نساء وأطفال يهربون من السودان سيرا على الأقدام
يتعرضون لمآس إنسانية في الطريق إلى تشاد
يتعرضون لمآس إنسانية في الطريق إلى تشاد
الخميس - 24 أغسطس 2023
Thu - 24 Aug 2023
حمل سودانيون أطفالهم على ظهورهم وفروا من إقليم دارفور إلى تشاد المجاورة، سيرا على الأقدام، بحثا عن الأمان وخوفا من اشتباكات الجنرالات التي هددت مضاجعهم، وجعلتهم يعيشون كوابيس إنسانية.
قصص مأساوية مؤلمة تتردد كل يوم في مركز «أورا» لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري، شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، حيث يعيش آلاف اللاجئين في خيم من القماش، مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية، بينما تدور الحرب على السلطة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، ونزوح أكثر من 4 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. وفقا لموقع قناة (الحرة) الأمريكية.
جنح الظلام
ربطت الشابة السودانية حواء موسى (30 عاما) طفلها الصغير إلى ظهرها، وأمسكت بيد طفلها الآخر، وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور، إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان، متوجهة إلى الحدود التشادية، وتمكنت من الهرب في يونيو، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد.
تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة فرانس برس قصة فرارها، قائلة: «كنت حاملا آنذاك، ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر». وكان القتال مستعرا يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين، من أن عدد الذين يلجؤون إلى تشاد هربا من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان «يتزايد بسرعة كبيرة»، وقد بلغ حوالي 90 ألف لاجئ.
نسير حفاة
تروي السودانية سعاد إبراهيم (41 عاما)، باكية، معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيرا على الأقدام حتى أدري في تشاد، تقول: «تجولنا حفاة حول الجنينة لـ7 أيام.. ورغم اطلاعنا على طريق للخروج، أصيب 4 منا».
وتؤكد سعاد التي كانت في أشهر حملها الأخيرة: «لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر 4 سنوات على ظهري، وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة»، لمسافة 35 كلم.
وتبدو الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر، خاصة على النساء، إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود.
ضحايا الاغتصاب
كانت «هيومن رايتس ووتش» وثقت 78 ضحية أو ناجية من الاغتصاب بين 24 أبريل و26 يونيو في مدينة الجنينة، وفي الطريق إلى تشاد، ولفتت إلى إن المهاجمين «يستهدفون النساء من إثنية المساليت»، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.
ولكشف جانب من تلك المعاناة، يقول السوداني، آدم هارون، البالغ من العمر 39 عاما ، وقد انضم حديثا إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد: «زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد».
ويضيف: «هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق، وأصيبت زوجتي برصاصة في ساقها»، لافتا إلى أن «إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حاليا».
مجازر المدنيين
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا إلى تشاد من القتال الدائر في بلادهم، قد يحرمون من المساعدات الإنسانية والطبية، مع اقتراب موسم الأمطار.
وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور، بأن الإقليم شهد «مجازر ارتُكبت في حق مدنيين، وهجمات بدوافع عرقية، وعمليات قتل ارتكبتها قوات الدعم السريع خاصة، وميليشيات قبلية عربية متحالفة معها».
وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية عام 2003، هاجمت خلالها عناصر ميليشيات الجنجويد التي سبقت تشكل قوات الدعم السريع، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير، متمرّدين من أقليات عرقية، وامتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن، مخلفة نحو 300 ألف قتيل، و2,5 مليون نازح. حسب الأمم المتحدة.
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسؤولين آخرين، إلا أن مشتبها واحدا فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة.
انتشار الجثث
قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل، كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليونا، يقيمون في إقليم دارفور، الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، وفر معظم لاجئي أورا من الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث تقدّر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة، جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية»، وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.
وتحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع، وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة، سواء في العاصمة أو في دارفور، ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، مطلع أغسطس الجاري، مجلس الأمن الدولي إلى «حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى».
