أحمد جمال راوه

تسويق المشاريع

الاثنين - 12 يونيو 2023

Mon - 12 Jun 2023

تبذل الجهات المختلفة (مؤسسات – أفراد) جهدها لخلق مشاريع جديدة، ولكن يصعب عليها أحيانا بناء حصة سوقية لها لخدمة العملاء، بهدف الوصول إلى إرضائهم، وبناء علاقة معهم، ونفع المجتمع، وتحقيق أرباح.

وليتم التسويق بشكل جيد، يُراعى دراسة احتياج السوق، والتركيز على فوائد الخدمة المقدمة أو المنتج، وتحري أوضاع الأسواق المنافسة، وخلق استراتيجية تسويقية، يتم فيها تقسيم السوق بناء على البيئة الديموغرافية (السكانية)، والوحدات الجغرافية (البيئة الجغرافية)، والعوامل النفسية، والسلوكية.

فعند تقسيم سوق العمل بناء على البيئة الديموغرافية، يُراعى استهداف الفئات العمرية المختلفة ـ ذكورا وإناثا ـ وتحديد حجمها، واستهداف الجنسيات المختلفة، وطبقات الدخل المختلفة، والمستويات التعليمية المختلفة، واستهداف أصحاب الوظائف المختلفة، ومعرفة احتياجات أفراد الأسرة خلال المراحل المختلفة لدورة الحياة الأسرية.

وخلال دراسة وتحليل البيئة الجغرافية، يتم استهداف المناطق والمدن والأحياء المختلفة، ومعرفة عدد سكانها، وتحديد أماكن الكثافة السكانية، ودراسة طبيعة المناخ التي قد تناسب الترويج للمنتج في ذلك الموقع أو لا، ويمكن كذلك تسويق المنتج لدول العالم المختلفة.

وفيما يخص العوامل النفسية، فهي تتأثر ببعض متغيرات البيئة الديموغرافية، والبيئة الجغرافية المذكورة آنفا، ومن العوامل النفسية المؤثرة، الطبقة الاجتماعية للعميل، كمستوى الدخل (عالي الدخل - متوسط الدخل - منخفض الدخل)، ونمط حياته (درجة الرفاهية - مدى الاستخدام للتقنية - ممارسة الرياضة والغذاء الصحي - السلوك)، وطبيعة الشخصية (شخصيات إيجابية وأخرى سلبية)، ونظرته تجاه مقدم الخدمة (احترام مقدم الخدمة له - تفانيهم في تقديم الخدمة - تقليل وقت الانتظار - مظهر مقدم الخدمة - خصومات مالية على الخدمات المقدمة).

أما سلوكيا، فيؤخذ في الحسبان عند التسويق لمنتج أو خدمة، عقلية العميل ومعرفته، ودوافع حصوله على الخدمة أو المنتج، ونظرته تجاههما، فمنهم من يبحث عن الجودة، أو يكتفي بالحصول على الخدمة، أو تكون نظرته اقتصادية تجاه المنتج، فيبحث عن الجودة بأرخص الأسعار، أو يبحث عن الأرخص بغض النظر عن الجودة.

ختاما، لا ينبغي الخلط بين مفهوم التسويق لمنتج وبيع الغرر، وهو ما كان له ظاهر يُغر المشتري وباطن مجهول، فلا تسويق لمنتج إلا بعد ضبط جودته، فعن أبي هريرة، قال: «نَهَى رسول اللَّهِ ﷺ عن بَيعِ الغرَرِ.»، وعن النبي ﷺ، قال:»البيعان بالخيارِ ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهِما، وإن كذبا وكتما محق بركة بيعهِما».