الحرب على النساء توحد العالم ضد طالبان

الجارديان: الأفغانيات أظهرن شجاعة غير عادية في أوقات عصيبة
الجارديان: الأفغانيات أظهرن شجاعة غير عادية في أوقات عصيبة

الخميس - 05 يناير 2023

Thu - 05 Jan 2023

في إصرار على موقفها العدائي ضد النساء، رفضت طالبان استقبال هيئة من كبار العلماء، الأمر الذي أسهم في توحد العالم ضد حكومة أفغانستان بعد أكثر من عام على استيلائها على الحكم.

وفيما رفض زعيم طالبان هبة الله آخندزاده استقبال وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قندهار، قالت صحيفة «جارديان» البريطانية «إن حملة طالبان ضد المرأة ليست مجرد مسألة حقوق، بل مسألة بقاء، وإن الحملة ليست قاسية وظالمة فحسب، بل قاتلة أيضا».

وقالت الصحيفة الإنجليزية في افتتاحيتها «بلد على ركبتيه، حيث يعيش 97% من السكان في فقر، ويحتاج الثلث إلى مساعدات إنسانية، ويواجه 20 مليونا الجوع الحاد، ويبيع الآباء أعضاءهم لإطعام أسرهم، كل ذلك جعل الحياة أكثر يأسا. وبمنع النساء من العمل في المنظمات غير الحكومية، فإنهم يحرمون النساء والأطفال من الخدمات الأساسية المنقذة للحياة».

وأشارت إلى أن كل وكالات المعونات الكبرى تقريبا، أوقفت عملياتها، وأوقفت الأمم المتحدة بعض البرامج الغذائية الحرجة مؤقتا.

تهور خطير

وحثت القوى العالمية الكبرى طالبان على التراجع الفوري عن قرارها المتهور والخطير، في حين وصف رؤساء وكالات الأمم المتحدة الموظفات بمفتاح الاستجابة الإنسانية.

وقالت «في كثير من الحالات، فإن الموظفات، يصل عددهن إلى عشرات الآلاف، أيضا المعيلات الوحيدات لأسرهن. وحرمانهن من رواتبهن يضمن تجويع النساء والأطفال، وربما الرجال أيضا».

ولفتت إلى أن قرار طالبان بمنع النساء من الالتحاق بالجامعات، وحتى بالتعليم الابتدائي كما تفيد التقارير، يعني توقف تدريب المزيد من الطبيبات أو المدرسات، وأبعدت المراهقات عن المدرسة لمدة عام ونصف تقريبا.

وسعت الحركة إلى خلق انطباع بأن «طالبان النسخة» أكثر اعتدالا بعد عودتها إلى السلطة، ووعدت بتجنب وحشية نظام التسعينيات. لكن طالبان الجديدة تبدو أكثر فأكثر مثل القديمة. وحتى لو كانت هناك شخصيات أكثر اعتدالا فلن تتمكن من الانتصار.

جلد النساء

وكان أول إعدام علني منذ عودة الحركة إلى السلطة في الشهر الماضي، وكانت النساء من المعاقبات بالجلد علنا، لو لم تكن أولويات طالبان مروعة، لكانت غريبة، يبدو أن هذه الوحشية هي كل ما يهمها، رغم الوضع الهش في البلاد من جميع النواحي.

تنهار العلاقات مع إسلام آباد مع الهجمات عبر الحدود من طالبان الباكستانية. في ديسمبر، تغلب أعضاء من حركة طالبان باكستان، والمتحالفة مع طالبان الأفغانية على الحراس في منشأة لمكافحة الإرهاب في باكستان واستولوا عليها.

ومع تدهور الوضع الأمني، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات على السفارتين الباكستانية والروسية في كابول، وأمر السفير الصيني مواطنيه بمغادرة البلاد بعد أن هاجم مسلحون فندقا يستخدمه رجال أعمال صينيون.

شجاعة النساء

ولم تكن هذه التطورات مجرد مشكلة دبلوماسية لطالبان، فقد تلاشت الآمال في الحصول على مداخيل للمساعدة في استبدال المساعدات الخارجية المتناقصة التي دعمت البلاد فترة طويلة. وحاليا يتوقف آخر الدعائم مع توقف عمليات الإغاثة، بكلفة باهظة.

وتقول الصحيفة «في هذه الأوقات العصيبة، أظهرت النساء شجاعة غير عادية ومرونة في تحدي حكم طالبان القاسي. وقف الرجال بجانبهن. وهن جديرات بالإعجاب وبكل الدعم».

ووفقا للصحيفة، كان أداء المملكة المتحدة سيئا، حسب الصحيفة، في إجلاء الأفغان قبل سقوط كابول في العام الماضي. واعتباراً من أوائل ديسمبر، لم يقبل ولم يجل أي شخص بموجب خطة وزارة الداخلية لإعادة توطين الأفغان، التي أطلقت في يناير للمعرضين للخطر بسبب عملهم مع الحكومة البريطانية أو انتسابهم إليها.

واختتمت الصحيفة بالقول «إن الأفغان، خاصة الشجعان بما يكفي لتحدي هذا النظام، يحتاجون إلى أكثر من مجرد كلمات من الحكومة البريطانية.