هل تعجل دبابات الغرب بحرب نووية؟

خبير عسكري أمريكي: أسلحة فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستحولها عدوا لروسيا
خبير عسكري أمريكي: أسلحة فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستحولها عدوا لروسيا

الخميس - 12 يناير 2023

Thu - 12 Jan 2023



جنود روس في أوكرانيا                                                           (مكة)
جنود روس في أوكرانيا (مكة)
فاجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الكثير من المراقبين الأسبوع الماضي بإعلانه أن فرنسا سوف تقدم «دبابات خفيفة» لمساعدة أوكرانيا في القتال ضد روسيا، وسرعان ما أعقب ذلك التزامات مماثلة من الولايات المتحدة وألمانيا، وهذه الأنظمة سوف توفر للقوات الأوكرانية إمكانات جديدة مهمة، لكنها أيضا تمثل عقبات لوجستية واحتمال تصعيد الصراع، قد يصل إلى اندلاع حرب نووية.

ويقول الخبير العسكري الأمريكي تيموثي جيه ماكدونالد في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي «إنه للتوضيح فإن ما وعدت فرنسا وأمريكا وألمانيا بتقديمه ليس دبابات على الإطلاق، فالدبابات الخفيفة هي في الحقيقة مركبات قتالية مدرعة أصغر، وأخف، وأسرع حركة من دبابات القتال الرئيسة.

فالحكومة الفرنسية تعهدت بتقديم عدد غير معروف من المركبات القتالية المدرعة طراز إيه إم إكس10- أر سي، بينما الولايات المتحدة وألمانيا سوف تقدمان على التوالي نحو خمسين مركبة قتالية طراز برادلي وأربعين مركبة قتالية طراز ماردر للمشاة.

تطويق وتدمير

معظم الدبابات الخفيفة مزودة بمدفع رئيسي بعيار أصغر من أي دبابة عادية وأقل تدريعا، والهدف الرئيسي منها هو استخدامها في مختلف الأدوار، بما في ذلك نقل القوات، وإسناد المشاة، والدعم في الحرب ضد الدروع، والاستطلاع. وبالمقارنة، تعتبر الدبابة الرئيسة طراز إم 1 أبرامز أكثر تدريعا ثقيلا، ومجهزة بمدفع عيار 120 مليمتر لتوفير زيادة في القوة والمدى، ومصممة للتطويق وتدمير مدرعات العدو».

ويتساءل ماكدونالد إن كانت هذه المركبات سوف تحقق أي اختلاف على أرض المعركة في أوكرانيا؟ ويقول إنه للإجابة على هذه التساؤل، هناك مستويات حرب تكتيكية وعملياتية يتعين أخذها في الاعتبار.

وعلى المستوى التكتيكي، سوف توفر إضافة المركبات المدرعة للقوات الأوكرانية المزيد من القدرة على التحرك، والسرعة، والحماية في دعم عمليات المشاة.

أسرع استجابة

ويرى أن مركبات إيه إم إكس10- أر سي، وبرادلي وماردر عبارة عن دبابات خفيفة يمكن استخدامها في مختلف الأراضي والأحوال الجوية، وستكون أسرع استجابة بالنسبة للمواقف المتغيرة على أرض المعركة.

واعتمادا على أنظمة الأسلحة التي تقدمها الدول الغربية، يمكن أن توفر هذه الدبابات الخفيفة إمكانيات إطلاق النار عن بعد مما يتيح هزيمة الدبابات الروسية بالصواريخ المضادة للدبابات.

وعلى المستوى العملياتي، أثبت الجيش الأوكراني أنه ينفذ عمليات الأسلحة المشتركة بكفاءة، وهذا يعني أنه يستطيع بفعالية تحقيق تزامن قدرات المشاة، والمدرعات، والمدفعية، والمهندسين، والطيران في مهمة واحدة من أجل هدف مشترك.

وسوف تكون الأنظمة الجديدة إضافة لقدرات أوكرانيا المسلحة المشتركة، ولكن هذا لن يحدث بين عشية وضحاها.

ومع تسليم هذه الأنظمة للتوافق مع هجوم في الربيع، سوف تحتاج إلى أسابيع من التدريب على تشغيلها وصيانتها، ومن الممكن أن تحتاج إلى تعديلات لتتلاءم مع العقيدة العسكرية القائمة وإنشاء مسار لوجستي لتوفير قطع الغيار والإصلاحات.

مخاوف نووية

وحول ماذا يعني هذا لروسيا، يقول ماكدونالد «إن رد فعل الجيش الروسي على تقديم هذه المركبات الغربية المدرعة سوف يكون أمرا يستحق المشاهدة، فالجيش الروسي يواصل استخدام العقيدة العسكرية السوفيتية القديمة ولم يستخدم بعد بفعالية المناورات المشتركة بالأسلحة، كما أنه يستخدم نماذج القيادة المتدرجة دون تمكين اتخاذ القرار على المستوى الأدنى».

ومن المرجح أن يحاول الجيش الروسي إضافة المزيد من الأسلحة والجنود على ما هو متوفر حاليا؛ لكن بدون أي تغيير في نهجه التكتيكي والعملياتي، وسوف يستمر في التعرض لخسائر فادحة والتخلي عن أراض.

ويمكن أن يكون لتقديم تلك المركبات لأوكرانيا تداعيات استراتيجية، بعضها سيظل غير معروف لبعض الوقت، ولكن من العدل القول «إن هذه المركبات يمكن أن ترجح كفة ميزان القتال على الأرض، والذي بدوره سوف يؤدي إلى تصعيد التوترات بين روسيا والغرب».

ومن المرجح أن يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم هذه الأنظمة عدوانا غربيا، ويمكن اعتبارها تجاوزا لخط أحمر، مما يؤدي لمزيد من التلويحات والتهديدات باستخدام الأسلحة النووية.