طاش السعوديين بلا أمل

كانت لحظة فارقة والسعوديون متسمرون أمام الشاشات لمشاهدة زمنهم الجميل والشريط يعود بهم إلى سنوات كانت تمتزج فيها المتعة بالألم حين كانتا، (المتعة والألم)، حاضرتين على مائدة الإفطار السعودي فكيف كان ذلك؟

كانت متعة نقد الذات في المشهد الدرامي «الطاشي» مختلطة بألم المعاناة من السلوكيات الاجتماعية والتنظيمات الإدارية الأقرب لـ»استراتيجية التعقيد» إن جاز التعبير كالملف الأخضر وراجعنا بكرة وأدهن السير والمرأة مكانها المطبخ، وغيرها من المضحكات المبكيات.

حلقة أولى حملت مؤشرات جيدة لبداية جاذبة ومتميزة جعلتنا نتصفح ألبوم أهم التحولات التي يبدو أننا نسيناها مع تسارع وتيرة التطور الاجتماعي.

ومع التسليم في أن ما حدث للمجتمع السعودي اليوم كان تغييرا إصلاحيا بفعل القرار السياسي الحكيم إلا أننا لا نغفل دور المثقفين والكتاب والفنانين ومنهم القصبي والسدحان.

إن شريحة المثقفين والفنانين قادوا الرأي العام وكانوا رافعة وعي من خلال النقد الاجتماعي بالقول والقلم والعمل الدرامي وأسهموا كثيرا في تقليم شراسة التشدد بشقيه الديني والاجتماعي وتهيئة أرضية مجتمعية للانطلاق نحو التغيير للأفضل وتحملوا ما تحملوه من السهام من فوق رؤوس المنابر وفي المجالس العامة والخاصة.

في أول أيام رمضان 2023 كانت الحلقة الأولى من المسلسل بعد العودة، اجتمع مجددا القطبان، القصبي والسدحان، ويجمعان معهما طوال الشهر السعوديين وجيرانهم الخليجيين والأشقاء العرب فهل سيجدون مادة تمدهم بالمتعة كسابق العهد أم أن الإصلاحات الطموحة التي شملت كافة الأصعدة على يد ولي العهد تجاوزت الطموح وأصبحنا، بجود سموه الإصلاحي، نصحب الدنيا بلا أمل.

كقول الشاعر:

‏لم يبق لي جودك شيئا أؤمله

‏تركتني أصحب الدنيا بلا أمل!