاض، وشفط وتصريف المياه وإصلاح الكهرباء والاتصالات، وبناء المعسكرات المؤقتة والتدخل الطبي والإعاشي.
قضاء وقدر! نعم، ولكن بعض الأوطان تعمل جاهدة لمواجهة أي امتحان قادم، فتبني وتدعم كياناتها بإخلاص وقوة، وبعضها تترك الأمر للظروف، والموجود، وحصول التجربة!
نفس الكارثة تحدث لدولة مؤسسة بالعلم والتخطيط وإخلاص العمل لمواجهة الظروف الطارئة، فتكون حالات الموت والكسور والجروح والتشرد أقل، وتكون التلفيات وفترة المعالجة أقوم عن دول غافلة عن سلامة المواطن لا تعير الامتحان القادم أي اهتمام.
قيادة وطن يهتم، وسياسة تعمل وتكترث، تفترق كثيرا عن قيادة تدعي الكمال وتغفو، منشغلة بالقشور، واللمعة، والاستفادة من تأخر أو غياب الامتحانات.
تفوز الدول التي تحترم أولوية إنشاء وتقوية وتدريب فرق الإنقاذ على مدى الساعة، فتكون توصياتها وتدخلاتها مقدرة نافذة، بمعرفة وقياس واستنباط، وعلم وإمكانيات متجددة، وسيناريوهات يتم تجريبها وتمكينها تحسبا للحظات عسر الامتحان، فلا تكون التهيئة هشة عمياء، باستجابة ضعيفة عشوائية عديمة فائدة.
وتخفق دولا تخلط أولوياتها بلمعة صورتها الخارجية، مكابرة تدعي الكمال، كون رؤيتها المستقبلية تبحث عن النجاحات السريعة، التي يفشلها مجرد توزيع أسئلة الاختبار.
الحوادث والكوارث طبيعة حياة تتكرر، وتنتقل من بلد لآخر، لا بترتيب أبجدي، ولا جغرافي، ولا حدسي، ما يجعل نجابة وعي حكومات الأوطان ضرورة، وقدرة وتمكن يعطي الفوائد، ويقلل من الأخطار والخسائر.
قيام الدولة عند الكارثة باستنفار العمل العشوائي وإشراك الجيوش والطائرات العمودية، وأيادي المتطوعين لا يعني أنها درست واستعدت.
التخفيف عن المصابين وتعيين أيام حداد وطنية، لا يمكن أن يمسح صور التقصير.
السماح للإعلام الداخلي والخارجي وسيلة الدول المنكوبة المقصرة، لتغطية أخطائها، وتكاسل تحصيلها، والقفز على محاسبة المقصرين الجاثمين فوق كراسيهم لا يفيدون إلا أنفسهم، وهم آخر من يتعلمون.
فتح المداخل والموانئ والمطارات، وطلب العون من القريب والبعيد، ضعف حيلة وخيبة وسيلة مهما ساعدت ومهما قللت من أضرار الكوارث، فحياة الأموات لا تعود، والبناء المغشوش والشارع القشري ينذر بتكرار الكوارث.
تكوين اللجان لحصر الخسائر، والبدء في إعطاء التعويضات، وإعادة البناء، ليست إلا سبوبة لتجار الكوارث، وفساد جديد يقفز على محاسبة المقصرين، ولا يعتبر من تجارب الماضي.
الكوارث أنماط حياة، وبلد يحير ويصاب ساعة الكارثة بالصدمة، ويمعن بالأعمال غير المدروسة يؤكد فشله الذريع، فأساس ذلك بناء وطني قويم، ونية مسبقة لتلافي سوء نتائج الامتحان، ودون مواربة وادعاء استبصار حلول مستقبلية، بوعود ومخططات كاذبة، تفترض بقاء المسؤولين المستفيدين، فوق براشيم غش كتبت بحبر سري.
shaheralnahari@