وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي يدشن رسمياً أول مشروع متكامل واسع النطاق لتحلية المياه يعمل بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في المملكة

برعاية وحضور وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس المديرين للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي؛ احتفلت اليوم شركة "أكوا باور"، المطور والمستثمر والمشغل الرائد لمحطات تحلية المياه وتوليد الطاقة والهيدروجين الأخضر حول العالم، مع شركائها مؤسسة الخليج للاستثمار (GIC) وشركة البواني للمياه والطاقة (AWP)، بالافتتاح الرسمي لمحطة الجبيل 3 (أ) لتحلية المياه المستقل (شركة "جزلة" لتحلية المياه)، أول مشروع متكامل واسع النطاق لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية الكهروضوئية في المملكة العربية السعودية. وذلك بعد استكمالها لكافة متطلبات التشغيل التجاري من قبل الشركة السعودية لشراكات المياه، ويأتي افتتاح المحطة ليطلق مرحلة العمليات الفعلية وبدء التشغيل الكامل لها.

وحقق مشروع شركة "جزلة" لتحلية المياه، الذي يبلغ قيمته الاستثمارية 650 مليون دولار أمريكي وتم إنشاؤه في مدينة الجُبيل رقماً قياسياً عالمياً في الكفاءة 2.8 كيلوواط ساعة/متر مكعب من المياه باستخدام مياه بحر الخليج العربي، ويعد أول مشروع لإنشاء محطة مستقلة لتحلية المياه في المنطقة الشرقية، بقدرة إنتاجية تبلغ 600 ألف متر مكعّب من المياه المحلاة يومياً، لتلبية الطلب المتزايد على المياه. وتم ضمن مخطط المشروع الكلي إنشاء محطة لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 45.5 ميجاواط، لتلبية 20% من استهلاك المحطة اليومية من الطاقة، بما يساهم في إمداد أكثر من 3 ملايين شخص بمياه نظيفة باستخدام تقنية التناضح العكسي وبمستوى قياسي عالمي للتعرفة وصلت إلى 0.41 دولار أمريكي لكلّ متر مكعّب.

وأوضح وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس المديرين للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي أن قطاع المياه في المملكة يحظى بالاهتمام المستمر من قبل القيادة الرشيدة – أيدها الله-، مبينًا أن هذه المشاريع تأتي تحقيقًا لأهداف وخطط منظومة المياه؛ لتنفيذ مشاريع إنتاج المياه بالشراكة بين القطاعين العام والخاص؛ لخدمة مناطق المملكة كافة، مما يعكس استراتيجيتها مع هذا القطاع لتنفيذ مشاريعها.

وأبان أن المشروع سيعمل بشكل مباشر لسد الاحتياج للمستفيدين في منطقتي الرياض والقصيم، ويهدف إلى تطوير هذا القطاع الحيوي، وتحسين جودة الخدمات، بالإضافة إلى رفع كفاءة الإنفاق، والاستفادة من خبرات القطاع الخاص في الإنشاء والتشغيل والإدارة، وزيادة مساهمته في تحقيق التنمية المستدامة وفقًا لأهداف رؤية 2030.

وانسجاماً مع رؤية المملكة 2030، سوف يسهم اعتماد المحطة على أحدث الابتكارات التكنولوجية لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي في الحدّ من انبعاثات الكربون بمعدل 60 ألف طنٍ سنوياً، بما يعزز من قدرة المشروع على المساهمة في دعم تحقيق المملكة لتنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة.

وحقق المشروع تقييماً بنسبة 40% في مساهمته بالمحتوى المحلي، بإجمالي إنفاق بلغ 1.5 مليار ريال سعودي، ليعكس نجاحا إضافيا لجهود أكوا باور في مجال تعزيز مشاركة الموردين والمصنعين السعوديين.

كما نجح المشروع في توظيف كفاءات سعودية بنسبة 100% والمساهمة بفاعلية في نمو القوى العاملة المتعلمة وذات المهارات من خلال تنفيذ برنامج تدريبي رائد بالتعاون مع نخبة من أبرز الجامعات المحلية يتضمن تنظيم دورات تدريبية تطبيقية للطلاب في مواقع مختلفة داخل المحطة، حيث استهدف البرنامج تمكين الطلاب المشاركين من اكتساب المهارات والخبرات الأساسية التي تسهّل عليهم الدخول إلى سوق العمل بعد التخرّج.

وساهم في إنجاز مشروع الجبيل 3 (أ) لتحلية المياه المستقل (شركة "جزلة" لتحلية المياه) ائتلاف من الشركات المسؤولة عن تطوير المشروع، وهي "أكوا باور" (40.2%) ومؤسسة الخليج للاستثمار (40%) وشركة البواني للمياه والطاقة (19.8%). فيما ضم فريق تنفيذ المشروع خبراء في مجال إدارة العقود الهندسية والمشتريات والبناء من كلّ من شركات "لانتانيا" و"أبينجوا" (تحلية المياه) و"سيبكو 3" و"باور تشاينا" (البناء)، في حين ستكون الشركة السعودية لشراكات المياه الجهة التي ستقوم بشراء المياه التي تنتجها محطة شركة"جزلة".

من جانبه، بين الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لشراكات المياه المهندس خالد بن زويد القريشي أن المحطة مصممة لإنتاج 600 ألف متر مكعب يوميًا، ويعد أول مشروع لتحلية المياه بالشراكة بين القطاع العام والخاص في المنطقة الشرقية، ويعمل على إمداد منطقتي الرياض القصيم بالمياه عن طريق منظومة نقل المياه.

وأضاف المهندس القريشي أنه تم تنفيذ المشروع بالتعاون بين شركة أكوا باور، ومؤسسة الخليج للاستثمار، وشركة البواني للمياه والكهرباء واستغرق تنفيذه 30 شهرًا من تاريخ الإغلاق المالي، لافتًا إلى أن المشروع يحتوي على نظام شمسي لإنتاج الكهرباء بقدرة 45.5 ميجاواط للاستهلاك الداخلي للمساهمة بتقليل الانبعاثات الكربونية، وتخفيض استهلاك الكهرباء لإنتاج المتر المكعب من المياه حيث تبلغ 2.8 كيلو واط للمتر المكعب الواحد.

وفي هذه المناسبة، قال الأستاذ محمد أبونيان، رئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نعلن اليوم مع شركائنا عن إطلاق محطة شركة "جزلة"، حيث يعكس هذا المشروع العالمي الجديد ريادتنا في قطاع تحلية المياه عالميا، والتزامنا الراسخ برفع درجات كفاءة إدارة التكاليف وذلك تحقيقا للازدهار الاجتماعي والتنمية المحلية. وإننا لنطمح من خلال محطة شركة "جزلة"، التي نفخر بأن تكون إضافة نوعية لمحفظة مشاريعنا المتقدمة في مجال تحلية المياه، إلى الإسهام بشكل فاعل وملحوظ في مساعي المملكة الهادفة إلى الحفاظ على الأمن المائي خلال السنوات المقبلة، بما يسهم في مواجهة تحديات التغيّر المناخي في ظلّ تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين المتنامية من المياه".

وأضاف: "نغتنم هذه الفرصة لنتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لكل مَن قدّم لنا الدعم وساهم في نجاح هذا المشروع، بدءاً من مرحلة التصميم الأولي وصولاً إلى مراحل البناء والتشغيل الفعلي. وإننا نتطلع اليوم إلى عمليات تشغيلية ناجحة، بينما نواصل العمل على تنفيذ وإنجاز مشاريعنا الأخرى ذات الصلة في مختلف أنحاء المملكة، بما فيها مشروع رابغ 4 الذي تعمل على تنفيذه أكوا باور".

من جهته صرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة الخليج للاستثمار، السيد إبراهيم علي القاضي: "نعتز بالاستمرار في تطوير مشاريع في قطاع تحلية المياه والطاقة والبنية التحتية في المملكة العربية السعودية. ويعد مشروع شركة "جزلة" لتحلية المياه أحد الاستثمارات النوعية لما يحتوي على أحدث التقنيات المستخدمة في تحلية المياه واستخدام الطاقة المتجددة التي تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في تنويع مصادر الطاقة"، وأضاف "نتقدم بالتهنئة للشركة السعودية لشراكات المياه لنجاحها بجذب القطاع الخاص المحلي والاقليمي والعالمي للاستثمار في مشاريع تحلية المياه في المملكة، والذي بدوره سيرفع من الكفاءة التشغيلية لقطاع الماء من خلال استخدام اساليب تقنية متقدمة وبسعر منافس".

وذكر المهندس فخر الشواف، رئيس مجلس إدارة البواني القابضة: "نحن فخورين بما تم تحقيقه في جزلة من إنجاز رغم أن المشروع إنطلق أثناء فترة الجائحة". وأضاف: "رغم التحديات فإن فريق العمل كان أدائه استثنائياً، مشروع شركة جزلة مثال عن نجاح الشراكة بين القطاع العام والخاص والقدرة على تقديم خدمات بأسعار غاية بالتنافسية وبفترات تنفيذية قياسية".

تتمثل إحدى الأولويات الوطنية لرؤية المملكة 2030 تحويل قطاع المياه إلى قطاع مستدام يمكن من خلاله الحفاظ على الموارد المائية وحماية البيئة وتوفير خدمات آمنة وفعّالة وموثوقة، من خلال تعزيز مشاركة القطاع الخاص ومضاعفة إسهاماته، وهو ما ينسجم مع إطلاق محطة شركة "جزلة" الذي من شأنه الإسهام في دعم جهود "أكوا باور" في هذا الإطار والتشجيع على تنفيذ المزيد من مشاريع تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، بما يسهم في إيجاد فرص عمل جديدة والارتقاء بقطاع المياه وتلبية احتياجات المملكة اليومية من المياه.