أنقذوا الأطفال
أفادت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) البريطانية غير الحكومية، بأن «ما لا يقل عن 498 طفلا، وربما مئات آخرين، ماتوا جوعا في السودان خلال 4 أشهر من القتال».
وحذر مدير المنظمة في السودان، عارف نور، في بيان، من أنه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع، «يموت الأطفال من الجوع، في حين كان من الممكن تجنب ذلك تماما».
وأضاف: «ما لا يقل عن 498 طفلا في السودان وربما مئات آخرين ماتوا جوعا منذ بدء الحرب في 15 أبريل، لم نتخيل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعا، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان». وهناك كذلك خشية من أن يزداد الوضع سوءا بعد أن اضطُرّت المنظمة غير القادرة على استئناف نشاطها وسط المعارك، إلى التوقف عن علاج «31,000 طفل يعانون سوء التغذية».
انتصارات زائفة
استمر تغني فرقاء الحرب في السودان ببطولات زائفة، وأعلنت القوات المسلحة السودانية أن سلاح المدرعات تمكن مجددا من «دحر محاولة هجوم فاشلة من ميليشيات المتمرد حميدتي، التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر كبيرة».
وأضافت: «تبسط قواتنا حاليا كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وفي كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة».
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت «انتصارا جديدا على قوات الانقلابيين وكتائب النظام البائد، بقيادة المدرعات الشجرة بالخرطوم»، مضيفة بأن عناصرها «تمكنوا من السيطرة على مجمل المعسكر عدا جيوب صغيرة جار التعامل معها».
وقالت: «تمكن الأشاوس من السيطرة على عدد 101 دبابة، و90 مدرعة، و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، وما زالت عمليات الحصر والتمشيط جارية، بعد احتماء قوات العدو بالمنازل والبنايات المجاورة لمقر قيادة المدرعات».
تزايد ضحايا حرب السودان
قصص مأساوية مؤلمة تتردد كل يوم في مركز «أورا» لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري، شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، حيث يعيش آلاف اللاجئين في خيم من القماش، مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية، بينما تدور الحرب على السلطة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص، ونزوح أكثر من 4 ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها. وفقا لموقع قناة (الحرة) الأمريكية.
جنح الظلام
ربطت الشابة السودانية حواء موسى (30 عاما) طفلها الصغير إلى ظهرها، وأمسكت بيد طفلها الآخر، وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور، إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان، متوجهة إلى الحدود التشادية، وتمكنت من الهرب في يونيو، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد.
تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة فرانس برس قصة فرارها، قائلة: «كنت حاملا آنذاك، ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر». وكان القتال مستعرا يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الاثنين، من أن عدد الذين يلجؤون إلى تشاد هربا من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان «يتزايد بسرعة كبيرة»، وقد بلغ حوالي 90 ألف لاجئ.
نسير حفاة
تروي السودانية سعاد إبراهيم (41 عاما)، باكية، معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيرا على الأقدام حتى أدري في تشاد، تقول: «تجولنا حفاة حول الجنينة لـ7 أيام.. ورغم اطلاعنا على طريق للخروج، أصيب 4 منا».
وتؤكد سعاد التي كانت في أشهر حملها الأخيرة: «لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر 4 سنوات على ظهري، وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة»، لمسافة 35 كلم.
وتبدو الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر، خاصة على النساء، إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود.
ضحايا الاغتصاب
كانت «هيومن رايتس ووتش» وثقت 78 ضحية أو ناجية من الاغتصاب بين 24 أبريل و26 يونيو في مدينة الجنينة، وفي الطريق إلى تشاد، ولفتت إلى إن المهاجمين «يستهدفون النساء من إثنية المساليت»، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور.
ولكشف جانب من تلك المعاناة، يقول السوداني، آدم هارون، البالغ من العمر 39 عاما ، وقد انضم حديثا إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد: «زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد».
