هل يعيد الزلزال شرعية الأسد؟
الخطيب: الكارثة أبعدت الطرفين المتحاربين في سوريا عن السلام بدلا من تقريبهما
الخطيب: الكارثة أبعدت الطرفين المتحاربين في سوريا عن السلام بدلا من تقريبهما
الأربعاء - 15 فبراير 2023
Wed - 15 Feb 2023
فيما يحاول الرئيس السوري بشار الأسد استغلال الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده مؤخرا، للخروج من العزلة المفروضة على نظامه، يستبعد أن تسهم الكارثة التي دمرت شمال غرب سوريا في تنشيط عملية السلام السورية المتوقفة، بل على العكس، لقد عزز بالفعل خطوط الانقسام السياسي القائمة.
وتؤكد الدكتورة لينا الخطيب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس البريطاني (المعهد الملكي للشؤون الدولية)، في تحليل نشره المعهد، أن الكارثة الطبيعية أبرزت الانقسامات العميقة بين النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد وحلفائه من جهة، وبين المعارضة السورية وداعميها الدوليين من جهة أخرى، فضلا عن عجز الأمم المتحدة.
ورأت أن دمشق تحاول استغلال الكارثة الإنسانية للخروج من عزلتها الدولية، وبعد فترة قصيرة من وقوع الزلزال، لم يكن رد الفعل العلني للنظام هو الإعراب عن التعازي لكل السوريين المتضررين من المأساة، وإنما استغلال شخصياته الرئيسة لمحاولة تحقيق شرعية فعلية للأسد على المسرح العالمي.
تعليق العقوبات
يقول بسام الصباغ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «إن أي مساعدات أجنبية يجب أن يتم تسليمها بالتنسيق مع الحكومة السورية، وأن يتم إرسالها عبر سوريا وليس تركيا».
وأكدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري في وقت لاحق أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام من جانب الولايات المتحدة وأوروبا تعيق تسليم المساعدات، وأشارت الدكتورة لينا الخطيب إلى أن الولايات المتحدة أسرعت بالرد ببيانات علنية تؤكد أن العقوبات القائمة كان لها دائما استثناء إنساني.
وعلى الرغم من ذلك، مضت وزارة الخزانة الأمريكية في التاسع من فبراير الجاري لتعلن عن تعليق لمدة 180 يوما للعقوبات المفروضة على المعاملات المرتبطة بالإغاثة من الزلزالين.
وسوف تسهل هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة نقل التحويلات المالية إلى سوريا والتي ستساعد الناجين من الزلزال، كما أن هذه طريقة لمحاسبة النظام، فإذا كان من الممكن إرسال المساعدات المخصصة للمناطق التي لا يسيطر عليها النظام بشكل مباشر إلى دمشق، فهل سيسمح النظام بوصولها إلى المتلقين المستهدفين؟
سرقة المساعدات
وقد كانت هناك مزاعم من مجموعات ناشطة، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بعض عبوات الغذاء التي أرسلتها دول عربية للمناطق التي يسيطر عليها النظام يتم بيعها في السوق السوداء بدلا من تسليمها لضحايا الزلزال.
وتضيف الخطيب أنه على الرغم من موافقة الحكومة السورية يوم 9 فبراير على السماح بعبور المساعدات، لم يتم تسليم كميات كبيرة من هذه المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حتى اليوم، وقالت «إن إعلان وزارة الخزانة أثار انقساما حادا بين صانعي السياسة الأمريكيين، حيث انتقد اثنان من الأعضاء البارزين بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الإعلان واعتبرا أنه يسمح للنظام السوري بسرقة المساعدات ويمهد الطريق للتطبيع».
ورأت أن مثل هذه الخلافات داخل دوائر السياسة الأمريكية لا يمكن أن تحظى بالترحيب إلا من جانب دمشق وكذلك موسكو، نظرا لأن عدم وجود توافق في السياسة الأمريكية يضعف موقف الولايات المتحدة في دعمها لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة والمعارضة السورية، وكذلك في مواجهة روسيا.
فرصة للتطبيع
وتكرر روسيا، كما هو متوقع، نفس رواية حكومة الأسد، حيث تعتبر الزلزال فرصة سياسية للتطبيع، حيث رفضت الدعوات لزيادة عدد المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، قائلة إنه يكفي المعبر الوحيد المفتوح، باب الهوى، الذي تم تجديد تفويضه حتى يوليو في أحدث قرار لمجلس الأمن الدولي، وأن المساعدات الأخرى يجب أن يتم تسليمها فقط عبر دمشق.
