الصين تتخلى عن الذئاب المحاربة
ماركيز: سياسة التنين الجديدة تؤكد أن الفيل لا يستطيع الاختفاء خلف شجرة
ماركيز: سياسة التنين الجديدة تؤكد أن الفيل لا يستطيع الاختفاء خلف شجرة
الأربعاء - 18 يناير 2023
Wed - 18 Jan 2023
في أكتوبر الماضي، وعلى هامش مؤتمر الحزب الحاكم في الصين، قال ما شاو شو، نائب وزير الخارجية الصيني، إن «الاستعداد للقتال هو سمة روحية للدبلوماسية الصينية».
تردد صدى حديثه، لأنه جاء بعد أيام قليلة من اشتباك عناصر الأمن مع محتجين أمام قنصلية الصين في مدينة مانشستر البريطانية، في تصرف غير دبلوماسي، ليمثل إشارة جديدة إلى تزايد النزعة العدوانية على الصعيد الدولي، لكن يبدو أن الأمور تغيرت في الصين، وأصبح هناك ميل واضح لتبني مواقف تصالحية، ففي خطابه بمناسبة السنة القمرية الجديدة، تخلى الرئيس الصيني شي جين بينج عن اللهجة العدائية، عندما أشار إلى تايوان بالقول: إن هناك «الناس على جانبي مضيق تايوان أعضاء في عائلة واحدة».
أما وزير الخارجية المعين شين جانج، فقال في مقال وداعي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بمناسبة انتهاء عمله سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة، إن العالم «واسع بما يكفي كي تنمو وتزدهر فيه الصين والولايات المتحدة».
كما تم إبعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني شاو ليجيان، المعروف بتصريحاته المتشددة عن منصبه الرفيع.
الفيل والشجرة
في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج، تساءلت المحللة والكاتبة الأمريكية كلارا ماركيز، عما إذا كان في مقدور الصين أن تحقق تقدما في تعديل سياستها الخارجية، والذي تحتاجه بشدة لتعزيز النمو الاقتصادي المطلوب.
وقالت: «قد كانت دبلوماسية الذئب المحارب السمة المميزة للسياسة الخارجية الصينية، خلال السنوات الأخيرة، وهي تناسب التحسن في القدرات الاقتصادية والعسكرية، والأكثر أهمية أنها تناسب سياسات شي الداخلية القوية، بما في ذلك أسلوبه في التعامل مع هونج كونج، وطموحاته في التجديد الوطني، فلم تعد الصين تشعر بأنها ملزمة بمقولة الزعيم الصيني الراحل دينج سياو بنج «اخف قدراتك واختبر وقتك»، فالفيل لا يستطيع الاختفاء خلف شجرة كما قالت صحيفة الشعب اليومية الحكومية في الصين ذات مرة».
معارك الإنترنت
خلال السنوات الماضية كانت انفجارات الغضب الشخصي، وخوض المعارك عبر الإنترنت، سمة واضحة للدبلوماسية الصينية، وكان الدبلوماسيون الصينيون يرون في كل حادث فرصة أو مباراة لمغازلة الحشود في الداخل.
كانت هناك ثقة مفرطة في قدرات الصين، وإيمان راسخ بتحلل الغرب، عززتها المواجهة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وجائحة كورونا.
وكان شاو المتحدث باسم الخارجية «ذئبا محاربا» على موقع تويتر، وتبنى آخرون مواقف أشد صلابة، إذ قال جوي كونجيون سفير الصين لدى السويد عام 2019: «نقدم لأصدقائنا النبيذ الفاخر ... لكن لأعدائنا لدينا البنادق».
لكن المشكلة، حسب كلارا ماركيز، أن دبلوماسية الذئاب المحاربة لم تنجح، بالعكس كانت لها تداعياتها السلبية على الصين، فالنمو الاقتصادي والسياسة الخارجية العدوانية للصين، حققت بالفعل بعض النفوذ لكنها خلقت كثيرا من الأعداء.
ومحاولات التغطية خلال الأيام الأولى لجائحة كورونا لم تساعد الصين كثيرا.
تجنب السيناريوهات
تقول ماركيز إنه في ربيع 2020 تردد أن معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، وهو مركز بحثي تابع لأعلى جهاز مخابرات في الصين، قدم تقريرا إلى كبار القادة يشير إلى وصول مشاعر العداء للصين في العالم إلى أعلى مستوياتها منذ مذبحة ميدان السلام السماوي (تيانانمن) عام 1989.
وأشارت نتائج استطلاع رأي لمعهد بيو الأمريكي إلى حقيقة مماثلة. وتدهورت العلاقات الصينية الأوروبية، خاصة بعد الدعم الضمني الصيني للغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي بدد ثقة الأوروبيين في بكين.
كما اتجه غالب دول آسيا المجاورة للدخول في ترتيبات وتحالفات أمنية مناهضة للصين، التي حاولت كثيرا تجنب هذه السيناريوهات.
وتبدو الصين وكأنها قررت المضي في مسار تصحيحي لسياستها الخارجية. ولا يوجد تفسير واضح لإبعاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المتشدد شاو عن منصبه.
