عبدالحميد الكبي

دروس من حياة أوزبكستان

الاثنين - 15 مايو 2023

Mon - 15 May 2023

الصورة الحقيقية الآنية لأوزبكستان الحاضرة قد بان نورها بشكل أوسع يشمل هذا النور مختلف أرجاء الكون، خاصة ارتكازا على إنجازاتها الكثيرة المتلاحقة، وها نحن أولا نرى ونتابع كيف أنها أخذت تعرض على العالم صورا جديدة، تحكي قصة تحركها باتجاه المستقبل بقوة، ولتشرع أبوابها المختلفة أمام العالم.

تقيم أوزبكستان اليوم النهضة الحقيقية، التي تتميز بارتباطها بالقيم الجوهرية لشعب أوزبكستان القديمة والمعاصرة وانسجامها مع الشعب ولأجل استمرار إشعاعه العالمي، فمن عوامل نجاح النهضة الأوزبكية الحديثة، حب الشعب للعمل والانضباط فيه، وإعلاء قيم العمل وإنتاجيته.

يعجبني مشهد الأوزبك في الصباح الباكر وهم يذهبون إلى أعمالهم بهمة ونشاط، وترى كل واحد منهم عاشقا لعمله أو مهنته، الأمر الذي يعطي حافزا للنمو، وتطوير الإمكانات، أيضا يعد من قيم الصبر والذكاء في الشخصية الأوزبكية، التي هي واحدة من أهم المقومات لانبثاق قيمة حب العمل والتقدم والإتقان فيه أيضا، وهي موازية لقيمة العِلم. فبالتأكيد لم تكن قيمة العلم عند الأوزبك قيمة جديدة، فقد عرف العالم القديم والجديد ما تميزوا به من علوم، على مثال الدين وعلم الفلك، والرياضيات، والطب، والأدب، والموسيقى وغيرها.

فقد أسهم العلماء المنحدرون منها في تطوير العلوم الطبيعية والإنسانية، والكشف عن أسرار الطبيعة والمجرات والكواكب السابحة في الكون على مر العصور.

واليوم يهتم الأزوبك بمختلف العلوم، لا سيما الطبيعية والتكنولوجية والعلمية والطبية، وعلوم الفضاء، فإنهم ينفقون الكثير على المدارس والجامعات ومؤسسات البحث العلمي والنشر والترجمة ونحو ذلك، وهذا لا ينظر إليه بالمعايير النفعية فحسب، وإنما بصفته قيمة عليا للشعب الأوزبكي والدولة القائدة منذ استقلالها، شهدت أوزبكستان تحولات كبرى في مختلف المجالات بشكل فعال.

الالتزام الصارم بسلوكيات اجتماعية هو ما يميز الشعب الأزوبكي، زد عليه التزامهم بالنظام بدقة وتفان كقضية خاصة بكل شخص منهم، ولا غرابة أن يكون حب النظام والالتزام به، هو أحد عوامل التقدم في المجتمع الأوزبكي المعاصر.

روح التسامح أيضا هي من عوامل النجاح في المجتمع الأوزبكي، التي يزداد عدد سكانها بشكل كبير ومطرد، إذ أن أوزبكستان تجمع تحت جناحيها العديد من اللغات والقوميات والأديان والأعراق، وكلهم ينضوون تحت لواء دولة واحدة، والجميع يعمل في سياق النهضة الأوزبكية، ولم يتعارض ذلك التعدد والتنوع مع وحدة الأمة الأوزبكية التي تجمعها روح أوزبكستان الحديثة، لكونها القيمة الجامعة، قيمة التسامح التي ترجمت تربويا واجتماعيا بصورة مبدعة.

يمثل التواضع أحد أهم سمات الشخصية الأوزبكية، بل أنه يمثل قيمة لها أثرها الفاعل في الممارسة النهضوية الشاملة.

بالتأكيد، إن هذا التواضع لا يمثل قيمة أخلاقية فحسب، بل ينطوي على نظرة علمية، فأنت لا تجد في أوزبكستان الحديثة مديرا علميا أو رئيسا لشركة أو مسؤولا في قطاع من القطاعات إلا ويباشر عمله ميدانيا، ولا يخجل من أن يعمل بيديه إذا اضطر على ذلك.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال