أزعور يهزم فرنجية وحزب الله

صوت ضائع يثير الجدل.. وانسحاب مريب يفشل الجلسة ثانية بري: كفوا عن تبادل الاتهامات بإطالة أمد الفراغ الرئاسي 12 مرة بلا توافق.. والفراغ يستمر للشهر الثامن على التوالي الرئيس المحتمل يدعو إلى مشهد جديد لإخراج لبنان من الأزمة
صوت ضائع يثير الجدل.. وانسحاب مريب يفشل الجلسة ثانية بري: كفوا عن تبادل الاتهامات بإطالة أمد الفراغ الرئاسي 12 مرة بلا توافق.. والفراغ يستمر للشهر الثامن على التوالي الرئيس المحتمل يدعو إلى مشهد جديد لإخراج لبنان من الأزمة

الخميس - 15 يونيو 2023

Thu - 15 Jun 2023

للمرة الـ12 على التوالي أخفق مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد تعذر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب، رغم نجاح جهاد أزعور وزير المالية السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي في هزيمة سليمان فرنجية مرشح حزب الله وحركة أمل.

وتفوق أزعور الذي يترشح للمرة الأولى بشكل لافت وحصل على 59 صوتا، مدعوما من القوى السياسية المعارضة، في مقابل 51 صوتا لمرشح حزب الله وأمل، بعد أن بلغ عدد المقترعين 128 صوتا.

وينتخب رئيس الجمهورية اللبنانية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين (86 عضوا) من أصوات مجلس النواب في الدورة الأولى، وإذا لم يحصل المرشح على أصوات تلثي عدد النواب المطلوب للفوز، تجري عملية اقتراع جديدة ويكتفي المرشح بالغالبية المطلقة من الأصوات (65 صوتا).

ورقة ضائعة

وانتهت الجلسة بلغط كبير بعدما تبين أن هناك ورقة اقتراع ضائعة، ولوحظ أن عددا كبيرا من النواب المؤيدين لـ «حزب الله» كانوا يقترعون ويغادرون القاعة فورا، في موقف يهدف إلى تعطيل حصول دورة ثانية التي كانت ستحسم الأمر لصالح أزعور رئيسا للبنان، وجاءت النتيجة بفارق ثمانية أصوات لمصلحة جهاد أزعور على سليمان فرنجية.

وشهدت الجلسة اهتماما دوليا لافتا، إذ دعت فرنسا والولايات المتحدة، النواب اللبنانيين إلى انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة الأربعاء، معربتين عن أملهما أن تكون هذه الجلسة، بخلاف سابقاتها، بوابة للخروج من الأزمة التي يتخبط فيها لبنان.

وكانت ولاية رئيس الجمهورية السابق العماد ميشيل عون انتهت في 31 أكتوبر الماضي، ودخل لبنان مرحلة الشغور الرئاسي، ولم يتمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد 11 جلسة خصصت لهذا الشأن، كان أولها في 29 سبتمبر 2022، وآخرها في 19 يناير الماضي.

تبادل الاتهامات

ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس إلى الكف عن تبادل الاتهامات بإطالة أمد الفراغ الرئاسي، مطالبا بـ «الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وذلك بالتوافق وعن طريق الحوار».

وقال «كفى رميا بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ، ولنعترف جميعا بأن الإمعان بهذا السلوك والدوران في هذه الحلقة المفرغة وانتهاج سياسة الإنكار لن نصل إلى النتيجة المرجوة التي يتطلع إليها اللبنانيون والأشقاء العرب والأصدقاء في كل أنحاء العالم، الذين ينتظرون منا أداء وسلوكا يليق بلبنان وبمستوى التحديات والمخاطر التي تهدده».

وأضاف «إن بداية البدايات لذلك هو الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وذلك لن يتحقق إلا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار».

واعتبر أن الحوار يجب أن يكون «بدون شروط ولا يلغي حق أحد بالترشح»، داعيا إلى «حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤية مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين، حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة»، وتابع بري «آن الأوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون؟».

مشهد جديد

وشكر الوزير الأسبق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، النواب الذين صوتوا له خلال الجلسة النيابية الـ 12، متمنيا أن يكون المشهد الجديد حافزا على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة.

وقال عقب انتهاء الجلسة التي حصل فيها على أعلى عدد من أصوات النواب، في بيان «أتقدم بالشكر والتقدير من جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من الجلسة». وأضاف «أتمنى أن يكون المشهد الجديد حافزا على التلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، من خلال احترام ما عبرت عنه غالبية النواب».

إحقاق وطني

وتوجه رئيس تيار المردة الوزير الأسبق سليمان فرنجية، في تصريح بالشكر للنواب الذين انتخبوه ولرئيس المجلس نبيه بري، قائلا «ثقتهم أمانة، نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بناء مع الجميع نبني عليه للمرحلة المقبلة لإحقاق المصلحة الوطنية».

وتأتي الجلسة الـ12 بعدما امتنع رئيس البرلمان نبيه بري عن الدعوة إلى عقد جلسة انتخابية منذ نحو خمسة أشهر، جرت خلالها تطورات واتصالات سياسية أفضت إلى «تقاطع» المعارضة المؤلفة من حزبي «القوات اللبنانية» و «الكتائب» ومستقلون و «تغييريون» من جهة، و «التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، على اسم جديد هو المسؤول البارز في «صندوق النقد الدولي» جهاد أزعور، بعدما كان الحزب والنواب الدائرون في فلكه يصفون المرشح معوض بأنه «مرشح» تحد».

خيار ثالث

وأعلن الثنائي الشيعي «حزب الله وحركة أمل» دعمه الصريح لمرشحه سليمان فرنجية، في حين تحدث بعض النواب المستقلون عن احتمال التقدم بخيار ثالث للرئاسة.

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل شكا، من محاولة «الثنائي الشيعي» ممارسة الضغوط لإقناع نواب التيار بعدم التصويت لصالح أزعور.

وقال باسيل في تصريحات بثها التلفزيون «لا أحد يستطيع أن يتخطى المكون المسيحي في استحقاق مفصلي مثل رئاسة الجمهورية».

وعكست الانتخابات الانقسامات العميقة في لبنان مع قيام «حزب الله» الذي يمتلك ترسانة أسلحة، بحشد قوته السياسية في مواجهة مسعى أزعور لشغل المقعد الرئاسي، واستمرار الجماعة في حملتها لدعم حليفها سليمان فرنجية.

وتوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى بري قائلا «الحوار لا يكون بأن يقوم فريق بعينه في اختيار مرشح على ذوقه ودعوة كل الآخرين إلى الحوار لانتخابه»، مضيفا عبر «تويتر»، «من جهة ثانية نحن بصدد انتخابات رئاسية وليس تفاهمات عشائرية».

وأعلنت النائبتان المستقلتان نجاة صليبا وبولا يعقوبيان أنهما والنائب ملحم خلف سيصوتون لأزعور، موضحتين أنهما تواصلتا معه وتحدثا معه لساعات حول رؤيته لمعالجة الأزمة في لبنان.

نتيجة التصويت على رئيس لبنان:

  • 59 صوتا لجهاد أزعور

  • 51 صوتا لسليمان فرنجية

  • 8 أصوات شعار لبنان الجديد

  • 6 أصوات لزياد بارود

  • 1 جوزيف عون

  • 3 بيضاء وملغاه وضائعة

  • 128 النواب الحاضرون

  • 86 صوتا يحتاجها الفائز