وحتى زيارته إلى حلب يوم 10 فبراير، التزم الأسد الصمت بشأن الزلزال باستثناء المنشورات العامة من المكتب الرئاسي التي تظهره وهو يعقد اجتماعا طارئا للتعامل مع الأزمة، ثم تذكر الرسائل التي تلقاها أو الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع قادة أجانب لدول روسيا والإمارات وسلطنة عمان والجزائر والبحرين والأردن والصين وإيران وبيلاروس وفلسطين والعراق ومصر وأرمينيا ولبنان والفاتيكان وأبخازيا، والذين أعربوا عن تعازيهم أو عرضوا تقديم مساعدات إنسانية.
وأشارت الخطيب إلى أن إعطاء الأولوية لتسليط الضوء على تفاعل القادة الدوليين والإقليميين هو مؤشر على أن الأسد يرى مرحلة ما بعد الزلزال على أنها فرصة لتقديم نفسه على الصعيدين الدولي والوطني بصفته الزعيم الشرعي لسوريا.
تسييس المساعدات
وسلطت المعارضة السورية أيضا بشكل علني الضوء على تفاعل وتواصل قادتها مع صانعي السياسة الدوليين، ومن بينهم مسؤولون من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في أعقاب الزلزال، إلا أنها أشارت إلى أن هذا التفاعل استهدف طلب المساعدة لشمال غرب سوريا.
وأعربت المعارضة عن انتقادها العلني لبطء وعدم كفاية استجابة الأمم المتحدة لأزمة الزلزال، في تكرار لانتقادات للمنظمة الدولية من جانب وكالات إغاثة دولية ومحلية ومحللين سوريين وناجين من الزلزالين، وتؤكد عدم قدرة المعارضة السورية على القيام بالمزيد في هذا السياق، على المستمر منذ فترة طويلة للنفوذ السياسي.
واعتبرت الخطيب أنه لو كانت عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة أكثر فعالية، لكانت المعارضة السورية في موقف أقوى، كما كانت الأمم المتحدة ستتمكن بشكل أفضل من الاستجابة لحالات طوارئ مثل الزلزال بطريقة أكثر سرعة وعدالة، دون أن يعيقها حق النقض (الفيتو) الروسي في مجلس الأمن.
واختتمت الدكتورة لينا الخطيب تحليلها بالقول «إن الزلزال لم يظهر فقط مدى تسييس المساعدات، ولكن أيضا كيف يمكن، في غياب تحد سياسي قوي، أن يتم استغلال معاناة السوريين كعملة سياسية».
أرقام من الزلزال:
35.5 ألف وفاة في تركيا
6 آلاف وفاة في سوريا
50 ألف وفاة رقم متوقع للضحايا
120 ألف مصاب وجريح
3 مليارات دولار حجم المساعدات لتركيا
وتؤكد الدكتورة لينا الخطيب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد تشاتام هاوس البريطاني (المعهد الملكي للشؤون الدولية)، في تحليل نشره المعهد، أن الكارثة الطبيعية أبرزت الانقسامات العميقة بين النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد وحلفائه من جهة، وبين المعارضة السورية وداعميها الدوليين من جهة أخرى، فضلا عن عجز الأمم المتحدة.
ورأت أن دمشق تحاول استغلال الكارثة الإنسانية للخروج من عزلتها الدولية، وبعد فترة قصيرة من وقوع الزلزال، لم يكن رد الفعل العلني للنظام هو الإعراب عن التعازي لكل السوريين المتضررين من المأساة، وإنما استغلال شخصياته الرئيسة لمحاولة تحقيق شرعية فعلية للأسد على المسرح العالمي.
تعليق العقوبات
يقول بسام الصباغ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «إن أي مساعدات أجنبية يجب أن يتم تسليمها بالتنسيق مع الحكومة السورية، وأن يتم إرسالها عبر سوريا وليس تركيا».
وأكدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري في وقت لاحق أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام من جانب الولايات المتحدة وأوروبا تعيق تسليم المساعدات، وأشارت الدكتورة لينا الخطيب إلى أن الولايات المتحدة أسرعت بالرد ببيانات علنية تؤكد أن العقوبات القائمة كان لها دائما استثناء إنساني.
وعلى الرغم من ذلك، مضت وزارة الخزانة الأمريكية في التاسع من فبراير الجاري لتعلن عن تعليق لمدة 180 يوما للعقوبات المفروضة على المعاملات المرتبطة بالإغاثة من الزلزالين.
