أحمد يوسف الراجح

في الأنامل حروف لغة الإشارة

الثلاثاء - 10 يناير 2023

Tue - 10 Jan 2023

تعد لغة الإشارة إحدى أهم اللغات في العالم وتحظى في كثير من الدول بأهمية بالغة، وذلك لتعزيز التواصل والدمج والتمكين بين أفراد المجتمع كافة، وثمة إسهامات كبيرة في كثير من الدول كإدراج لغة الإشارة ضمن مراحل التعليم ونشرها عبر المراكز والجامعات والبرامج المختلفة.

وتمكينهم في مختلف الوظائف، وذلك ليس فقط من أجل دمجهم مع أطياف المجتمع بل لإعطائهم الثقة ولمن حولهم بأن بإمكانهم المساهمة في بناء المستقبل والمجتمع.

متحدثو لغة الإشارة هم من يتحدثون لغة الإشارة من الصم والبكم، فالأصم لديه مشكلة في جهاز السمع تؤدي إلى فقدان السمع، والأبكم يعاني من مشاكل في جهاز الكلام ولا يستطيع أن ينتج الكلام، ويتحدثون لغة الإشارة ولكن هم طبيعيون ولا ينقصهم عن أشقائهم السامعين والناطقين أي شيء.

في البداية يحتاج الإشاريون إلى التوسع في نشر ثقافة لغة الإشارة؛ فمجتمعنا إلى الآن لا يعرف حتى الأساسيات من اللغة ولا توجد مراكز بأعداد كافية للتدريب على لغة الإشارة، بالإضافة لحاجتهم إلى تنمية مهاراتهم وأفكارهم ومواهبهم، والفرص المناسبة لتمكينهم في كافة المجالات لكي يظهروا لنا تميزهم وبريقهم.

دائما ما أقول إن التشجيع وحده من دون تمكين لا يفيد، فالدعم يجب أن يكون في إلزام المنشآت الخاصة والعامة في توظيفهم بنسب معينة تحدد على قياس أعداد الموظفين في كل منشأة وإضافة بدل أو ميزة للموظف الذي يتقن لغة الإشارة للتشجيع لتعلمها، وأن توفر المنشأة وسائل مختلفة للتواصل مع موظفيها من الفئة العزيزة، وإلزامها بعمل دورات للمشرفين والموظفين لكيفية التعامل مع زملائهم من هذه الفئة العزيزة، كما بينت في السابق من خلال مقال الوظائف وذوي الإعاقة.

لا ننكر دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية والمراكز في التشجيع والتحفيز للقطاعين الخاص والعام، ولكن أيضا نريد أن نتوج جهود وعمل وزارة التعليم ووزارة الصحة في تعليم وتدريب وتأهيل ذوي الإعاقة بتوظيفهم واستقلالهم واستقرارهم ماديا واجتماعيا، ونتطلع في هذا التقدم والتطور الذي نشهده جميعا إلى إنهاء معاناة هذه الفئة الغالية على الجميع.