نبرة تصالحية
التحركات الأخيرة تقول إن بكين تسعى لاستعادة النبرة التصالحية على الصعيد العالمي، بما في ذلك رفع القيود على حركة السفر، واللقاء التصالحي بين شي ونظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في منتجع بالي الإندونيسي، والزيارة المنتظرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين.
تردد صدى حديثه، لأنه جاء بعد أيام قليلة من اشتباك عناصر الأمن مع محتجين أمام قنصلية الصين في مدينة مانشستر البريطانية، في تصرف غير دبلوماسي، ليمثل إشارة جديدة إلى تزايد النزعة العدوانية على الصعيد الدولي، لكن يبدو أن الأمور تغيرت في الصين، وأصبح هناك ميل واضح لتبني مواقف تصالحية، ففي خطابه بمناسبة السنة القمرية الجديدة، تخلى الرئيس الصيني شي جين بينج عن اللهجة العدائية، عندما أشار إلى تايوان بالقول: إن هناك «الناس على جانبي مضيق تايوان أعضاء في عائلة واحدة».
أما وزير الخارجية المعين شين جانج، فقال في مقال وداعي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بمناسبة انتهاء عمله سفيرا لبلاده في الولايات المتحدة، إن العالم «واسع بما يكفي كي تنمو وتزدهر فيه الصين والولايات المتحدة».
كما تم إبعاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني شاو ليجيان، المعروف بتصريحاته المتشددة عن منصبه الرفيع.
الفيل والشجرة
في تحليل نشرته وكالة بلومبيرج، تساءلت المحللة والكاتبة الأمريكية كلارا ماركيز، عما إذا كان في مقدور الصين أن تحقق تقدما في تعديل سياستها الخارجية، والذي تحتاجه بشدة لتعزيز النمو الاقتصادي المطلوب.
وقالت: «قد كانت دبلوماسية الذئب المحارب السمة المميزة للسياسة الخارجية الصينية، خلال السنوات الأخيرة، وهي تناسب التحسن في القدرات الاقتصادية والعسكرية، والأكثر أهمية أنها تناسب سياسات شي الداخلية القوية، بما في ذلك أسلوبه في التعامل مع هونج كونج، وطموحاته في التجديد الوطني، فلم تعد الصين تشعر بأنها ملزمة بمقولة الزعيم الصيني الراحل دينج سياو بنج «اخف قدراتك واختبر وقتك»، فالفيل لا يستطيع الاختفاء خلف شجرة كما قالت صحيفة الشعب اليومية الحكومية في الصين ذات مرة».
معارك الإنترنت
خلال السنوات الماضية كانت انفجارات الغضب الشخصي، وخوض المعارك عبر الإنترنت، سمة واضحة للدبلوماسية الصينية، وكان الدبلوماسيون الصينيون يرون في كل حادث فرصة أو مباراة لمغازلة الحشود في الداخل.
كانت هناك ثقة مفرطة في قدرات الصين، وإيمان راسخ بتحلل الغرب، عززتها المواجهة مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، وجائحة كورونا.
وكان شاو المتحدث باسم الخارجية «ذئبا محاربا» على موقع تويتر، وتبنى آخرون مواقف أشد صلابة، إذ قال جوي كونجيون سفير الصين لدى السويد عام 2019: «نقدم لأصدقائنا النبيذ الفاخر ... لكن لأعدائنا لدينا البنادق».
لكن المشكلة، حسب كلارا ماركيز، أن دبلوماسية الذئاب المحاربة لم تنجح، بالعكس كانت لها تداعياتها السلبية على الصين، فالنمو الاقتصادي والسياسة الخارجية العدوانية للصين، حققت بالفعل بعض النفوذ لكنها خلقت كثيرا من الأعداء.
ومحاولات التغطية خلال الأيام الأولى لجائحة كورونا لم تساعد الصين كثيرا.
تجنب السيناريوهات
تقول ماركيز إنه في ربيع 2020 تردد أن معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، وهو مركز بحثي تابع لأعلى جهاز مخابرات في الصين، قدم تقريرا إلى كبار القادة يشير إلى وصول مشاعر العداء للصين في العالم إلى أعلى مستوياتها منذ مذبحة ميدان السلام السماوي (تيانانمن) عام 1989.
وأشارت نتائج استطلاع رأي لمعهد بيو الأمريكي إلى حقيقة مماثلة. وتدهورت العلاقات الصينية الأوروبية، خاصة بعد الدعم الضمني الصيني للغزو الروسي لأوكرانيا، الأمر الذي بدد ثقة الأوروبيين في بكين.
كما اتجه غالب دول آسيا المجاورة للدخول في ترتيبات وتحالفات أمنية مناهضة للصين، التي حاولت كثيرا تجنب هذه السيناريوهات.
وتبدو الصين وكأنها قررت المضي في مسار تصحيحي لسياستها الخارجية. ولا يوجد تفسير واضح لإبعاد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المتشدد شاو عن منصبه.
نبرة تصالحية
التحركات الأخيرة تقول إن بكين تسعى لاستعادة النبرة التصالحية على الصعيد العالمي، بما في ذلك رفع القيود على حركة السفر، واللقاء التصالحي بين شي ونظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في منتجع بالي الإندونيسي، والزيارة المنتظرة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى بكين.