قصص مروعة لأطفال أوكرانيا
أولكسندر نجا بأعجوبة من التبني القسري.. والآلاف لم يحالفهم الحظ
أولكسندر نجا بأعجوبة من التبني القسري.. والآلاف لم يحالفهم الحظ
الخميس - 06 أبريل 2023
Thu - 06 Apr 2023
دعت الباحثة السياسية صوفي ليلي ستوفيل، والباحث فلاديسلاف والاس، إلى وقف اختطاف الأطفال الأوكرانيين والعنف المفرط ضدهم قبل تحقيق سلام دائم في المنطقة.
وقالا في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» «إن قرار المحكمة الجنائية الدولية، حذر من نية روسيا محو هوية الأوكرانيين والقضاء على الدولة الأوكرانية»، ويرى الباحثان أن أي تسوية سلمية ستظل غير مجدية ما لم تتمكن من ضمان المساءلة عن عمليات الاختطاف وعودة جميع الأطفال.
ووفقا لتقديرات باحثي جامعة ييل والحكومة الأوكرانية، تم نقل ما بين ستة آلاف و14 ألف طفل أوكراني قسرا إلى روسيا منذ فبراير 2022 ومن السهل العثور على قصص مروعة عن عمليات الاختطاف هذه، وإن كان ذلك فقط لأولئك المحظوظين بما يكفي لإنقاذهم.
نجاة أولكسندر
ويقول الباحثان «إن أحد هؤلاء هو أولكسندر (12 عاما) والذي نجا بأعجوبة من التبني القسري بعد أن فصله الجنود الروس عن والديه، وذلك بفضل مهمة إنقاذ من جانب جدته عبر بولندا وليتوانيا ولاتفيا وروسيا، لكن الآلاف من الأطفال الآخرين لم يحالفهم الحظ».
وفي الوقت نفسه، فإن حجم العنف ضد الأطفال في أوكرانيا مذهل، وفي مارس 2022، قتلت غارة جوية روسية على مسرح في ماريوبول كان مكتوب عليه كلمة «أطفال» بأحرف حمراء كبيرة على سطحه، حوالي 600 مدني.
وتضرر ما يقرب من واحد من كل عشرة مستشفيات في أوكرانيا، وغالبا ما يتم قصف أجنحة الولادة ومستشفيات الأطفال.
وتضررت أو دمرت أكثر من 2500 مدرسة، والعديد من الأطفال هم من بين ضحايا العنف الجنسي الخطير وعمليات الإعدام في المناطق المحتلة، ويتم استهدافهم عمدا في فظائع مثل بوشا، وفقا للباحثين.
تشويه وذبح
ويقول الباحثان «إنه على هذا النحو، فإن اختطاف الأطفال وتشويههم وذبحهم يحدث بشكل متكرر في الحروب والإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم»، وتنص اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، صراحة ولسبب وجيه على النقل القسري للأطفال واستهدافهم كتكتيك للإبادة الجماعية.
وما قد يبدو للوهلة الأولى قضية حقوق إنسان بحتة يظهر في الواقع أن روسيا تتبع استراتيجية كبرى لـ «إضفاء الصبغة الروسية» على أوكرانيا من خلال أي وسيلة تراها ضرورية، وصولا إلى تكتيكات الإبادة الجماعية، ويمكن تتبع هذا الجهد إلى الاتحاد السوفيتي والإمبراطورية الروسية، وتسلط الاستمرارية التاريخية لمثل هذه الاستراتيجية الضوء على التزام روسيا بإنكار وجود الأوكرانيين.
أنماط العنف
ويؤكد الباحثان أن أنماط العنف الموثقة ضد الأطفال الأوكرانيين والطبيعة المنهجية لعمليات الاختطاف تؤكد تحليلهما للنوايا الاستراتيجية، وعلى الرغم من أن القانون الروسي يحظر التبني الأجنبي، وقع بوتين مرسوما في مايو 2022 يسهل عملية «التبني» للأطفال الأوكرانيين، حتى أن هناك حافزا ماليا يصل إلى ألف دولار للروس الذين يأخذون طفلا أوكرانيا ويفرضون الجنسية الروسية عليه.
وفي غضون ذلك، تحتجز روسيا الأطفال المختطفين في معسكرات، حيث يخضعون لإعادة التثقيف السياسي، وليس هناك نهاية في الأفق.
وكل هذا يثير سؤالا مهما، هو كيف يمكن لروسيا أن تكون شريكا تفاوضيا جديرا بالثقة؟ وبغض النظر عن جميع الحجج الصحيحة الأخرى، فإن استراتيجية روسيا في التعامل مع الأطفال الأوكرانيين تثبت أن هناك ما هو أكثر من مجرد النزاعات على الأراضي، يجب أن يكون العنف ضد الأطفال جزءا من أي تحليلات أمنية مستقبلية، بما يضمن تحديد النطاق الكامل لإجراءات روسيا ضد أوكرانيا.
مساءلة جنائية
وفي النهاية، يعود القرار لأوكرانيا في موعد التفاوض، ولكن في الوقت الحالي، يبدو التوصل إلى حل وسط عملي أمرا مستبعدا للغاية، ولا يمكن للحكومة الأوكرانية أن تسمح لروسيا بمحو أوكرانيا ولو حتى «قليلا».
ويخلص الباحثان إلى أنه لكي تكون التسوية السلمية مجدية، يجب إدراج مسألة الأطفال في صدارة المفاوضات، وينبغي وضع المساءلة الجنائية والعودة السريعة لجميع الأطفال الأوكرانيين كشروط مسبقة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبدون معالجة اختطاف روسيا للأطفال بشكل صحيح، من المرجح أن تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق سلام مستدام بسبب النجاح الجزئي لتكتيكات الإبادة الجماعية الروسية وما يترتب على ذلك من معارضة من الشعب الأوكراني والمجتمع المدني.
تقديرات الحكومة الأوكرانية
وقالا في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» «إن قرار المحكمة الجنائية الدولية، حذر من نية روسيا محو هوية الأوكرانيين والقضاء على الدولة الأوكرانية»، ويرى الباحثان أن أي تسوية سلمية ستظل غير مجدية ما لم تتمكن من ضمان المساءلة عن عمليات الاختطاف وعودة جميع الأطفال.
ووفقا لتقديرات باحثي جامعة ييل والحكومة الأوكرانية، تم نقل ما بين ستة آلاف و14 ألف طفل أوكراني قسرا إلى روسيا منذ فبراير 2022 ومن السهل العثور على قصص مروعة عن عمليات الاختطاف هذه، وإن كان ذلك فقط لأولئك المحظوظين بما يكفي لإنقاذهم.
نجاة أولكسندر
ويقول الباحثان «إن أحد هؤلاء هو أولكسندر (12 عاما) والذي نجا بأعجوبة من التبني القسري بعد أن فصله الجنود الروس عن والديه، وذلك بفضل مهمة إنقاذ من جانب جدته عبر بولندا وليتوانيا ولاتفيا وروسيا، لكن الآلاف من الأطفال الآخرين لم يحالفهم الحظ».
وفي الوقت نفسه، فإن حجم العنف ضد الأطفال في أوكرانيا مذهل، وفي مارس 2022، قتلت غارة جوية روسية على مسرح في ماريوبول كان مكتوب عليه كلمة «أطفال» بأحرف حمراء كبيرة على سطحه، حوالي 600 مدني.
وتضرر ما يقرب من واحد من كل عشرة مستشفيات في أوكرانيا، وغالبا ما يتم قصف أجنحة الولادة ومستشفيات الأطفال.
وتضررت أو دمرت أكثر من 2500 مدرسة، والعديد من الأطفال هم من بين ضحايا العنف الجنسي الخطير وعمليات الإعدام في المناطق المحتلة، ويتم استهدافهم عمدا في فظائع مثل بوشا، وفقا للباحثين.
تشويه وذبح
ويقول الباحثان «إنه على هذا النحو، فإن اختطاف الأطفال وتشويههم وذبحهم يحدث بشكل متكرر في الحروب والإبادة الجماعية في جميع أنحاء العالم»، وتنص اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، صراحة ولسبب وجيه على النقل القسري للأطفال واستهدافهم كتكتيك للإبادة الجماعية.
وما قد يبدو للوهلة الأولى قضية حقوق إنسان بحتة يظهر في الواقع أن روسيا تتبع استراتيجية كبرى لـ «إضفاء الصبغة الروسية» على أوكرانيا من خلال أي وسيلة تراها ضرورية، وصولا إلى تكتيكات الإبادة الجماعية، ويمكن تتبع هذا الجهد إلى الاتحاد السوفيتي والإمبراطورية الروسية، وتسلط الاستمرارية التاريخية لمثل هذه الاستراتيجية الضوء على التزام روسيا بإنكار وجود الأوكرانيين.
أنماط العنف
ويؤكد الباحثان أن أنماط العنف الموثقة ضد الأطفال الأوكرانيين والطبيعة المنهجية لعمليات الاختطاف تؤكد تحليلهما للنوايا الاستراتيجية، وعلى الرغم من أن القانون الروسي يحظر التبني الأجنبي، وقع بوتين مرسوما في مايو 2022 يسهل عملية «التبني» للأطفال الأوكرانيين، حتى أن هناك حافزا ماليا يصل إلى ألف دولار للروس الذين يأخذون طفلا أوكرانيا ويفرضون الجنسية الروسية عليه.
وفي غضون ذلك، تحتجز روسيا الأطفال المختطفين في معسكرات، حيث يخضعون لإعادة التثقيف السياسي، وليس هناك نهاية في الأفق.
وكل هذا يثير سؤالا مهما، هو كيف يمكن لروسيا أن تكون شريكا تفاوضيا جديرا بالثقة؟ وبغض النظر عن جميع الحجج الصحيحة الأخرى، فإن استراتيجية روسيا في التعامل مع الأطفال الأوكرانيين تثبت أن هناك ما هو أكثر من مجرد النزاعات على الأراضي، يجب أن يكون العنف ضد الأطفال جزءا من أي تحليلات أمنية مستقبلية، بما يضمن تحديد النطاق الكامل لإجراءات روسيا ضد أوكرانيا.
مساءلة جنائية
وفي النهاية، يعود القرار لأوكرانيا في موعد التفاوض، ولكن في الوقت الحالي، يبدو التوصل إلى حل وسط عملي أمرا مستبعدا للغاية، ولا يمكن للحكومة الأوكرانية أن تسمح لروسيا بمحو أوكرانيا ولو حتى «قليلا».
ويخلص الباحثان إلى أنه لكي تكون التسوية السلمية مجدية، يجب إدراج مسألة الأطفال في صدارة المفاوضات، وينبغي وضع المساءلة الجنائية والعودة السريعة لجميع الأطفال الأوكرانيين كشروط مسبقة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبدون معالجة اختطاف روسيا للأطفال بشكل صحيح، من المرجح أن تتضاءل فرص التوصل إلى اتفاق سلام مستدام بسبب النجاح الجزئي لتكتيكات الإبادة الجماعية الروسية وما يترتب على ذلك من معارضة من الشعب الأوكراني والمجتمع المدني.
تقديرات الحكومة الأوكرانية
- 14 ألف مختطف
- 2500 مدرسة دمرت
- 10 مستشفيات تضررت