رمضان والشيطان

حوار بين رمضان والشيطان؛ هنالك من هو ضامن وهناك من هو ساكن؛ رمضان يضمن لك الراحة والاستقرار والفرار من النار بأمر الغفار؛ وعلى النقيض من ذلك الشيطان يعيش في امتهان إلى آخر الزمان يوهم الإنسان أنه في أمان؛ أرجأه العدل الديان ليوم الامتحان إلى يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون؛ لنرى من الغالب ومن المغلوب ومن في طريق الاستقامة ومن هو المقلوب؟

رمضان: أنا الشهر التاسع بالتتابع أنا الوعد الأصدق من الأحد الحق أحمل البشائر في العلن والسرائر وفي ساعات معدودات أمنعكم الأطعمة والمشروبات ومتعة الشهوات لصحة النفس ولتهذيب السلوكيات.

الشيطان: أنا إبليس المتمرد المتجرد أنا الكاذب الساحب لكل ما يفسد الأخلاق وينكس الأعناق أنا نزعة اللهو الممدود ورمز الهوى اللامحدود مصفد بالقيود إلى اليوم الموعود.

رمضان: أنا شهر الخيرية وصحوة البرية وقراءة القرآن وفرحة الإنسان؛ أنا موسم الأمل والعطاء والعمل وكسر الملل ومغفرة الزلل.

الشيطان: أنا نيران الشر وأنت نور الخير يحبني الأشرار ويجتمع فيك عتقاء النار وزمرة الأخيار أنا وسواسهم الخناس وأنا فسادهم الدساس لأعيدهم إلى الإفلاس.

رمضان: أنا الإحسان وأنا سريرة الإنسان أنا الفطرة لمقاومة الشيطان أغالبك على مر الأزمان.

الشيطان: أنا في إغواء البشر مستمر وبوعدي القاطع أتدبر وبتأثيري الواسع أنتشر ومن أمامهم وخلفهم ومن بين أرجلهم قابع مستتر؛ أعاديهم وأنتظر وأفرقهم وأنظر.

رمضان: أنا بوابة المرور للفرح والسرور؛ دخولي عِبرة وخروجي بعَبرة لدي يتنافس المتنافسون ويتواصل الراحمون ويتسابق المقصرون وللجنات هم ذاهبون.

الشيطان: أنا الوهم المبرر وأنا الشك المغرر وأنا الشقاء المنتظر لكل من طاوعني أعنته وعن عبادة ربه صرفته إلا عباد الله المخلصين ليس لي عليهم سلطان مبين.

رمضان: أنا شهر الله المختار لهداية عبده المحتار برحمة الجبار وبركة الإفطار وبشرى الانتظار؛ نهاري صيام وليلي قيام.

الشيطان: مللت القيود فأتباعي ينتظرون الوعود فهذا شاهد وذاك مشهود متى ينقضي الشهر لأطمس الخير وأنشر الشر بين البشر؛ أيامك حقائق أحسبها بالساعات بل بالثواني والدقائق.

رمضان: أنا الهدية الباقية وأنا البينات الهادية، ألم تستمع أيها الشيطان لقول الرحمن «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، أنا موسم الخير وقمع الشر أنا رمضان باب الريان وأنت الشيطان باب النيران.

Yos123Omar@