أيام الرعب في سجون الحوثي

الصحفي القادري يروي تفاصيل 365 يوما من التعذيب والتنكيل والإهانة تعرض للموت البطيء على يد قائد المداهمات وقيادي بارز في المخابرات اقتادوه معصوب العينين ووضعوا الحبل حول عنقه وهددوه بالإعدام 11 نوعا من التعذيب تسببت له في صدمة نفسية وحولته لشبيه إنسان
الصحفي القادري يروي تفاصيل 365 يوما من التعذيب والتنكيل والإهانة تعرض للموت البطيء على يد قائد المداهمات وقيادي بارز في المخابرات اقتادوه معصوب العينين ووضعوا الحبل حول عنقه وهددوه بالإعدام 11 نوعا من التعذيب تسببت له في صدمة نفسية وحولته لشبيه إنسان

السبت - 20 مايو 2023

Sat - 20 May 2023

انتابت الصدمة كل من شاهد الصحفي اليمني العائد من الأسر محمد القادري، الذي تم الإفراج عنه أخيرا بعد عام من التعذيب داخل الزنازين.

تحول القادري إلى وجه شاحب لا يعرف أحد تفاصيله، يبدو منهما عينين غائرتين أثقلهما الأرق، ويبدو بجسد هزيل أنهكه التعذيب، وهيئة تخفي وراءه أسرارا طويلة عن أيام الرعب والعذاب داخل سجون الحوثي.

روى الأسير العائد قصة تحوله من صوت جهوري يصدح من مناطق ميليشيات الحوثي دون خوف، إلى شبيه إنسان لا يقدر على صلب ظهره، منذ أن تم القبض عليه في منزله الريفي، وزج به في السجون.. وفقا لـ(العين الإخبارية) الإماراتية.

تعرض القادري (34 عاما) لأكثر من 11 نوعا من التعذيب في سجن «الأمن والمخابرات» بمحافظة إب، ما عرضه لصدمة نفسية عنيفة ما زالت آثارها تحاصره حتى اليوم، وذلك رغم فراره من مناطق الحوثيين إلى محافظة الضالع ومنها إلى عدن.

قصة الاعتقال

يروي القادري قصة العذاب التي بدأت في 13 مايو 2021، فيقول: «كنت أعمل كاتبا صحفيا مناهضا لميليشيات الحوثي وأنا في مناطق سيطرتها، وأنشر مقالاتي في غالبية المواقع الالكترونية المناهضة للحوثي، وكتبت ما يزيد على 2000 مقال، وقد دفعت ثمن ذلك عندما تعرضت للاعتقال».

ويضيف: «رفضت الهرب من مناطق الحوثي، لأني لم أكن أتبع حزبا سياسيا، وفضلت مواصلة النضال، وعشت ملاحقا مختفيا، ولأني كنت أعيش في منطقة وعرة، لم تستطع ميليشيات الحوثي القبض علي بسرعة، ولكنها استطاعت في نهاية المطاف الوصول للمنزل ودهمه بشكل مباغت، ما روّع النساء والأطفال، وعندما ألقت ميليشيات الحوثي القبض علي، فتح قائد الحملة الحوثية هاتفه وأظهر بعض المقالات المنشورة في بعض المواقع وخاطبني: هذه مقالاتك، بعدها قيد يدي ورأسي وباشرني بالضرب، ثم اقتادني إلى سجن الأمن والمخابرات بمدينة إب.

صعق كهربائي

بعد يوم من اعتقاله دفعت ميليشيات الحوثي بدوريات مسلحة لملاحقة أشقاء محمد القادري، واستطاعت الوصول إلى شقيقه عزام وأودعته سجن إدارة أمن المديرية، ولم يطلقوا سراحه إلا بعد أن قامت الأسرة بتسليم هاتف «محمد». وفقا لـ «العين الإخبارية».

وظل الصحفي القادري في سجن الأمن والمخابرات في إب لأكثر من عام، لكن بعد أن «تدهورت صحتي وظنوا أن موعد موتي قد اقترب أطلقوا سراحي بضمانة والدي، على أن يقوم بتسليم أراضينا ومنازلنا للميليشيات في حال عدت للكتابة ضدها، ووضعوني في منزلي تحت الإقامة الجبرية والرقابة، حتى تمكنت من الهرب ليلا والوصول للمناطق المحررة»، كما قال.

فظائع

تعرض القادري خلال فترة اعتقاله للسجن في زنزانة انفرادية مساحتها مترين في متر، في سجن تحت الأرض، وعانى من شتى أنواع التعذيب منها التعذيب الجسدي، عبر الصعق بالكهرباء، وذات يوم قاموا بصب الماء البارد على جسمي، ثم قاموا بتعذيبي بالكهرباء، وكان هذا أشد أنواع التعذيب».

