الرياضية السعودية إلى أين؟!

لا أعلم هل هي المرة الرابعة أم الخامسة التي أكتب فيها عن القناة الرياضية السعودية، ولكن ما أعلمه يقينا أن هذه القناة تنحدر يوميا من سيئ إلى أسوأ

لا أعلم هل هي المرة الرابعة أم الخامسة التي أكتب فيها عن القناة الرياضية السعودية، ولكن ما أعلمه يقينا أن هذه القناة تنحدر يوميا من سيئ إلى أسوأ

الاثنين - 22 ديسمبر 2014

Mon - 22 Dec 2014

لا أعلم هل هي المرة الرابعة أم الخامسة التي أكتب فيها عن القناة الرياضية السعودية، ولكن ما أعلمه يقينا أن هذه القناة تنحدر يوميا من سيئ إلى أسوأ.
والانحدار ليس بسبب ضعف المحتوى فحسب، ولكن لعوامل عدة بدأت بضبابية الرؤية لدى القائمين عليها منذ إطلاقها 6 قنوات مختلفة في الفضاء المرئي، وانتهت بسحب العمود الفقري لها (بطولة الدوري) لصالح مجموعة إم بي سي.
المتابع لرحلة سقوط «الرياضية» لا يستطيع أن يتجاهل جميع المؤشرات التي كانت ظاهرة للكل باستثناء القائمين عليها، من غياب الاستراتيجية العامة للقناة، بمعنى «ماذا تريد أن تقدم للمشاهدين»، الأمر الذي جعل خارطة برامجها تتبدل بتبدل البرامج الناجحة على القنوات الأخرى، أو المشرفين عليها، مرورا بإسناد إدارتها لأشخاص ليست لهم علاقة بالعمل التلفزيوني، وبالتالي توهانهم في دهاليز العملية الإنتاجية أكثر من التركيز على المحتوى الرياضي، واعتماد مبدأ المحاصصة والمحاباة عند اختيار الفرق التحليلية والفنية، ومحاولة الجمع بين ما لا يجمع، والإصرار على التعامل مع منتجها الرئيسي (بطولة الدوري السعودي) وفق العقلية الحكومية، باعتباره غير ربحي، وبالتالي رفض بيع جزء منه للقنوات المنافسة، مما أفقد القناة موارد مالية كانت ستساعدها في تنفيذ برامجها المستقبلية، هذا إضافة إلى التغيير الدائم للقيادات، واعتماد مبدأ «كل أمة تلعن التي قبلها» ما أفقدها حلفائها الدائمين، والارتهان للانطباعات أكثر من الدراسات في كيفية الاستفادة من تعدد قنواتها، وأخيرا الإصرار على عدم الرؤية خارج صندوق كرة القدم.
شخصيا ما زال الأمل يحدوني بأن تعيد «الرياضية السعودية» توجيه بوصلتها نحو الألعاب الجماعية والفردية الأخرى بعيدا عن كرة القدم، لسببين، الأول، لاعتزام الاتحاد السعودي لكرة القدم دق المسمار الأخير في نعشها، بسحب حقوق بث جميع المسابقات الكروية (كأس الأمير فيصل بن فهد، دوري الدرجة الأولى، المسابقات السنية) منها وتسليمها لمجموعة إم بي سي، بداية الموسم المقبل.
والثاني، لأنها لن تستطيع وفق إمكاناتها أو عقلية من يديرها أن تتعامل مع الحدث الرياضي برؤية تجارية، وبالتالي فإن المنطق يحتم عليها مواكبة الألعاب الأخرى من منطلق وطني ومحاولة كسب شريحتها لديها.
يبقى القول، إن «الرياضية السعودية»، التي بدأت بقناة، ثم تشظت إلى ست، لتعود اليوم إلى اثنتين، سيكون مصيرها الزوال لا محالة، ما لم تقف مع نفسها بشكل حقيقي وتحدد أولوياتها بعيدا عن حسابات الربح والخسارة.