وسوف تسهل هذه الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة نقل التحويلات المالية إلى سوريا والتي ستساعد الناجين من الزلزال، كما أن هذه طريقة لمحاسبة النظام، فإذا كان من الممكن إرسال المساعدات المخصصة للمناطق التي لا يسيطر عليها النظام بشكل مباشر إلى دمشق، فهل سيسمح النظام بوصولها إلى المتلقين المستهدفين؟
سرقة المساعدات
وقد كانت هناك مزاعم من مجموعات ناشطة، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن بعض عبوات الغذاء التي أرسلتها دول عربية للمناطق التي يسيطر عليها النظام يتم بيعها في السوق السوداء بدلا من تسليمها لضحايا الزلزال.
وتضيف الخطيب أنه على الرغم من موافقة الحكومة السورية يوم 9 فبراير على السماح بعبور المساعدات، لم يتم تسليم كميات كبيرة من هذه المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حتى اليوم، وقالت «إن إعلان وزارة الخزانة أثار انقساما حادا بين صانعي السياسة الأمريكيين، حيث انتقد اثنان من الأعضاء البارزين بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الإعلان واعتبرا أنه يسمح للنظام السوري بسرقة المساعدات ويمهد الطريق للتطبيع».
ورأت أن مثل هذه الخلافات داخل دوائر السياسة الأمريكية لا يمكن أن تحظى بالترحيب إلا من جانب دمشق وكذلك موسكو، نظرا لأن عدم وجود توافق في السياسة الأمريكية يضعف موقف الولايات المتحدة في دعمها لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة والمعارضة السورية، وكذلك في مواجهة روسيا.
فرصة للتطبيع
وتكرر روسيا، كما هو متوقع، نفس رواية حكومة الأسد، حيث تعتبر الزلزال فرصة سياسية للتطبيع، حيث رفضت الدعوات لزيادة عدد المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا، قائلة إنه يكفي المعبر الوحيد المفتوح، باب الهوى، الذي تم تجديد تفويضه حتى يوليو في أحدث قرار لمجلس الأمن الدولي، وأن المساعدات الأخرى يجب أن يتم تسليمها فقط عبر دمشق.
وحتى زيارته إلى حلب يوم 10 فبراير، التزم الأسد الصمت بشأن الزلزال باستثناء المنشورات العامة من المكتب الرئاسي التي تظهره وهو يعقد اجتماعا طارئا للتعامل مع الأزمة، ثم تذكر الرسائل التي تلقاها أو الاتصالات الهاتفية التي أجراها مع قادة أجانب لدول روسيا والإمارات وسلطنة عمان والجزائر والبحرين والأردن والصين وإيران وبيلاروس وفلسطين والعراق ومصر وأرمينيا ولبنان والفاتيكان وأبخازيا، والذين أعربوا عن تعازيهم أو عرضوا تقديم مساعدات إنسانية.
وأشارت الخطيب إلى أن إعطاء الأولوية لتسليط الضوء على تفاعل القادة الدوليين والإقليميين هو مؤشر على أن الأسد يرى مرحلة ما بعد الزلزال على أنها فرصة لتقديم نفسه على الصعيدين الدولي والوطني بصفته الزعيم الشرعي لسوريا.
تسييس المساعدات
وسلطت المعارضة السورية أيضا بشكل علني الضوء على تفاعل وتواصل قادتها مع صانعي السياسة الدوليين، ومن بينهم مسؤولون من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في أعقاب الزلزال، إلا أنها أشارت إلى أن هذا التفاعل استهدف طلب المساعدة لشمال غرب سوريا.
وأعربت المعارضة عن انتقادها العلني لبطء وعدم كفاية استجابة الأمم المتحدة لأزمة الزلزال، في تكرار لانتقادات للمنظمة الدولية من جانب وكالات إغاثة دولية ومحلية ومحللين سوريين وناجين من الزلزالين، وتؤكد عدم قدرة المعارضة السورية على القيام بالمزيد في هذا السياق، على المستمر منذ فترة طويلة للنفوذ السياسي.
واعتبرت الخطيب أنه لو كانت عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة أكثر فعالية، لكانت المعارضة السورية في موقف أقوى، كما كانت الأمم المتحدة ستتمكن بشكل أفضل من الاستجابة لحالات طوارئ مثل الزلزال بطريقة أكثر سرعة وعدالة، دون أن يعيقها حق النقض (الفيتو) الروسي في مجلس الأمن.
واختتمت الدكتورة لينا الخطيب تحليلها بالقول «إن الزلزال لم يظهر فقط مدى تسييس المساعدات، ولكن أيضا كيف يمكن، في غياب تحد سياسي قوي، أن يتم استغلال معاناة السوريين كعملة سياسية».
أرقام من الزلزال:
35.5 ألف وفاة في تركيا
6 آلاف وفاة في سوريا
50 ألف وفاة رقم متوقع للضحايا
120 ألف مصاب وجريح
3 مليارات دولار حجم المساعدات لتركيا