ويضيف: «هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق، وأصيبت زوجتي برصاصة في ساقها»، لافتا إلى أن «إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حاليا».
مجازر المدنيين
قالت منظمة أطباء بلا حدود إن آلاف اللاجئين السودانيين الذين فروا إلى تشاد من القتال الدائر في بلادهم، قد يحرمون من المساعدات الإنسانية والطبية، مع اقتراب موسم الأمطار.
وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور، بأن الإقليم شهد «مجازر ارتُكبت في حق مدنيين، وهجمات بدوافع عرقية، وعمليات قتل ارتكبتها قوات الدعم السريع خاصة، وميليشيات قبلية عربية متحالفة معها».
وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية عام 2003، هاجمت خلالها عناصر ميليشيات الجنجويد التي سبقت تشكل قوات الدعم السريع، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير، متمرّدين من أقليات عرقية، وامتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن، مخلفة نحو 300 ألف قتيل، و2,5 مليون نازح. حسب الأمم المتحدة.
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسؤولين آخرين، إلا أن مشتبها واحدا فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة.
انتشار الجثث
قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل، كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليونا، يقيمون في إقليم دارفور، الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، وفر معظم لاجئي أورا من الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث تقدّر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة، جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية»، وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.
وتحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع، وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة، سواء في العاصمة أو في دارفور، ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، مطلع أغسطس الجاري، مجلس الأمن الدولي إلى «حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى».
أنقذوا الأطفال
أفادت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) البريطانية غير الحكومية، بأن «ما لا يقل عن 498 طفلا، وربما مئات آخرين، ماتوا جوعا في السودان خلال 4 أشهر من القتال».
وحذر مدير المنظمة في السودان، عارف نور، في بيان، من أنه في بلد كان يعاني ثلث سكانه قبل الحرب من الجوع، «يموت الأطفال من الجوع، في حين كان من الممكن تجنب ذلك تماما».
وأضاف: «ما لا يقل عن 498 طفلا في السودان وربما مئات آخرين ماتوا جوعا منذ بدء الحرب في 15 أبريل، لم نتخيل قط رؤية هذا العدد الكبير من الأطفال يموتون جوعا، لكن هذا هو الواقع الجديد في السودان». وهناك كذلك خشية من أن يزداد الوضع سوءا بعد أن اضطُرّت المنظمة غير القادرة على استئناف نشاطها وسط المعارك، إلى التوقف عن علاج «31,000 طفل يعانون سوء التغذية».
انتصارات زائفة
استمر تغني فرقاء الحرب في السودان ببطولات زائفة، وأعلنت القوات المسلحة السودانية أن سلاح المدرعات تمكن مجددا من «دحر محاولة هجوم فاشلة من ميليشيات المتمرد حميدتي، التي لاذت بالفرار بعد تلقيها خسائر كبيرة».
وأضافت: «تبسط قواتنا حاليا كامل سيطرتها على سلاح المدرعات وفي كامل الجاهزية للتصدي لأي محاولات جديدة».
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت «انتصارا جديدا على قوات الانقلابيين وكتائب النظام البائد، بقيادة المدرعات الشجرة بالخرطوم»، مضيفة بأن عناصرها «تمكنوا من السيطرة على مجمل المعسكر عدا جيوب صغيرة جار التعامل معها».
وقالت: «تمكن الأشاوس من السيطرة على عدد 101 دبابة، و90 مدرعة، و21 عربة قتالية، وكميات من الأسلحة والذخائر، وما زالت عمليات الحصر والتمشيط جارية، بعد احتماء قوات العدو بالمنازل والبنايات المجاورة لمقر قيادة المدرعات».
تزايد ضحايا حرب السودان
- 5 آلاف قتيل
- 16 ألف مصاب
- 4 ملايين نازح
- 1.2 مليون فروا للخارج
- 24 مليونا يواجهون أزمة إنسانية
- 498 طفلا ماتوا جوعا