أشكال التعذيب

يقص القادري أشكال التعذيب التي تعرض لها، فيقول: «عملوا على وضع الجمر فوق قدمي وفي بطني، وما زالت آثارها موجودة في جسمي، فضلا عن وضعي بالضغاطة التي كانت داخل الزنزانة لمدة ساعات، والضرب بالأسلاك واللكم بالأيدي والركل بالأقدام، وكذا التعليق بالونش الصغير الذي أحضروه للسجن، وكانوا يقومون بتعليقنا في الهواء لأكثر من ساعة، إضافة إلى نتف شعر الرأس».

والنوع الآخر من التعذيب كان «بالبرد، التغذية، إذ كانوا يعطونا 3 قطع من الخبز الصغير فقط صباحا وظهرا ومساء، كذلك «التعذيب بالصرف الصحي» إذ لا حمامات، إضافة إلى «التعذيب بالضوء»، إذ كانت الزنازين مظلمة دوما تحت الأرض، ما عرضنا لصدمة النظر عندما نرى الضوء، مما تسبب في إضعاف بصرنا.

كذلك «التعذيب بالنوم»، يتابع، إذ «لم نكن ننام ليلا بسبب التعذيب وأصوات التعذيب، ونهارا يعمدون لتشغيل مكبرات صوت. كما كانوا يقومون بربط أيدينا للخلف، ويضعون صندوقا بين أيدينا وأظهرنا ويجعلوننا نقوم ونجلس لـ100 أو 200 مرة».

كما «كانوا يقومون بربط أيدينا إلى آلة حديدية للأعلى، ويجعلوننا نظل واقفين لساعة أو ساعتين، إضافة إلى أنهم كانوا يجعلوننا نزحف على صدورنا عدة أشواط».

الموت البطيء

يوضح القادري أن القيادي الحوثي المدعو «أبو هاشم»، الذي يعمل مديرا لجهاز الأمن والمخابرات في إب، وهو من صعدة، هو المسؤول الأول عن تعذيب المعتقلين، إضافة إلى شقيقه «الحسن» الذي يعمل قائدا لعمليات الأمن والمخابرات في إب.

وتحدث عن المدعو صدام آل قاسم، الذي يعمل قائد المداهمات في مديريات حبيش والمخادر وريف إب، لافتا إلى أن الأخير ومعه المدعو الحسن قائد عمليات الأمن والمخابرات في إب «هما من كانا على رأس قيادة الحملة التي اقتحمت منزلي واختطفتني وضربتني».

ويؤكد أنه تعرض إلى ما يشبه الموت البطيء، إذ عمدت ميليشيات الحوثي في بداية اختطافه إلى إخراجه وهو معصوب العينين إلى باحة السجن، وزعموا أنهم سينفذون إعدامه، ووضعوا الحبل حول عنقه، وقال أحدهم انتظروا حتى يأتي المدير لنعدمه شنقا، وعندما جاء المدير قال دعوه يتأخر للأسبوع القادم، واستمر ذلك أسبوعيا ولـ6 أشهر.

قطع لسانك

تابع القادري: «بعدها كنت ذات يوم نائما في الزنزانة وفجأة أطلق السجان 3 رصاصات في السقف، فقمت مذعورا وأصبت بصدمة كبيرة جراء ذلك، ثم قال لي السجان سنعدمك رميا بالرصاص، ثم بعد ذلك أخرجوني للتحقيق وقالوا لقد تراجعنا عن إعدامك، وقررنا أن نقوم بقطع لسانك وقطع أصابع يدك، عقابا ردا على ما كتبته ضد مسيرتهم».

وبخصوص تأثير الاعتقال علي نفسيته وحياته واستقرار أسرته، يؤكد أنه أثر على وضعه النفسي والصحي بشكل كبير، وقال: «أهلي وشقيقاتي كانوا في قلق وبكاء وحزن أثناء سجني، والآن أنا بعيد عنهم لأني في المناطق المحررة، ولم أستطع استقدام زوجتي وأبنائي لأعيش معهم بسبب سوء الظروف».

وأضاف «أنا الآن أعيش وضعا صحيا ونفسيا سيئا، ولم أجد الرعاية والاهتمام من الدولة، ومراعاة وضعي وتوفير العلاج والسكن والرعاية المادية، وإعادة تأهيلي وحل مشاكلي، وإظهار التقدير لنضالي وإنصافي وتشجيعي ومكافأتي».

أشهر أنواع التعذيب لدى الحوثيين:

  • الضرب

  • الإهانة

  • السجن الانفرادي

  • الصعق الكهربائي

  • صب الماء الساخن والبارد

  • وضع الجمر على البطن والقدم

  • الركل بالأقدام والضرب بأسلاك الكهرباء

  • التعليق في السقف بالونش الصغير

  • نتف شعر الرأس

  • التجويع والعطش

  • المنع من دخول الحمام

  • الحبس في الظلام أياما طويلة

  • المنع من النوم

  • الضرب بآلات حادة

  • قطع الأعضاء