تناول تحولات الصناعة وعوامل تطويرها في المملكة

نظّمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مساء أمس الاثنين 30 يناير الجاري لقاء ثقافيا استضافت فيه المهندس سعد بن إبراهيم المعجل للحديث عن كتابه :" الصناعة كما عشتُها" . في ملتقى ( كتاب الشهر) الذي أقيم بفرع الخدمات وقاعات الاطلاع بطريق خريص، وحضره عدد كبير من المعنيين والمهتمين بتاريخ الصناعة وتحولاتها في المملكة ، وقد أدار اللقاء الدكتور إبراهيم المعجل ، حيث أقيم اللقاء تحت عنوان:" الصناعة كما عشتها: شدة في الحق .. إنجاز على أرض الواقع " .

وقد تحدث المهندس سعد المعجل عن تجربته الدراسية في الولايات المتحدة الأمريكية وابتعاثه، ودراسته بجامعة بيركلي ، ثم زياراته للجامعات الأمريكية ومنها جامعة كاليفورنيا، وكيف اتخذ طريق العلم طريقا للنجاح في المجال الصناعي بعد عودته للمملكة.

يقول سعد المعجل: إن الصناعة مهمة للإنسانية، وهي القيمة المضافة، وهي التي تُشغّل الناس وترفع من قيمتها.

وفي إطار الحديث عن بداياته قال المعجل: كانت الأمور صعبة وقتها، وكان طريق الابتعاث ليس ممهدا للجميع ، بعكس اليوم حيث إن فرص الابتعاث يسرتها الدولة . ظهر اسمي في كشوف المبتعثين، كانت الأمور بعيدة جدا وقتها، ولكن الطموح كان كبيرا .

واستطرد المعجل: " كانت الدراسة ثرية جدا في أمريكا، وبعدما رجعت للمملكة لم أفكر في المناصب، وإنما فكرت في العمل مع الوالد في مستودع نملكه بشارع الوزير بحي الخزان بالرياض، كان مستودعا للأسمنت، ثم ذهبنا إلى حي ( الشميسي) وكانت منطقة جديدة، وبدأت مرحلة جديدة من العمل في العمل بتجارة الإسمنت"

وتناول المعجل في حديثه طرق المواءمة بين النجاح والمستقبل، والعزم والحرص على متابعة الحقوق في قصة الابتعاث، وقصص يومياته خلال الابتعاث، والعمل بتجارة الإسمنت والبدايات الصعبة"

وينقل المعجل قوله لأحد الوزراء ذات يوم حين قال له: " أنت تعمل في المستودع وأنت خريج بيركلي" – كما ينقل في كتابه – فرد المعجل بالقول: " أنا أوظف شهادتي لا هي التي توظفني" .

وتحدث المعجل كذلك عن البدايات ومرحلة الطفرة، وعلاقته بالدكتور غازي القصيبي، ومحمد العريفي، ومحمد الماضي، وأشار إلى أنه كان يشتري وزملاءه بواخر كاملة من الإسمنت، ويتم توزيعها بالسوق السعودي، حتى تغطي الأزمات التي قد تحدث وقتها.

وبعد الحديث عن التجربة العملية تطرق المعجل إلى وصف طرق النجاح في العمل من خلل الجدية والالتزام والانضباط، كما جاء في كتابه، الذي يعطي للأجيال المقبلة نموذجا عمليا مجتهدا ، وتطرق إلى تأسيس الغرفة التجارية، ومحاولاته لتغيير المفهوم الشعبي عن الصناعة والعمل بها، وأن هذا المفهوم ليس بمقدور واحد تغييره، لابد من تضامن جماعي ، ولكن بالتدريج تغيرت الأمور ، وقد أنشئت الوزارة ( وزارة الصناعة) وكانت حلما ودافعتُ كثيرا عن إنشائها.

وتساءل المعجل: لماذا وزارة صناعة؟ وأردف مجيبا: لأن الصناعة دائما هي رديف التجارة، وهناك دول اقتصادية كبرى قد تمتلك أكبر مساحة زراعية في العالم مثل أمريكا أو بريطانيا، لكنها تقدم نفسها على أنها دول صناعية، والتصنيع عملية تحويل مواد خام بسيطة ولكنها تبيض ذهبًا.

واختتم المعجل اللقاء بالحديث عن دور المرأة ، ومطالبته منذ وقت مبكر بدور المرأة في العمل، كما تحدث عن دور الصحافة والإعلام وأن الصحافة هي منبر إعلامي " يقرب البعيد ويبعد الغريب، ويحل المشاكل ويصنعها" ولكن إذا أحسنت إدارتها فهي منبر مهم، موضحا أن علاقته مع الصحفيين قائمة على الاحترام ، مقدما نصيحته للشباب والشابات التي تتمثل في : الإيمان بالله، والعلاقة مع المجتمع تكون عبر الصدق والثقة بالنفس .

يذكر أن المهندس سعد المعجل يعد أحد أعلام الصناعة في تاريخ المملكة، يتميز بعشقه للصناعة، وإيمانه بدورها الرئيس في تطوير اقتصاد المملكة، وإحداث نقلة فيه، وعشقه للصناعة تجاوز المستويات التي يصل إليها أي شخص محب للوطن.

ويتضمن كتابه:" الصناعة كما عشتها" عشرة فصول تحدث فيها عن نشأة الصناعة في المملكة العربية السعودية ، والطاقة ونشأة وزارة الصناعة، وصندوق التنمية الصناعية، وتأسيس غرفة الرياض، ومركز معارض الرياض الدولي الجديد، والصناعات السعودية، ورؤية المملكة 2030 وغيرها من الموضوعات التي تتعلق بالصناعة وتطوراتها في المملكة