علي فقندش: مِنَح تأريخ الفن السعودي.. ترصد تنوعنا وثراءنا

أشاد المؤرخ والناقد الفني علي فقندش بمِنَح تأريخ الفن السعودي، التي أطلقتها وزارة الثقافة بهدف سبر تطوراته ومنجزاته والعوامل المؤثرة فيه والرؤى النقدية والفلسفية والثقافية التي شكّلته، كما وصفها بالخطوة المهمة التي تدفع بالمجال الفني إلى مزيد من النشاط والحيوية.

وقال: "أبهجتني التطورات المبذولة من وزارة الثقافة حيث تأتي هذه المنحة امتداداً لجهودها، التي تسهمبتمكين الباحثين من التسجيل والتوثيق ودراسة نتاج الفن الإبداعي منذ تأسيس المملكة. وأزعم بأن تاريخَنا الفني ممتلئٌ بالأعمال الأدائية والفنية والتعبيرية والموسيقية، وقد افتقدنا لمن يرصدها بجدية ووضوح".

وأشار إلى أن المنحة قادرةٌ على النهوض بفنون الأعمال الموسيقية والأدائية، وتسليط الضوء عليها في سبيل تدوين هذه الجهود التي تُعتبر تراثاًيستوضح ملامح ما تزخر به المملكة من إرثٍ فني في مجالات الفنون الأدائية والموسيقية.

وأضاف: "هناك موائمةٌ بين عدة ألوانٍ سعوديةٍأدائية، وأيضاً فإن لنا الأسبقيةَ بين الأمم في الفنون الحركية، وهي تتميز باعتمادها على الإيقاع وتنوعه من منطقةٍ لأخرى، ففي العرضة نلحظ تمايزاً في تنفيذها بمختلف مناطق المملكة، ولا شك أننا نملك كنزاً هائلاً من الفنون الأدائية المنصهرة مع الموسيقى، ولذا تراثُنا هو عبارةٌ عن لوحاتٍ أدائيةٍضخمة".

كما أوضح بأن الملحنين الكبار في تاريخ الغناء السعودي استلهموا الكثير من إنتاجاتهم من هذه الإيقاعات المتنوعة والغنية بين البحرية والصحراوية والجبلية، مستشهداً بإيقاع "الخبيتي" المنتشرمحلياً والذي صُدّر لاحقاً إلى العالم العربي، ومشيراًإلى أن الملحن طلال باغر قد عمل أول لحن خبيتي،والذي غناه نبيل شعيل في أغنية "يا ناس".

يُذكر أن مِنَح تأريخ الفن السعودي التي أطلقتها وزارة الثقافة تهدف لتغطية مجالاتٍ بحثية في الفنونالبصرية بجميع أنواعها، والفنون الأدائية والفنون الموسيقية، والفنون السينمائية، فيما تسعى الوزارة من خلالها إلى الحفاظ على الإرث الثقافي للمملكة بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة،والمنبثقة من رؤية السعودية 2030 وأهدافِها الاستراتيجية التي تشمل تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة.